إلى الأحباب لم أنتم لهذا الحزب عبثا، كنت أدرك جيدا منذ 27 عاما بالتمام والكمال مدى سودانيته وفداء منسوبيه وتاريخه الضارب في عمق تاريخ موشى بالدم. عرفتكم عن قرب، في أقسى السنوات، عرفت صغيركم وكبيركم، عرفت شيخكم وصبيكم، دخلت بيوتكم في طول السودان وعرضه، ولم أجد فيها إلا كل الفضل، كل الكرم، كل الإباء، كل الشمم، كل النخوة، كل الشجاعة، كل المحبة، كل الوطنية الحقة التي لا تنتظر شكرًا أبدا. عرفتكم وعرفتموني، فقد زرتكم في (باو) في جبال الأنقسنا وفي الدمازين وسنجة، في رومي البكري ورفاعة والدويم وأبو جبيهة وكادوقلي ومدني، في عطبرة والدامر، ونفسي تتوق لمعانقتكم في الأبيض وبارا وكسلا وبورتسودان ونيالا والفاشر وكوستي وفي كل شبر من هذه الأرض الطاهرة. أثق بكم؟ نعم، بلا حدود، أنتم من حميتم ظهري حين كنت مهددا بالقتل، ومطاردا. أثق بكم؟ نعم، أكثر مما أثق بنفسي أثق بكم؟ نعم وألف نعم، أنتم من منحتموني ثقة لا نهائية في التغيير والثورة أثق بكم؟! نعم ثم نعم ثم نعم يا أحفاد دقنة والنجومي وطمل وود تورشين. يا أبناء أمين التوم والمحجوب وعبد الرحمن علي طه وإبراهيم أحمد والصديق المهدي وعبدالله الفاضل المهدي والإمام الهادي، يا (أولاد نقدالله) واخوة سارة نقدالله، يا أبناء عمر نورالدائم وعبدالنبي علي أحمد، يا اخوة عباس برشم وعبد الرسول النور، يا اخوة الشهيد الطيب صالح. على درب صفيكم وابنكم وحبيبكم محمد فول، أقول: إنها اللحظة فلنوحد صفوفنا هذه يدي هذي يدي فلنكن مثل البنيان المرصوص في الداخل والخارج فلنبذل كل شىء رخيصا مثلما بُذل في شيكان وقدير والجزيرة أبا فلنكن صفا واحدا في كل شبر من هذه الأرض فلنشعل نار الثورة والتغيير هذه الأرض لنا، فليعش سوداننا علما بين الأمم ما من فخر في حياتي أعظم من الانتماء إليكم وإلى "كندابكم" هو وطننا، وسنحرره فلنكن صفا واحدا فليكمل بعضنا بعضا من هم بالداخل، ومن هم بالخارج إن دعا داعي الفداء لم نخن وها هي قيادة الحزب أطلقت النداء ولن يتأخر أحد منا إن دعانا الداعي للداخل لن نتأخر ولن نبخل بشىء اهتفوا اهتفوا الله أكبر ولله الحمد الله أكبر ولله الحمد ارفعوا الرايات ارفع الراية يا جابر