سعيد جداً بالتطورات الإيجابية في العلاقات السودانية الأريترية وهي تطورات إيجابية ويجب أن تتقوى كل يوم . السودان ومصر وأثيوبيا وأريتريا ... يجب أن تربطهم علاقات متينة وقوية ، لأن ما يربط بينهم من علاقات جوار وعلاقات تاريخ وجغرافيا يحتم عليهم أن يكونوا يداً واحدة في مواجهة التحديات التي تواجه القارة الأفريقية . لقد حاول بعض أعداء هذا الثالوث خلق خلافات حول سد النهضة الأثيوبي والذي لا يخسر فيه السودان جرعة ماء ولا مصر ... فقط الذي سيفقده السودان بعضا من الطمي ، لكن المياه ستكون متوافرة للسودان والكهرباء كذلك ، ويمكن للسودان زرع مئات الكيلومترات من الأراضي الصالحة للزراعة . أريتريا وأثيوبيا والسودان يشكلون عمقاً أمنياً وإستراتيجياً لبعضهم ، ولذلك من المهم جداً أن تكون العلاقات السياسية والأخوية على أحسن ما يكون . زيارة الرئيس البشير الأخيرة للعاصمة الأريترية أسمرا شكلت نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين الشقيقين ... كما شكلت موقفاً استراتيجياً يحمي البلدين من كافة التحديات التي تواجه القارة الأفريقية . والشعب الأريتري شعب محب للسودان منذ أقدم العصور والسودان ساند الثورة الأريترية منذ انطلاقتها ... لكن في عهد الإنقاذ تطورت العلاقة ، وتم تكثيف الدعم العسكري واللوجستي للثورة الأريترية إلى أن دخلت العاصمة أسمرا ... وهذا موقف نبيل لا ينساه الشعب الأريتري للسودان ... ولن تنساه القيادة الاريترية المناضلة كذلك . وعندما تجلس إلى الرئيس المناضل أسياس أفورقي وتتحدث معه عن القضية السودانية تجده مستوعبا لها مثل أهل السودان ... بل وأكثر من بعضهم ... وكذلك من قيادة الثورة الأريترية . الآن منطقة الديوم في الخرطوم تجد معظم المارة فيها من الأشقاء الأريتريين وبائعات الشاي والعاملات في منازل أهل السودان تجد معظمهن من شابات أريتريا اللائي يجدن أحسن معاملة من الأسر السودانية . إن تنسيق المواقف السياسية في المحافل الدولية من أهم ما يربط البلدين الشقيقين ... كما أن قيام مشروعات مشتركة يمكن أن تسهم كثيراً في التنمية الزراعية والصناعية بين البلدين . الشعب الأريتري يكن تقديراً عالياً للشعب السوداني ولم ينس وقفته معه طوال سنوات الجمر في النضال ضد النظام الإمبراطوري ونظام منقستو . أريتريا بها أراضي خصبة ... واستطاعت أن تؤمن ظهر السودان من كل الحركات التي حاولت أن تستغل الجوار الأريتري السوداني. ان رصف الطريق من كسلا إلى أسمرا سيصبح شرياناً للحياة بين البلدين ... وسوف يسهم في تنمية التجارة بين البلدين الشقيقين وتسهيل انتقال المواطنين بين البلدين . وأسمرا تتمتع بمناخ معتدل معظم أيام العام ... ويمكن لأهل السودان أن يتخذوها بلداً للترويح والسياحة ... خاصة أنها بلد رخيص في كل المواد التي يحتاجها أهل السودان وكل السائحين ، كما يمكن إنشاء مشروعات مشتركة في الصناعة خاصة أن الأيدي العاملة هناك رخيصة . الرئيس أسياس أفورقي رجل متدين ... ومخلص للسودان وحديثه الأخير حول ضرورة بقاء الرئيس البشير في موقعه في المرحلة المقبلة حديث شجاع . في أسمرا الآن أحدث مصنع للعدسات اللاصقة ... وأحدث مصانع للنسيج ، هذه المصانع تكفي القوات المسلحة والمليشيات من الملابس والنسيج في أسمرا صناعة متطورة يمكن للسودان أن يخلق شراكة مع أريتريا لتطوير صناعة النسيج والذي عرف السودان به منذ وقت مبكر . والشعب الأريتري شعب منضبط ... يقف في السادسة صباحا كل يوم لتحية العلم عندما يرفع ... وفي السادسة مساء يقف لتحية العلم وهو ينزل من على السارية ... حيث تشاهد المئات في الشارع العام يقف تحية وإجلالاً للعلم الوطني ... وهذه تربية وطنية عالية ليتها تطبق في بلادنا . لا بد من الإشادة بزيارة الرئيس البشير إلى أسمرا واهتمامه كذلك بتطوير العلاقات مع دول الجوار ... ونأمل أن تكون الزيارة القادمة لأثيوبيا الشقيقة الأخرى والتي تربطنا بها روابط تاريخية وثيقة . والله الموفق وهو المستعان