كوارث العام 2018 !! حسن وراق * قبل أن نتبادل التهاني والامنيات الطيبة بالعام الجديد 2018، لابد من التذكير بأننا لم نفق بعد من الدهشة التي أصابتنا عقب تصريح وزير صحة ولاية الخرطوم بروفيسور مأمون حميدة قبل شهر، بأن (46%) من المترددين علي جميع العيادات والمستشفيات مصابين بحالات نفسية حتى جاءنا جهينة بالخبر الأكيد، على لسان خبير الصحة النفسية والعصبية المستشار دكتور على بلدو في حواره الاستثنائي الذي اجراه معه صحفي الروائع الاستاذ علي عركي بصحيفة (الجريدة). من الحقائق والارقام المخيفة التي تستحق التوقف عندها، ما يعضد تصريح بروف حميدة مع اختلاف الأرقام وذكر المصادر بأنه وبناء على دراسة في 2016، أكدت بأن (46%)، من المترددين علي العيادات والمستشفيات مصابين بحالات نفسية وإن ما يتلقونه من فحوصات وادوية لا علاقة له مع حالاتهم لأنها نفسية الامر الذي يضطرهم السفر الي الخارج. * حَمّل الخبير بلدو الحكومة مسئولية تردي الحالة النفسية للمواطن السوداني وذهب أخطر من ذلك الى أننا كشعب سوداني مقبلون على كارثة طبية نفسية لا تبقي ولا تذر، مؤكدا على أن الكارثة تتضح من إنتشار الامراض النفسية بالأرقام التي تفيد بأن (3) من كل (10) سيدات يعانين من الإكتئاب و(2%) من الشيزوفرنيا وبلغ معدل الادمان الى (20%) وأن السودان يحتل المرتبة الأولى عربيا في معدل الانتحار علي ضوء تقرير الاممالمتحدة في 2015 والاخطر في حديث بروفيسور بلدو أن السودان ينتج ويستهلك ما يقارب (65%) من الناتج الافريقي من (البنقو) الى درجة وصف الخرطوم بالعاصمة المسطولة. * هذا جانب من ما ذكره البروفيسور علي بلدو استشاري الطب النفسي والعصبي نرجو أن لا يذهب أدراج الرياح ولا يجد حظه من الاهتمام وعلى الاقل البداية بإعلان حالة الطوارئ بقيام حملات توعية بشكل منظم تبدأ من البيت والمدرسة وتأخذ نصيبا وافيا في زمن البث في جميع القنوات التلفزيونية والاذاعية و تسخير الدراما والمساجد والوسائل الأخرى في دعم الحملة. علي الحكومة أن تعترف صراحة بهذه الكارثة الطبية التي حذر منها البروف قبل إستفحالها ويصعب تلافيها وعلاجها. أصبح معلوما لدي الجميع أن هنالك جهات خارجية تستهدف اجيالنا بالتدمير وذهاب عقلهم وصحتهم وقد وجدوا المساعدة والعون من ضعاف النفوس ليكملوا الدور في الداخل بتسهيل وحماية دخول المخدرات بالحاويات للتعجيل باستشراء الحالات النفسية وسط أجيال المستقبل. * تردي الاحوال النفسية لم يقتصر على المترددين على العيادات والمستشفيات فحسب بل أن هنالك قطاعات ومؤسسات وجهات في الحكومة لا تخفي على المتابع بتردي الأحوال النفسية للنافذين فيها أو غالبية المنتسبين لها والامثلة علي ذلك كثيرة ومنها ما يستحق الذكر علي نحو قيام بعض نواب المجلس الوطني بالتصفيق لمشروع الموازنة الاقتصادية التي وصفت بإجماع المتخصصين بأنها الاسوأ في تاريخ السودان ليس من خلال العجز المسبب للغلاء ولكن من خلال الأرقام (المنجورة) التي ستساهم هي الأخرى في ازدياد نسبة تردي الحالة النفسية للشعب الفضل الموعود بكارثة طبية وأخرى إقتصادية سيجيزها(بعض) نواب المجلس الوطني بالتصفيق التزاما بتوجيه الحزب الحاكم لنوابه بعدم توجيه النقد لمشروع الموازنة أو التصويت ضدها وبلغتهم الأمرة بتمريرها. أي نائب يمتثل لرأي الحزب الحاكم في هذا الصدد لابد أنه يعاني من حالة نفسية أفقدته للأهلية ما يتطلب عرضه علي طبيب نفسي وقديما قيل، (الجن بتداوي كعب الإندراوة) والتي هي من بوادر الكارثة الطبية القادمة من تحت قبة البرلمان عندما تتم اجازة مشروع كارثة الفريق الركابي الاقتصادية مفجرة الكارثة الطبية وكل عام ترزلون، دا بقى لو بقينا على قيد الحياة عقب هذه الكوارث.