الرأى اليوم اريتريا الشقيقة صلاح جلال *إنطلق الكفاح الأريترى من أجل التحرير ، بقيادة المناضل حامد إدريس عواتى ، ومنذ منتصف الستينات ، ظل السودان هو العمق الحاضن للقضية الأريترية، وتقلباتها المختلفة، فقد تشكلت جبهة تحرير أريتريا بعمقها العربى والإسلامى ، بقيادة المناضل عثمان صالح سبى، إنعكست الصراعات الإقليمية على الكفاح الأريترى، مما قاد لخلافات داخلية إنتهت لحرب بين الرفاق ، فقد تحمل السودان كل تداعيات ذلك الصراع حتى إنجلى بتكوين الجبهة الشعبية لتحرير أريتريا، بقيادة المناضل رمضان محمد نور. السودان كان حاضنا للشعب الأريترى وثورته ، تقاسم معهم الأرض والزرع والضرع وكان الخلفية العسكرية للجرحى، والتموين والتشوين العسكرى ، لولا السودان لما إنتصرت الثورة الأريترية، هذه المسيرة خلقت علاقة كفاح حقيقى بين الشعبين ، فيها من المحبة والتقدير والمصالح الكثير الذى يمكن أن يذكره . *بعد الإنتفاضة الشعبية فى السودان ، كانت القضية الأريترية حاضرة ، وكان منقستو فى أثيوبيا ، يربط بين الصراع فى جنوب السودان ، وقضية الشعب الأريترى، لقد أعطى حزب الأمة القضية الأريترية أهميتها ، فبعد إنتخابه رئيساً للوزراء ، عقد السيد الصادق المهدى ، أول إجتماع له مع السيد أسياس أفورقى الأمين العام للجبهة الشعبية بمكتبه فى دار حزب الأمة بأمدرمان ، شارك فى ذلك الإجتماع بجانب السيد الصادق المهدى من حزب الأمة ، الدكتور إبراهيم الأمين ، وصلاح جلال ، ومن الجانب الأريترى السيد أسياس أفورقى ، والسيد سليمان حاج مدير مكتب الشعبية فى السودان فى ذلك الوقت، فقد وضع ذلك الإجتماع النقاط على الحروف، فيما يتعلق بالعلاقات التاريخية بين الشعبين ،وللتاريخ ما زلت أحتفظ بمحضر ذلك الإجتماع فى مفكرتى الخاصة. *بعد هذا الإجتماع ،قرر حزب الأمة إرسال وفد منه ، إلى الأراضى المحررة تحت سيطرة الجبهة الشعبية ، لحضور مؤتمرها العام ، فقد تم تكليف صلاح جلال والسيدة سعاد الطيب، بعد وضع الترتيبات مع مكتب الشعبية ، تمت الزيارة بالبر إلى الحدود الشرقية منطقة خور بركة ، فقد إلتقينا هناك بعدد من أصدقاء الثورة الاريترية من السودانيين ، منهم الأستاذ الصحفى نور الدين مدنى ، كان الطريق إلى الأراضى المحررة وعراً ( طريق التحدى) ، وزادته خطورة الطلعات المستمرة للطيران العسكرى الأثيوبى ، وكان السير ليلاً فقط ، وكنا نسمع صوت المضادات الأرضية تطارد الطلعات ، حتى وصلنا إلى منطقة أروتا ،هناك كانت لنا لقاءات موسعة مع القيادات السياسية والعسكرية الأريترية ، وحضرنا إجتماعا للمصالحة مع بعض الفصائل الأريترية بقيادة محمد سعيد ناود وإبراهيم توتيل. * بعد المؤتمر عادت رفيقتى سعاد الطيب للسودان ، و توجهت أنا إلى الجبهة الأمامية حتى وصلت إلى منطقة نقفه ، وفى منطقة شعيت إلتقيت الرئيس أساياس افورقى للمرة الثالثة ، فى إجتماع إستمر لساعات كان ودوداً وسودانياً كامل الدسم ، يكن مشاعر مقدسة تجاه الشعب السودانى ، أمضينا ليلتنا فى منطقة شعيت ،حيث الإنس والذكريات والكرم الأريترى ، فى رفقة مسئول المخابرات ود كاسا ، فهو شخص مختلف عن البقية لايعرف السودان ولم يعيش فيه ، ولكنه محب للسودانيين بما يسمعه عنهم ، وما يعلمه من إلتزامهم بدعم القضية الأريترية. *منتصف التسعينات وقفت أريتريا شعبا و قيادة ، لترد الجميل ، لقيادات الشعب السودانى حيث إستضافت القوى الوطنية السودانية بكل فصائلها وتوجهاتها، فى أسمرا ، عندما قرر نظام الإنقاذ إستئصال هذه القوى من الحياة العامة وتصفيتها ، تحزم الشعب الأريترى مستضيفاً أبناء وبنات السودان ، متقاسماً معنا من حر مال فقره الموارد المتاحة داعماً لكفاحنا المسلح ، من أجل الحرية ، فكان بجهد وصدق القيادة الأريترية مؤتمر أسمرا للقضايا المصيرية ، حيث شارك الرئيس أسياس أفورقى وكل هيئة القيادة فى ذلك الوقت ، السادة الأمين محمد سعيد ويمانى قبريال وعبدالله جابر وألتقيت باصدقاء أيام الكفاح ،محمد أمارو وود كاسا ، وأحمد عبدالله بادورى وسليمان حاج وغيرهم من الأسماء التى تعشق السودان وتحبه . *اننا نرفض حصار الشعب الأريترى الشقيق ، بعد هذه المسيرة من الكفاح المشترك ، تستعدى الأنقاذ للمرة الثانية الإخوة الأريتريين ، فقد تآمرت قيادات الإنقاذ على الأمن القومى الأريترى فى منتصف التسعينات ، حيث دعمت وسلحت جماعة الجهاد الإسلامى والأخوان المسلمين ، منحتهم معسكرات التدريب والسلاح والمتفجرات لزعزعة أمن الدولة الأريترية الوليدة فى ذلك التاريخ ، حيث قام مدير جهاز الأمن صلاح قوش، بالإشراف على كل هذا التخريب ، وأسس إذاعة معادية للشعب الأريترى تبث من الخرطوم بالعربية والتكرنجة ،الإنقاذ الآن تغلق الحدود، وتريد تكرار ذات المحاولة الفاشلة لزعزعة إستقرار أريتريا ، نحن كقوى وطنية نرفض هذا الأسلوب فى التعامل مع دول الجوار لصالح أجندة التنظيم العالمى للجماعة ، وخاصة مع أشقائنا الأريترييين . *ختامة الإنقاذ تعيد إستخدام السودان كمنصة إنطلاق لمحور إقليمى ،تقوده دولة قطر وتركيا ، يستهدف تمكين وتنفيذ أجندة التنظيم العالمى لجماعة الأخوان المسلمين، التى تستهدف مصر وليبيا وأريتريا وتشاد، هذه السياسة مُضرة بمصالح الشعب السودانى ، وتعرض بلادنا لمخاطر كبيرة ، وتتقاطع مع سياسات إقليمية مهمة تقودها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات التى تعتبر جماعة الأخوان المسلمين مهددا لأمنها القومى وتجد مباركة دولية من الولاياتالمتحدة وأروبا لهذا الموقف ، يجب على القوى الوطنية السودانية التصدى ، ورفض زج السودان فى محاور ضد مصالح أهله ، كما يجب العمل على إفشال هذه المحاور بالتصدى لها داخل البلاد والتواصل مع الأصدقاء والاشقاء لتطمينهم أن الشعب السودانى ضد سياسة المحاور ويقدر مصالحه فى الاقليم مع الأشقاء والأصدقاء من دول الجوار . صلاح جلال.