@ قبل أن نتبادل التهاني و الامنيات الطيبة بالعام الجديد 2018 ، لابد من التذكير بأننا لم نفق بعد من الدهشة التي أصابتنا عقب تصريح وزير صحة ولاية الخرطوم بروفيسور مأمون حميدة قبل شهر ، بأن 46% من المترددين علي جميع العيادات و المستشفيات مصابون بحالات نفسية حتي جاءنا جهينة بالخبر الأكيد ، علي لسان خبير الصحة النفسية و العصبية المستشار دكتور علي بلدو في حواره الاستثنائي الذي اجراه معه صحفي الروائع الاستاذ علي عركي يوم امس بهذه الصحيفة . من الحقائق و الارقام المخيفة التي تستحق التوقف عندها ، ما يعضد تصريح بروف حميدة مع اختلاف الأرقام وذكر المصادر بأنه و بناء علي دراسة في 2016 اكدت بأن 65% من المترددين علي العيادات و المستشفيات مصابون بحالات نفسية وان ما يتلقونه من فحوصات و ادوية لا علاقة له مع حالاتهم لأنها نفسية الامر الذي يضطرهم السفر الي الخارج . @ حَمّل الخبير بلدو الحكومة مسئولية تردي الحالة النفسية للمواطن السوداني و ذهب أخطر من ذلك الي أننا كشعب سوداني مقبلون علي كارثة طبية نفسية لا تبقي و لا تذر مؤكدا علي الكارثة تتضح من إنتشار الامراض النفسية بالارقام التي تفيد بأن 3 من كل 10 سيدات يعانون من الإكتئاب و 2% من الشيزوفرنيا وبلغ معدل الادمان الي 20% و أن السودان يحتل المرتبة الأولي عربيا في معدل الانتحار علي ضوء تقرير الاممالمتحدة في 2015 و الاخطر في حديث بروف بلدو أن السودان ينتج و يستهلك ما يقارب 65% من الناتج الافريقي من (البنقو) الي درجة وصف الخرطوم بالعاصمة المسطولة . @ هذا جانب من ما ذكره البروفيسور علي بلدو استشاري الطب النفسي و العصبي نرجو أن لا يذهب أدراج الرياح و لا يجد حظه من الاهتمام و علي الاقل البداية بإعلان حالة الطوارئ بقيام حملات توعية بشكل منظم تبدأ من البيت و المدرسة و تأخذ نصيبا وافيا في زمن البث في جميع القنوات التلفزيونية و الاذاعية و تسخير الدراما والمساجد والوسائل الأخري في دعم الحملة . علي الحكومة أن تعترف صراحة بهذه الكارثة الطبية التي حذر منها البروف قبل إستفحالها و يصعب تلافيها و علاجها . أصبح معلوما لدي الجميع أن هنالك جهات خارجية تستهدف اجيالنا بالتدمير وذهاب عقلهم و صحتهم و قد وجدوا المساعدة و العون من ضعاف النفوس ليكملوا الدور في الداخل بتسهيل و حماية دخول المخدرات بالحاويات للتعجيل باستشراء الحالات النفسية وسط أجيال المستقبل . @ تردي الاحوال النفسية لم يقتصر علي المترددين علي العيادات و المستشفيات فحسب بل أن هنالك قطاعات و مؤسسات وجهات في الحكومة لا تخفي علي المتابع بتردي الاحوال النفسية للنافذين فيها أو غالبية المنتسبين لها والامثلة علي ذلك كثيرة و منها ما يستحق الذكر علي نحو قيام بعض نواب المجلس الوطني بالتصفيق لمشروع الموازنة الاقتصادية التي وصفت بإجماع المتخصصين بأنها الاسوأ في تاريخ السودان ليس من خلال العجز المسبب للغلاء ولكن من خلال الأرقام (المنجورة) التي ستساهم هي الاخري في ازدياد نسبة تردي الحالة النفسية للشعب الفضل الموعود بكارثة طبية و أخري إقتصادية سيجيزها(بعض) نواب المجلس الوطني بالتصفيق التزاما بتوجيه الحزب الحاكم لنوابه بعدم توجيه النقد لمشروع الموازنة او التصويت ضدها و بلغتهم الإمرة بتمريرها. أي نائب يمتثل لرأي الحزب الحاكم في هذا الصدد لابد أنه يعاني من حالة نفسية أفقدته للأهلية ما يتطلب عرضه علي طبيب نفسي وقديما قيل ، (الجن بتداوي كعب الإندراوة) والتي هي من بوادر الكارثة الطبية القادمة من تحت قبة البرلمان عندما تتم اجازة مشروع كارثة الفريق الركابي الاقتصادية مفجرة الكارثة الطبية و كل عام ترزلون ، دا بقي لو بقينا علي قيد الحياة عقب هذه الكوارث . [email protected]