خبر وتعليق يوسف حسين الخبر ورد في بعض الصحف الصادرة بالخرطوم قبل يومين، خبر يفيد بتدشين مبادرة تحت اسم:(شباب حول الرئيس) وذلك لضمان انتخاب البشير مجدداً لرئاسة الجمهورية في انتخابات2020م وقد انتظمت تحت لواء هذه المبادرة كما أفاد منظموها أحزاب سياسية وطرق صوفية وحركات مسلحة، ومنظمات مجتمع مدني، وكذلك شخصيات قومية، وكما أفادت الصحف بأن المبادرة ستنطلق في جميع الولايات ومحلياتها، هذا وقد نفى الإتحادي الأصل مشاركته في هذه المبادرة. ومن نافلة القول" إن هذه المبادرة تتطلب تعديلاً للدستور بما يتيح للبشير الترشيح لدورة ثالثة". التعليق: أولاً: نتجاوز في تعليقنا على هذه المبادرة وأخبارها، ما ارتبط بها، وتزامن معها، من هيستيريا اللامعقول، فهناك من قال صراحة:(طول ما البشير حي مافي زول يقعد في كرسي الرئاسة!!) وكذلك هناك من قال:(لا بديل للبشير إلا البشير!) وهذا بالطبع يعني، وبصريح العبارة أن البشير من الممكن أن يستمر في موقع رئاسة الجمهورية، ليس لدورة ثالثة وحسب ، بل لدورة رابعة وخامسة وسادسة إذا مد الله في العمر. وهذا أمر لو حدث سيطمس تماماً، بل وسيلغي التجارب الماثلة التي سطرتها ثورات الربيع العربي في الإطاحة بالرؤساء الذين استمروا على دست الحكم لأكثر من(30)عاماً، كذلك سيلغي تجربة الإطاحة بالرئيس موغابي مؤخراً. ثانياً: ولنا أن نتساءل وبكل براءة وحسن نية ، إذا كانت منطلقات وحيثيات وأسانيد هذه المبادرة صحيحة، فلماذا كل هذه الضجة المفتعلة؟ ومن نافلة القول تماماً إنه طالما لا وجود أصلاً لبديل للبشير، فلماذا تحشد المبادرة أحزاباً وطرقاً صوفية وحركات مسلحة …الخ. ولماذا تنطلق في كل ربوع السودان بولاياته جميعها وكذلك محلياتها، ألا يعلم السودان كله ما يعلمه سدنة وأرباب هذه المبادرة، ولكن يبدو أن كل هذه الضجة مطبوخة بعناية كغطاء "لخج الصناديق" كما حدث في انتخابات 2010م. ثم ماذا عن "ما دوامة"؟ و"لو دامت لغيرك ما آلت إليك"؟ وتلك الأيام نداولها بين الناس؟ ثالثاً: يبدو أن وراء الأكمة ما وراءها. فهناك في الخلفية يقبع الكثير مما يستوجب هذا التدبير لطبخ عملية الانتخابات الرئاسية في العام 2020م على نار هادئة، فهناك: *الأزمة الاقتصادية السياسية الوطنية العامة التي تعصف بالبلاد، والتي ترهص وتؤشر حالياً إلى أن البلاد مقدمة فعلاً على مجاعة من طراز مجاعة سنة 6 الشهيرة، والتي رفع فيها الشعب شعار "زولين في تربة ولا ريال في طلبة" على عهد النظام الاستعماري التركي /المصري. *وهناك االصراعات المستفحلة في دوائر السلطة والتي عملقت منها هذه الأزمة. *وهناك في الخلفية أيضاً الجنائية الدولية. *وهناك ما تم من تفريط في السيادة الوطنية للسودان، وربط بلادنا بمحاور عاصفة الحزم والمناورات المشتركة وغيرها. رابعاً: إن ترشيح البشير لدورة جديدة هو موضوع يخص حزب المؤتمر الوطني وحده وربما أيضاً الدوائر التي تدور في فلكه. نحن في الحزب الشيوعي لا ناقة لنا ولا جمل في هذا الموضوع. خامساً وأخيراً:رغم وضوح موقفنا من انتخابات 2020م هناك من يسألنا مجدداً عن رأينا في مبادرة ترشيح البشير لدورة ثالثة. نحن في الحزب الشيوعي لا تخفي حقيقة موقفنا ونؤكد هنا مجدداً، إننا في الحزب الشيوعي نطرح ذهاب هذا النظام. وهذا حق يكفله لنا الدستور ساري المفعول. إن طرحنا السياسي، تماماً مثل طرح غالبية الشعب السوداني وقواه السياسية المعارضة، هو تفكيك الشمولية واستعادة الديمقراطية والحريات والفترة الانتقالية التي تتوافق كل القوى السياسية في نهايتها على دستور ديمقراطي. إن هذا هو المخرج الوحيد الممكن والعملي لخروج السودان من براثن الأزمة التي تعصف بالبلاد. ومعلوم أن كل قوى المعارضة بمختلف مشاربها ومنطلقاتها، ونحن بينها، قد أجمعت على رفض تعديل الدستور في ظل الشمولية، ذلك أنه من غير الممكن الوصول إلى دستور ديمقراطي حقيقي في ظل الشمولية وسطوتها ومصادرتها لكل الحقوق والحريات وقيامها بعمليات تزوير الانتخابات وفي واقع الأمر ليس هناك من ضمان لقيام انتخابات حرة ونزيهة وشفافة في ظل الشمولية وهيمنتها ومصادرتها حتى لبصيص هامش الحريات الضيق.