تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يتفقد مستشفى الجكيكة بالمتمة    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    المريخ يتدرب بجدية وعبد اللطيف يركز على الجوانب البدنية    شاهد بالصورة والفيديو.. على أنغام أغنية (حبيب الروح من هواك مجروح) فتاة سودانية تثير ضجة واسعة بتقديمها فواصل من الرقص المثير وهي ترتدي (النقاب)    شاهد بالصور.. بأزياء مثيرة للجدل الحسناء السودانية تسابيح دياب تستعرض جمالها خلال جلسة تصوير بدبي    شاهد بالصور والفيديو.. حسناء سودانية تشعل مواقع التواصل برقصات مثيرة ولقطات رومانسية مع زوجها البريطاني    شاهد بالفيديو.. حسناوات سودانيات بقيادة الفنانة "مونيكا" يقدمن فواصل من الرقص المثير خلال حفل بالقاهرة والجمهور يتغزل: (العسل اتكشح في الصالة)    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب مصري يقتحم حفل غناء شعبي سوداني بالقاهرة ويتفاعل في الرقص ومطرب الحفل يغني له أشهر الأغنيات المصرية: (المال الحلال أهو والنهار دا فرحي يا جدعان)    مخاطر جديدة لإدمان تيك توك    محمد وداعة يكتب: شيخ موسى .. و شيخ الامين    خالد التيجاني النور يكتب: فعاليات باريس: وصفة لإنهاء الحرب، أم لإدارة الأزمة؟    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    قطر.. الداخلية توضح 5 شروط لاستقدام عائلات المقيمين للزيارة    قمة أبوجا لمكافحة الإرهاب.. البحث عن حلول أفريقية خارج الصندوق    إيران : ليس هناك أي خطط للرد على هجوم أصفهان    هل رضيت؟    زيلينسكي: أوكرانيا والولايات المتحدة "بدأتا العمل على اتفاق أمني"    مصر ترفض اتهامات إسرائيلية "باطلة" بشأن الحدود وتؤكد موقفها    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    بعد سرقته وتهريبه قبل أكثر من 3 عقود.. مصر تستعيد تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني    خلد للراحة الجمعة..منتخبنا يعود للتحضيرات بملعب مقر الشباب..استدعاء نجوم الهلال وبوغبا يعود بعد غياب    المدهش هبة السماء لرياضة الوطن    نتنياهو: سنحارب من يفكر بمعاقبة جيشنا    كولر: أهدرنا الفوز في ملعب مازيمبي.. والحسم في القاهرة    إيران وإسرائيل.. من ربح ومن خسر؟    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الردة الحضارية
نشر في حريات يوم 06 - 01 - 2018


عبد الله محمد أحمد الصادق
المرأة السودانية:
لم يكن الاستعمار كله شرا كما يزعمون بدليل الفارق الحضارى بين جنوب اليمن وشماله الذى كان يحكمه الآئمة ألف سنة وحتي السينيات من القرن الماضي ، وقد لا توجد امرأة بدون برقع في اليمن والسعودية، ولم يعرف البرقع في السودان الا باستفحال الجماعات الأصوليية التي احتضنتها الحركة الترابية للصراخ في وجه دعاة الحرية والديموقراطية ودولة المواطنة فأصبحت طفل الحكومة المدللن، وكان المجتمع السوداني مجتمعا طبيعيا حرا بحكم واقعه التعددى وخلفياته الصوفية، والمجتمعات التعددية أكثر تسامحا وانفتاحا، ولولا الأحزاب الطائفية والانقلابات العسكرية لكانت الديموقراطية مادة أساسية في التعليم العام وسلوكا اجتماعيا دارجا فلم تترسخ الديموقراطية في بريطانيا طفرة، وفي مصر تتضمن المناهج الدراسية في التعليم العام مبادىء علم المنطق والفلسفة والسياسة والاجتماع، والمرأة السودانية كائن منتج ولبست عالة علي الرجل، والأعمال المنزلية ورعاية الأطفال والحمل والولادة عمل يتكامل مع العمل خارج المنزل، والمرأة العاملة شريك في الانفاق، والمرأة السودانية سبقت المرأة المصرية في الحركة والحراك السياسي والاجتماعي، وفي الخمسينيات من القرن الماضي كان للاتحاد النسائي مجلة أسبوعية ونشيدا اعلاميا، وكانت فاطمة أحمد ابراهيم أول نائبة برلمانية منتخبة في أفريقيا والشرق الأوسط، وكان موكب جنازتها تكريما لرائدات الحرك النسوية، وكرمهن السيد عبد الرحمن المهدى بحفل شاى في منزله لاسكات الأصوات التي ارتفعت علي منابرالمساجد اعتراضا علي قيام الاتحاد، وليس الحب في الأرض بعضا من توهمنا لكن الزواج مسئولية أخلاقية ومجتمعية وبذل وعطاء وتضحية وايثار وليس لدى كل الرجال وكل النساء الاستعداد الطبيعي لتحمل هذ المئوليات الجسام، وسرعان ما يأتي الأطفال كطرف ثالث قي الحياة الزوجية وتتراجع الرغبة الجنسية لدى الأبوين كلما تقدم بهما العمر وتعلو الرابطة الأبوية، وقال أبو العلاء الحسن يظهر في شيئين رونقه بيت من الشعر أو بيت من الشعر، و في بيت من الشعر بفتح الشين ظل زائل وفي بيت من الشعر بكسرها لا يفني ويموت ويندثر، وجمال لروح كالخمر لمعتق كلما طال الزمان عليه طاب، وقال أمير الشعراء ان الجمال مختلف أشكاله لكنه كل غير منقسم، وقال ارسطو ان المتعة الذهنية والشعورية دوامها أطول وحاجتها الي غيرها أقل علي عكس المتعة الحسية التي يتشارك فيها الانسان والحيوان، ولا يتبقي بعد ذلك الا اختلاف الطبائع البشرية والنزوع الي الحرية والصراع علي السلطة داخل الأسرة في حالات كثيرة، وكان الشباب في زماننا يختلفون حول تعريف العلاقة الزوجية هل هي قيد من حرير أم قيد من حديد ويزعم بعضهم أنها برميل من الزفت عليه طبقة من العسل سرعانما تتبدد لكن الحياة أغني وأرحب من أن يحتويها الجنس أو الزواج، وليس الزواج نهاية لكل طموح كما يزعمون وقد يكون بداية نحو الطموحات والأحلام الشخصية والمشتركة.
المرأة الريقية:
السينما المصرية في عصرها الرومانسي ساندت الحركة النسوية ببعض الأعمال مع كثير من الرومانسية، وأذكر من ذلك انتاجا بطلته مديحة يسرى وآخر بطلته ماجدة، لكن التمييز ضد المرأة وسطوة المجتمع الذكورى وجرائم الشرف والثآر والأفلام البوليسية كانت القاسم المشترك في كل الأعمال السينمائية في تلك المرحلة من تاريخ السينما المصرية التي بدأت في الثلاثينيات من القرن الماضي، وفي عصر السينما الواقعية شاهدت مسلسلا افتراطيا لمجتمع تسود فية المرأة سياسا واقتصاديا واجتماعيا ويتراجع دور الرجل الي المطبخ ورعاية الأطفال وأصبحت المرأة تختار زوجها وتتحرش بالرجال جنسيا وترتكب جرائم الاغتصاب، لكن المسلسل كان عملا عشوائيا اتسم بسوء السناريو والاخراج وضعف الحوار، وشاهدت مسلسلا بعنوان يوميات زوجة مفروسة جدا فيه الكثير من العشو لزوم الاعلانات التجارية، ولا يزال لمثل هذا المجتمع الأمومي وجودا في عصرنا هذا فالمرأة في بعض القبائل الأسوية تمتلك الأرض والعقار وتختار زوجها والرجل يعيش قي كنف المرأة كالحيوان لا ذمة له، وفي الجبال الشرقية بجنوب كردفان تختار الفتاة زوجها من بين المتنافسين حولها في حلبة الرقص الجماغي بوضع ساقها علي كتف الشاب الذي تختاره كالشبال في الشمال وكلمتها في ذلك الأولي والأخيرة، وعاشت باحثة ألمانية في تلك الماطق وأصدرت كتابا بعنوان بيبول أف كاو نارو فرطت فيه ولا زلت أبحث عنه في مكتبات الخراطيم، وكاو ونارو بتعطيش النون جبلان سكانهما من العراة في ذلك الزمن، والرجال من الطوارق في الصحراء الكبرى يتبرقعون والنساء سافرات، وأولاد البنات في مملكة تقلي يرثون الملك وقنجر جعلي من المتمة وتزوج أميرة وأصبح أولاده ملوكاوكذلك جعليا قنجر الي دار صليح وقنجر في طبقات ود ضيف الله بمعني طفش، وعندما تغضب الأم من ولدها تقول له تقنجر ماتجي، ويتضح من ملاحظات ماكمايكل في كتابه تاريخ العرب في السودان ان المرأة لدى لقبائل في كردفان ودار فور تتمتع بقدر كبير من الحرية، ولا تقل مكانة المرأة الاجتماعية في مجتمع الشايقية عن مكانة الرجل، ويتضح من أغانيهم أنهم أقرب الي المجتمعات الأموية، وبعض القبائل المتخلفة تعبد جهاز المرأة التناسلي كرمز للخصوبة، واختلف الباحثون حول أصول الشايقية لكنهم يختلفون عن سائر القبائل العربية في الشمال، ووصفهم ماكمايكل بالميل الي الحرية والفروسية وتعاطي الخمور، ولادعياء العووبة في السودان الذين يحتكرون السلطة منذ الاستقلال مخاوف ديموغرافية كمخاوف اليهود في فلسطين، بدليل ان شعارهم تناسلوا وتكاثروا وبدليل أنهم يعترضون علي تنظيم الأسر والواقي الذكرى ويبيحون زواج القاصرات ويبددون الأموال العامة في الزواج الجماعي، وكانت الباءة خيمة تصنعها أخوات العريس وخالاته وعماته، والفتاة في الشمال في خدمة أبويها واخوتها لكن أم لعروس تشترط سكنا مستقلا لكي لا تكون ابنتها خادمة لحماتها ولا توجد في الريف فنادق لشهر العسل، ويشارك أصدقاء العريس في بناء عش الزوجية، وقد يكون غرقة مع فاصل صغير داخل منزل اسرة العريس وقد يكون منزلا منفصلا وليس للأرض قي القرى ثمنا، ولا يحتاج العروسان لمضيقة لأن في كل قرية مضيفة مشتركة للغرباء يأتي اليها الطعام والشاى والقهوة من كل البيوت، فكيف تكون الاسرة في المدن الكبرى بدون سكن، فقد كان الزواج لجماعي عملا عشوائيا تحول الي كارثة قومية كبرى وفي حالات كثير كان احتيالا لاختلاس الدعم النقدى والعيني،
السينما والمسرح:
لم يكن المجتمغ السوداني بمنعزل عن الأحداث العالمية، ومن ذلك نهدك مدفع ألمانيا الضرب هولندا في مجتمع الثلاثينات من القرن الماضي وطيارة الفانتوم شايلة القنابل كوم جات تضرب الخرطوم ضربت حمار كلتوم ست اللبن، وكانت السينما أهم وسائل المعرفة والتواصل مع العالم الخارجي، ويحاول العمل الدرامي أن يعكس الواقع الاجتماعي في معترك الحياة، وما أكثر العبر وأقل الاعتبار وقصص لأولين في القرءان غظات وعبر وكذلك آثارهم التاريخية، ويمتاز المسرح بأحداث حية وشخصيات حقيقية، ونقلت السينما الأمريكية الكثير من الأحداث التاريخية والدينية الكبرى من بطون الكتب الي شاشات السينما، وكذلك روائع الأدب في أوربا وروسيا القيصرية في عصر النهضة وأساطير الأولين وقصص الأدب الانجليزى المقررة علي طلاب المدارس الوسطي والثانوية التي كنا ندرسها في المدرسة ونشاهدها في سينما برامل والسينما الوطنية بأمدرمان، ومن ذلك مغامرات البيض الذين هاجروا من قيعان المجتمعات الأوربية الي الأراضي الجديدة وأسسوا حضارات غيرت مجرى التاريخ، لكن العرب الذين سبقوهم في أفريقا بعشر قرون لا يزالون يتطلعون الي أصولهم المفقودة عبر البحر الأحمر، ولولا أدعياء المعرفة بالدين الذين حرموا تشخيص أبو بكر وعمر لما كان المسلمون الآن يحاولون عبثا اقناع العالم بأن الارهاب ليس الاسلام، وتتجلي عظمة أبو بكر وعمر في أنهم بشر مثلنا، وليس قي الاسلام قداسة وقديسين وما أنا الا بشر مثلكم يوحي الي بأن الهكم اله واحد، وأنا ابن امرأة كانت تأكل القديد، ولا تطروني كما أطرت النصارى عبسي ابن مريم فاتخذوه الها دون الله، والناس كما قال علي بن أبي طالب بين محب مفرط يذهب به الحب الي غير الحق ومبغض مفرض يذهب به البغض الي غير الحق، واستفحل شر أدعياء المعرفة بالدين والجرص علي الفضيلة الذين يتحكمون في الحياة العامة ويصادرون حقنا في الحرية الذى كفله لنا القرءان الكريم وأفتوا بأن الكرة لهو عن ذكرالله والغناء حرام، وكان الفنان خوجلي عثمان أول الضحايا وأصبح الفنانون في خطر عظيم فقاطعوا دارهم المهنية واعتكفوا في بيوتهم ولولا لطفا من الله لأبيدوا عن بكرة أبيهم، وأغلقوا دور السينما في العاصمة والأقاليم وألغو مؤسسة السينما والمسرح وربما أحرقوا مكتبتها التي تزخر بروائع السينما العالمية في القرن العشرين، ودمروا تمثال الغورلا بمتنزه المقرن العائلي مثلما دمروا الآثار البوذية في أفغانستان وكنت أخشي منهم علي تراثنا التاريخي بالمتحف القومي، وكان للوهابية نشاطا في كل الدول العربية وجنودا من ريالات ودولارات بترولية وتتحمل مسئولية الكراهية والفتنة الدينية في مانيمار وأفريقيا الوسطي وأخشي منها علي تشاد والنيجر وفي تشاد 134 لغة وللنصارى برامج دينية في الفضائية التشادية، وكانت الوهابية في السعودية سلطة دينية باسم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واستقوت بالعادات والتقاليد البدوية وتحجر المجتمع السعودى وأصبح جزيرة تخلفت عن طوفان الحضارة الانسانية وحركة التاريخ وتعاقب العصور والدهور، والحضارة سلوك حضارى وأخلاقي وليست غابات أسمنتية وسلعا استهلاكية ونساءا سافرات في الفضائيات السعودية لخداع الناس في الخارج وتخديرهم في الداخل فليس في الفضائيات السعودية مذيعة سعودية واحدة, وفي السودان استولي الترابيون علي السلطة وأجهضوا الديموقراطية واستعانوا بهؤلاء الصم البكم الذين في أنفسهم لا يبصرون، وألوهوهم بقانون أمن المجتمع وقانون النظام العام، وتمردت السلطة الزمنية في لسعودية ضد الوهابية ونفت رموزها الي مستعمرة عبيدها بالميلاد أحفاد عنتر بن شداد في السودان وصرحت بقيام دور السينما، فأصبح كومنا كومين وويلنا ويلين شرطة سياسية وشرطة دينية، واعترفت هيئة علماء السودان بوجود تكامل مع جهاز الأمن وللجهازبسيج كبسيج الحرس الثورى في يران للأعمال القذرة وربما أفتت هيئة علماء المسلمين لبسيج الأمن بجواز اطلاق النار علي المتظاهرين في سبتمبر لارهاب كل من ثكلته أمه كما كانوا يقولون، وكان ولا يزال أدعياء المعرفة بالدين والحرص علي الفضيلة يقومون بدور الكجور والكاهن، وكانوا كبوكو حرام في عصرنا هذا يزعمون بأن التعليم الحديث حرام ومؤامرة لتنصير أولاد المسلمين ولديهم كتاب تراثي بعنوان الاصابة في منع المرأة من تعلم الكتابة وفي أفغانستان أغلقوا مدارس البنات وحرموا المرأة من نعمة امعرفة، وكان أدعياء المعرفة بالدين ورجال الادارة الأهلية يخافون من التعليم وانتشار الوعي الحضارى علي مصالحهم ودورهم في المجتمع، وعندما أصبح الردى والقميص الأبيض زيا مدرسيا أفتوا بأن ذلك حرام لأنه تشبه بالنصارى، وسئل علي بن أبي طالب عن المسلمين يقلدون النصارى في أزيائهم فقال هذا عندما كان الاسلام ضعيقا ولكل انسان وما يختار، وحرموا في ذلك الزمان التصوير الفتغرافي وارتداء البرميطة التي كان يستعملها الاداريون للوقاية من أشعة الشمس في الأعمال الميدانية، وقال لي ناشط دارفورى ان رجال الدارة الأهلية كانوا يرسلون أولادهم الي المدارس ويحذرون الأهالي من التعليم الحديث لكن الادارة البريطانية كانت تلزمهم بالحاق أولادهم ابالمدارس كقدوة للآخرين
أهل الريف وأهل الحضر:
لا زلت أذكر الأفلام القصيرة التي أنتجتها مؤسسة السينما السودانية ومنها تور الجر بطولة الفنان القدير عثمان حميدة، وكانت خطوبة سهير لحمدنا الله عبد القادر تصلح أن تكون عملا سينمائيا في مستوى ليالي الحلمية والشهد والدموع وحسن أرابيسك، وكان الناس في السودان يتابعون حلققاتها الاذاعية مثلما كانوا يتابعون حلقات ليالي الحلمية والابداع في الأداء يعتمد علي الابداع في النص، وكان المنلوجست المبدع بلبل يسخر من المسطحين في الأرض عندما قال سألوني عن المتنبيء فاكرني بليد في البايلوجي فأجبت بأن المتنبيء قد كان في المهدية كهربجي، وأصبح خريجوا الجامعات في هذا الزمن الأغبر من المسطحين في الأرض، وكان عثمان حميدة يذكرني بشخصية عبد الرحيم كبير الرحمية في السينما المصرية، وقبل استفحال شر الهجرة من الريف الي المدينة في عصر الكيزان كان الأعراب الذين يعيشون في تخوم المدن وفي كل الحضارات السالفة يترددون علي علي المدينة لبيع منتجاتهم وشراء متطلباتهم الضرورية، وكان أهل المدن يتندرون بجهلم وتخلفهم ويستغلون سذاجتهم، وبشار بن برد من أصول فارسية لكنه كان من عمالقة الشعر العربي في العصر العباسي الأول، وكان غيرالعرب من المسلمين يعرفون بالموالي كطبقة اجتماعية بين الأحرار والعبيد ونظرة دونية مثلما يعرف غير العرب في زمننا هذا في السودان بالرطانة كنظرة دونية أيضا، وقال الجاحظ في البيان والتبيين ان العرب كانوا يتندرون بعجز غير العرب عن نطق بعض الحروف العربية وتذكير المؤنث وتأنيث المذكر ويذكرني ذلك بعربي جوبا والعرب في السودان يتندرون بعربي جوبا وهو لغة الحياة اليومية من غرب أفريقيا الي القرن الأفريقي، ولم يكن الفرس بحضارتهم التالدة يتقبلون النظرة الدونية وسخريات العرب وتعاليهم، واستفز أعرابي بشار بن برد في مجلس الأمير فانطلق يهجوا جنس العرب بلسان العرب الذين أصبحوا سأدة وغيرهم من المسلمين مواطنين من الدرجة الثانية ولا يزالون في أفريقيا يتعالون علي غيرهم ويمتنون عليهم بالاسلام، وفي السودان ومورتانيا توصف الانقلابات العسكرية بالعنصرية اذا كان قادتها من غير العرب ولا توصف بذلك اذا كان قادتها عربا، قلماذا استعصي العرب علي طوفان الحضارة الانسانية سؤال طالما حاولت الاجابة عليه وتصدى له الدكتور النور حمد، وكان سائقوا التاكسي باللخراطيم يزعمون ان غنماية المقرن أدرى بقواعد المرور قياسا بأهالي الريف الوافدين، ولا يزالون يوصفون بأهل العوض كنظرة دونية، وكان الصعايدة في المجتمع المصرى متهمون بالسذاجة والجهل والتخلف، ومن ذلك في السينما المصرية الصعيدى الذى اشترى الترام وميدان العتبة والصعيدية التي قتلت عريسها في ليلة الدخلة وفي التحقيق الجنائي قالت كان حيهتك عرضي يابيه، لكن أهل الريف والأعرب الذين اجتذبتهم الحياة الحضرية تفوقوا علي أهل المدن في فنون اللصوصية والغش والاحتيال، ومن ذلك شخصية فارس بن همام في مقامات الحريرى، ولم تكن مجتمعات الخراطيم في ذلك الزمن السعيد تعاني من أزمات المواصلات والتدافر عتد أبواب البصات والحافلات فلم يكن للنشالين مجالا الا أمام شبابيك التذاكر أمام دور السينما والمسرح، ومن حكاياتنا الشعبية حكاية الأعرابي الذى جاء الي المدينة لأول مرة فرأى جموعا متلاحمة من الناس رجالا ونساءا تزدحم بهم الأسواق والطرقات في كل الاتجاهات بعضهم يتسكع وبعضهم يتلكع وبعضعهم هرول وأسرع، ولم يكن الأعرابي يظن وجود هذه الحشود البشرية الا يوم الحشر، واحتار الأعرابي من أين يأتون والي أين يذهبون وكيف يعيشون وهم بلا ثاغية ولا راغية وبلا زرع وضرع، وراح الأعرابي يحدث نفسه قد يكون بعضهم من الجن والشياطين والأعراب يعتقدون ان الجن والشياطين يتجسمون ويخالطون الناس ويصاهرونهم والناس لا يشعرون، وفي زماننا كان السؤال لماذا المومسات لا ينجبن الأطفال؟ وأجاب أحدهم بأن النجيلة لا تنبت في الدروب ومنهم من أجاب علي الؤال بسؤال من أين يأتي اللصوص والتشالون وقطاع الطرق؟ ولم أرى الشيطان في حياتي لكنني رأيت الكثير من شياطين الانس وأشرهم ضبابين السياسة الذين يتاجرون بعقولهم وضمائرهم في سوق السياسة، والضابين تسرق السوائل من أفواه الأطفال وعيونهم وتشاركهم في طعامهم وشكرا للصادق المهدى علي مصطلح ضبابين السياسة والوش ميرندا والباقي كولا، والزواج عرض وطلب والناس في سوق الله أكبر غاش ومغشوش كالتاجر اذا باع مدح واذا اشترى قدح والجزاريقف بين الزبون والميزان ويخلط لحم الماعز مع لحم الضان ويبيع البعر مع ابلطون ويدس الشخت واللحمة البايتة المعفنة للزبون، وكذلك الرجل والمرأة في سوق الزواج غاش ومغشوش.
يا رجال العالم اتحدوا:
قال أورتيجا جاسيت ان التفاعل بين الذات والأشياء هو الحياة وهذا حقيقة قائمة بذاتها كالشمس في وضح النهار لا تحتاج لبرهان، فهل تختلف المرأة في ذلك عن الرجل؟ والفيل عن الأسد والبعوضة عن الضفدعة وكل كائن حي ؟ والنباتات في الغابات الكثيفة التي تفتقر للطاقة تتسلق الأشجاروصولا الي أشعة اشمس، وهل تخجل المرأة من أنوثتها وتفضل لو كانت رجلا؟ وقال توماس بت 1735/1766 الرجل ميدانه الأفعال والأفكار وطبيعته آمرة والمرأة مطيعة وسلبية وهذا حكم عام يكذبه التاريخ وتفوق المرأة وصعودها بأصوات الرجال الي رئاسة الحكومة في بريطانيا وألماتيا، والعادات والتقاليد وليس الاسلام بدليل ان المرأة تولت رئاسة الحكومة في الباكستان وبنقلاديش والهند بالانتخاب الحر، والانسان رجلا كان أو امرأة حزمة من المخاوف والتطلعات والميول والدوافع والغرائز المتعارضة في اتجاهاتها والمتفاوتة في قوتها وضغفها فخلق الانسان في كبد ولا تختلف المرأة في ذلك عن الرجل، وقديما قالوا أتعس الناس من بعدت همته وقلت قدرته وضاقت حيلته، وآخر انتاج درامي في مصر مسلسل بعنوان يا رجال العالم اتحدوا ويعرض الآن الجزء الثاني منه بعنوان النساء قادمون بنفس قضايا وشخصيات الجزء كرد فعل علي مسلسل يا رجال العالم اتحدوا، وموضوع المسلسل الصراع علي السلطة داخل الأسرة، ولا يختلف هذا الصراع منذ كسانتيب زوجة سقراط قبل الميلاد الي رباعيات المغيرة بن شعبة وحتي عصرنا هذا وآفته الكبرياء والعزة بالاثم العدوان ولا تختلف في ذلك المجتمعات الراقية عن المجتمعات المتخلفة، وفي باريس عاد الزوج من العمل ووجد أطفاله بدون أمهم فابلغ الشرطة بأن زوجته تنتمي الي جماعة ارهابية وخرجت ولم تعد وانطلقت الشرطة تبحث عنها الي أن عثرت عليها في بيت أسرتها، والأطفال أول ضحايا الصراعات والحروب وأينما كان الصراع كانت المصالح الخاصة والأطماع غير المشرعة لأن الصراع في ذاته ضد المصالح العامة، وجمع المسلسل بين المأساة والملهاة والمسلسل حافل بالمواقف والمشاهد المضحكة لزوم اجتذاب المعلنين وشركات الاعلانات لتجارية، لكن ذلك ذلك لم يفسد قضية المسلسل ورسالته الاجتماعية، وشر البلية ما يضك ومن البلية عزل من لا يرعوى عن عيه وخطاب من لا يفهم، واستعان كاتب السيناريو بعلماء النفس لكن أطباء النفس في المسلسل كشخصيات افتراضية كانوا يعانون من نفس المشكلات العائلية، والعلاقة بين المؤلف والقراء كالعلاقة بين كاتب السيناريو والمشاهدين وان اختلفت الوسائل، وتعاني السينما المصرية من سؤ الهندسة الصوتية ومن ذلك الصدا، وفي الاحتفال بذكرى أبو صلاح لم أسمع شيئا من كلمات أبو صلاح بسب ضجديج الايقاعات والآت الموسيقية لتي يفترض أن تكون تعبيرا عن وجدان الشاعر ومضامين الشعر الغنائي، وأذكر أن صديقا من أصدقاء الطفولة والصبا والشباب تخرج في كلية العلوم وفضل العمل بالتدريس لكنه رسب في المعاينة بسبب عجز طبيعي في صوته فالتحق بمعمل استاك وكثير من المطربين والمذيعين يعانون من نفس المشكلة، وأعيب علي المسلسل اهتمامه بالطبقة العليا والمتوسطة وتجاهل الطبقة الشعبية العريضة لكنه أخذ منها البجاحة والردحي بين النساء في الحارات الشعبية، ولم يقدم المسلسل مايكفي من ردود فعل الأصفال علي الصراعات بين الأباء، ومن ايجابيات المسلسل الجمع بين شخصيات افتراضية من المسلمين والأقباط واهتم بالعلاقات الاجتماعية والهموم المشتركة في معترك الحياة منها الجماعات السلفية والارهابية لكن الكنيسة الكاثوليكية تحرم الطلاق، ولا تختلف قائمة الكبائر قي الاسلام عن الوصايا الغشر في المسيحية، وكان التجاني يوسف بشير يعني ذلك عندما قال كلها قي الثرى دوافع خير بنت وخب شقيقة العذراء، والمسلسل يصلح مادة لطلاب القانون والاجتماع والباحثين ويستفيد منه المحامون والقضاة، ونيابة ومحكمة الطفل مؤسستين عدليتين ولا يمكن تجاوز العمل التنفيىذى والدراسات والبحوث الميدانية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.