كان الامبراطور هيلا سلاسى امبراطور اثيوبيا يتخذ من زياراته لأمريكا منبرا لمهاجمة السوفييت ويهاجم سياساتها وتصرفاتها بالتدخل في شئون الدول وفجورها في الخصومات ويرجع محملا بالصفقات المساعدات (لأثيوبيا طبعا ) ثم تكون زيارته للاتحاد السوفييتي (سابقا ) ويهاجم امريكا ومن يقف معها ورعايتها للإمبريالية واتخاذها للرسمالية المستبدة مبدا ووسيلة لاسترقاق الشعوب وتركعيها وكيف انها تفقد الكثيرين ممن تحالفوا معها بسبب غطرستها وشرائها لذمم الحكام بالمال ودوام السلطان , فيرجع محملا بأثقل مما حمل من امريكا من سلاح وعتاد وذخائر ومعدات لان السوفييت لم يكن لديهم المال للهبات والمساعدات (لأثيوبيا طبعا ) هذه العبارة للتأكيد بان كل تلك العطايا ذهبت لأثيوبيا لكى يجعل منها الامبراطور من اكبر الدول تسليحا وعتادا ودربة ولان كل عطايا وهبات الخارج تذهب للخارج عند حكامنا لتكملة المشاريع الخاصة بالمتنفذين والتمكنين الجدد والقدامى . وكأنى بالمشير البشير قد قرأ بعضا من سيرة الامبراطور المحنك واراد السعي في طريقه وبطريقته يقتدى واراد تطبيق شعارات نظامه في اتخاذ الخطب والصوت العالي لإلهاء الناس عن قضاياهم وهمومهم التي اهملتها الحكومة متعمدة وبإصرار ̧هذا فيما يخص الداخل فلكل مدينة قصيده وهتاف ورقصة , اما فيما يلى الخارج فقد تبنى المشير البشير بعضا من ممارسات الامبراطور الأثيوبي في ابتداع خطاب لكل زيارة واتخاذ المواقف بردود الافعال وتغيير الجلد في كل بلد دونما اعتبار للتأثير والتأثر لما يدور في الساحة من حيث المصالح المشتركة وتغير المناخ العام والاشخاص , غاب عن المشير بان زمان الامبراطور لم يعد كما هو الآن فلا امريكا عادت ذات امريكا الحرب الباردة ولا روسيا اصبحت بذات المواقف والمبادئ والعداء للقطب الاخر , وحتى المشير لم يصل مرحلة النضج والحنكة التي كانت لدى الامبراطور وما يجمعهما فقط التسلط والديكتاتورية وهذا اصبح من المحرمات إنسانيا وشرعيا وضد المواثيق والمعاهدات الدولية . ظن البشير بان العلاقات الدولية وبناء التحالفات تكون بطريقة جمعيات وهيئات تطوير الولايات التي لم تجن سوى الوعود الرئاسية , فللجزيرة ضعف ما يجبى من الشعب لصندوق التطوير وللشمالية مثلها ولنهر النيل وكل الولايات حتى شفقنا على جيب الحكومة من الافلاس – وهاهى الجزيرة لم يدخل صندوقها سوى بعض ما جمع من الأهالي والشمالية مازالت في انتظار هبة الرئيس ونهر النيل في حالها وقد ينسى او يتناسى الجميع الوعد الرئاسي نسبة لانشغال المشير بالزيارات الخارجية . ان رفع العقوبات الأمريكية اصبحت كالنطيحة والموقوذة واكل منها السبع وشبع , وكجنازة البحر لا يعرف لها ملامح ولا صاحب وكلقيطة الحرم لا يصرف منها ولا يجوز اقتناءها . فلكل زيارة للرئيس يظهر صاحب فضل على رفع العقوبات الأمريكية فبالأمس كانت دول الخليج و للروس دور ولأوغندا وبقية دول القاره نفس الدور وللصومال واليمن دور مقدر في رفع ما تبقى من العقوبات ولن تكون اثيوبيا الشقيقة والتي نالت حظا من الثناء على ما قامت به لرفع العقوبات ابان زيارة البشير الأخيرة , اخر الدول لان جدول الزيارات مازال عامر فهنالك داعمين ومتسببين في رفع العقوبات التي لم يشعر بها شعب السودان الا سماعا عبر تصريحات المسئولين وعند اسدائهم الشكر والعرفان للدول المساندة والداعمة لرفع العقوبات انتهاء بأمريكا اذا سمحت بالزيارة الرئاسية والا فان لغندور دور . ولكى لا يعشم الشعب السوداني البطل في نتائج وخيرات رفع العقوبات عليهم بزيادة الانتاج والانتاجية ومضاعفة الجهد والمجاهدة والرتق والتوالي والنفير وكل الشعارات والعبارات التي يرددها المحاسيب والمتنفذين والمتوالين وببساطة لان رفع العقوبات اصبح رجس من عمل الشيطان الأمريكي بعد ان اعلن عن نقل السفارة للقدس الشريف , ولكل من ساند وعاضد وجاهد من اجل رفع العقوبات اجر الاجتهاد وللشعب السوداني الصبر والسلوان والانتظار . من لا يحمل هم الوطن — فهو هم على الوطن . اللهم يا حنان ويا منان ألطف بشعب السودان —آمين .