هنري يكشف عن توقعاته لسباق البريميرليج    تعادل سلبي بين الترجي والأهلي في ذهاب أبطال أفريقيا في تونس    تعادل باهت بين الترجي والأهلي في ذهاب أبطال أفريقيا    ((نصر هلال قمة القمم العربية))    باير ليفركوزن يكتب التاريخ ويصبح أول فريق يتوج بالدوري الألماني دون هزيمة    كباشي يكشف تفاصيل بشأن ورقة الحكومة للتفاوض    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مقتل مواطن بالجيلي أمام أسرته علي ايدي مليشيا الدعم السريع    تمبور يثمن دور جهاز المخابرات ويرحب بعودة صلاحياته    تقرير مسرب ل "تقدم" يوجه بتطوير العلاقات مع البرهان وكباشي    حملة لحذف منشورات "تمجيد المال" في الصين    بعد الدولار والذهب والدواجن.. ضربة ل 8 من كبار الحيتان الجدد بمصر    محمد وداعة يكتب: معركة الفاشر ..قاصمة ظهر المليشيا    مصر لم تتراجع عن الدعوى ضد إسرائيل في العدل الدولية    أمجد فريد الطيب يكتب: سيناريوهات إنهاء الحرب في السودان    زلزال في إثيوبيا.. انهيار سد النهضة سيكون بمثابة طوفان علي السودان    يس علي يس يكتب: الاستقالات.. خدمة ونس..!!    عصار الكمر تبدع في تكريم عصام الدحيش    (ابناء باب سويقة في أختبار أهلي القرن)    عبد الفضيل الماظ (1924) ومحمد أحمد الريح في يوليو 1971: دايراك يوم لقا بدميك اتوشح    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في خطبة الجمعة بمسجد الهجرة: لا حل إلا بالرجوع للشعب
نشر في حريات يوم 24 - 02 - 2018


بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة التي ألقاها الحبيب آدم أحمد يوسف
نائب الأمين العام لهيئة شئون الأنصار بمسجد الهجرة بودنوباوي
23فبراير2018م الموافق 8جماد اخر1439ه
الخطبة الأولى
قال تعالي: (لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ*إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ).
شاءت حكمة البارئ ان يكون خلق الانسان من عنصرين. عنصر مادي هو الطين الذي يمثل هيكل الانسان. والذي قال عنه الحق عز وجل (إذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ) ثم قبس من روح الله والذي قال عنه سبحانه وتعالي (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) وكل من العنصرين يحتاج الي غذائه. فالطين مادة تحتاج للأكل والشرب والنظافة والرياضة والدواء. اما الروح فغذائها القرب من الذات العليا. نعود للجسد. فالله عز وجل حينما خاطب القرشين ان يعبدوه منا عليهم بنعمتين هما الاطعام والامن قال تعالي (الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ) بعد ان توفرت هاتان النعمتان طلب منهم العبادة. اذن حاجة الانسان للطعام والامن مهمه جدا ولو لم تتوفر هذه الأشياء لما تسني للإنسان ان يعبد الله. ومن هو المسؤول عن توفير هذه الأشياء؟ أي الاطعام والامن. يقول النبي صلي الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.) والراعي الأكبر هو الحاكم الذي يتولى امر الامة فهو كالأب في البيت، عليه نفقة العيال ومسؤولية الاسرة وينبغي عليه توفير كل ذلك بعناية ودقة فائقة بل ورحمة ورأفة يقول النبي صلي الله عليه وسلم (اللهم من ولي من امر امتي شيئا فشق عليهم فأشقق علية. ومن ولي من امر امتي شيئا فرفق بهم فرفق به) فالحاكم مهمته توفير الراحة والعناية بالرعية يقول عمر بن الخطاب (ولينا على امة محمد لنسد لهم جوعتهم ونوفر لهم حرفتهم فأن عجزنا عن ذلك اعتزلناهم) وعمر بن الخطاب ضرب أروع الامثال واقام الحجة علي من بعدة من حكام المسلمين حيث تروي لنا سيرته كيف كان مع رعيته في كل الأحوال وخاصة في عام الرمادة. حيث طبق سياسة التقشف في الانفاق الحكومي علىنفسه واسرته فاستمر لعام كامل يأكل الزيت والخل فقط حتى شحُب لونه ونحُل جسده وتغيرت ملامحه. ثم أرسل لولاة المسلمين في الامصار ان يرسلوا الغذاء الي المواطنين مجانا. وفتح بيت مال المسلمين للفقراء والمساكين. وقام بدعم السلع للمواطنين في المدينة. وسجلت الاثار همّ عمر بن الخطاب رضي الله عنة فكان همة على المسلمين شديد جدا فقد رُؤي عن أسلم رضي الله عنه: -كنا نقول لو لم يرفع الله المَحْل عام الرمادة لظننا ان عمر بن الخطاب يموت همَّا لأمر المسلمين. انه الخليفة الذي يهابه الناس ولكنه كان في عام الرمادة رقيق لطيف حنون شفوق على امة محمد. ولله در شاعر النيل حافظ إبراهيم والذي وصفة بقولة:
في طي شدته اسرار مرحمة*** للعالمين ولكن ليس يفشيها
وبين جنبية في اوفي صرامته*** فؤاد ولدة ترعي ذراريها
انه عمر بن الخطاب والذي كان يقسم وقته بين عبادته الخاصة وبين رعاية الرعية والتي هي العبادة الكبرى. يُروي عنه انه ذات ليله شديدة البرد قال لصاحبة هيا بنا نتاجر في الله. فخرجا ليلا والبرد قارص يتفقدان الرعية. فطافا بالمدينة ولم يجدا صاحب حاجة. وخرجا من المدينة في ضواحيها فوقعت عيناهما على نار في أطراف المدينة. فجدا السير حتى وصلا جهة النار. فوجدا امرأة وحولها صغارها يبكون ويصيحون وحولهم قدر على النار. فسأل عمر المرأة عن سبب بكاء هؤلاء الصغار. فقالت له انهم جوعى فقال لها وما بداخل القدر. قالت حجارة حتى اوهمهم انه طعام. فقال لها عمر ولما لا ترفعي امرك الي عمر. قالت عمر! الله الله في عمر اشكو عمر الي الله. فقال لها وما ذنب عمر هل يعلم حالكم وأنتم في هذا المكان القصي؟ قالت ما ظننت أحدا عاقلا يقول مثل ذلك. ايلي امرنا ويجهل حالنا؟ فوقعت الكلمة علي قلب عمر وكأنها الصاعقة ايلي امرنا وجهل حالنا! . فقفل عمر راجعا الي بيت المال وصدي الكلمة يلاحقه ايلي امرنا ويجهل حالنا!!!! ايلي امرنا ويجهل حالنا!!!! حتى وصل الي بيت المال وقال لخازن بيت المال احمل على الدقيق والزيت والتمر. فقال خازن بيت المال أأحمله عليك ام احمله عنك؟ فقال عمر احمله علي. قال خازن بيت المال أأحمله عليك ام احمله عنك؟ قال عمر ثاكلتك أمك احمله علىأأنت تحمل عني خطاياي يوم القيامة؟
(انها علامة استفهام كبيرة لكل مسؤول)
ثم حمل عمر الدقيق والزيت والتمر حتى وصل دار تلك المرأة وما زال صغارها يبكون. وبدأ عمر ينفخ النار حتى اغرورقت عيناه. ولله در شاعر النيل حافظ إبراهيم في هذا المقام حيث قال:
ومن راه امام القدر منبطحا خلف***الدخان وفيه غاب في فيها
راي هناك امير المؤمنين على *** حالٍ تروع لأمر الله رائيها
يستقبل النار خوف النار في غدة *** والعين من خشية سالت مأقيها
ثم طهى الطعام واكل الصغار فقال للمرأة إذا كان الصباح تعالي الي حيث امير المؤمنين عمر سأخبره بشأنك. وعند الصباح جاءت المرأة فرأت صاحبها البارحة. رجل طويل القامة كث اللحية صبوح الوجه يجلس حوله من يقول له يا امير المؤمنين فخافت فقال لها لا تخافي بكم تبيعين لي مظلمتك؟قالت واي مظلمة ظلمتنيها؟ الم تحضر الزيت والدقيق والتمر؟ الم تطهي الطعام؟ قال لها عمر لقد اشتريت منك مظلمتك بثلاثمائة درهم وكتب بها عقدا نصه. بسم الله الرحمن الرحيم لقد اشتري عمر بن الخطاب من هذه المرأة مظلمتها بثلاثمائة درهم ثم قال إذا مِت اجعلوا هذهالوثيقة بين جسدي وكفني حتى الاقي بها ربي. هذا هو عمر بن الخطاب يا اهل الإنقاذ يا من رفعتم شعار الإسلام هذا هو طريق الإسلام ملئ بالمبادي والقيم والعدل فهل فهمتم الدرس؟
الحديث
قال صلي الله عليه وسلم (اللهم من ولي من امر امتي شيئا فشق عليهم فأشقق عليه ومن اولي من امر امتي شيئا فرفق بهم فارفق عليه) او كما قال صلي الله عليه وسلم.
الخطبة الثانية
في الدول الديمقراطية تجاوز المرشحون مسالة طرح برنامج المعيشة وتوفير لقمة العيش لان ذلك أصبح من الثوابت والتي لا يتخيل المواطن انها همَّ. وحتى في كثير من دول العالم الثالث امر المعيشة لم يكن يؤرق المواطن. اما نحن الذين انعم الله علينا بخيرات كثيرة في ظاهر الأرض وباطنها ما زلنا نعاني الامرين من اجل الحصول على لقمة العيش ما السبب؟ نقول ولا يختلف اثنين حتى الذين هم على سدة الحكم. السبب هو الفشل السياسي في إدارة البلاد. وإذا لم تُحل مشكلة الوضع السياسي ويستقر الامر ديمقراطيا أي ان يُحكم المواطن برضاه وليس عن طريق الانقلاب وحكم الحزب الواحد لم تتوفر ابسط مقومات المعيشة. اليوم أكثر من 90% من ميزانية البلاد تذهب لحفظ كراسي السلطة. ترهل في المناصب الدستورية. صرف من لا يخشى الفقر علي حفظ نظام الحكم. رفع الدعم عن كل ضروريات المواطن من طعام وصحة وتعليم. بل فرض ضرائب وجمارك مغلظة تنعكس على كاهل المواطن البسيط. ان اسباب ضنك العيش وصعوبة الحياة نتيجة للترهل في المناصب الدستورية والتوسع في الوزارات والمجالس التشريعية في المركز والولايات. وقد ذكر أحد المسؤولين في مقابلة تلفزيونية بعنوان ساعة مع حنين. ذكر ان نثريات القصر الجمهوري شهريا 100 مليون دولار. وقس على ذلك نثريات الوزارات والمجالس التشريعية والتي هي بعدد نجوم السماء وما تبقي من ميزانية تذهب لحراسة كراسي السلطة ونثريات المسؤولين من علاج وتعليم أبنائهم وترفيه اسرهم. هكذا يعيش منسوبي النظام واقاربهم حياة المترفين والمنعمين مثل نجوم هوليود او رجال الاعمال في دول بترولية.نقول للقائمين على امرنا. اتقوا الله فينا. واخشوا يوما لا يجزي والدٌ عن والده ولا مولودٌ هو جاز عن والده شيئا…..فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۖ وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ…..وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ.
ايها الحباب
الزكاة شعيرة عبادية مثلها مثل الصلاة والصوم والحج بل هي ركن من اركان الإسلام ولها شروط وجوب وشروط صحة. فهي تأخذ من الأغنياء لترد عيل الفقراء حتى يستقيم المجتمع وتزول الفوارق الطبقية بين الناس. نقول ذلك ونحن نسمع ونقرأ عبر وسائل ووسائط الاعلام ان الزكاة تأخذ من الموظفين.
ازاء هذا نقول: -الموظفون في تصنيفهم اليوم في بلادنا السودان هم من شريحة الفقراء. تعريف الفقير هو الذي لا يملك قوت يومه. وعلي حسب جدول أجور الموظفين فان غالبيتهم ان لم يكن جلهم رواتبهم لا تفي حاجة الاسرة ومتطلبات الحياة اليومية في بلادنا والتي أصبحت فيها الحياة جحيم لا يطاق. غلاء فاحش وزيادة في كل السلع الضرورية التي يحتاجها المواطن غلاء علي رأس الدقيقة والساعة. فعليه ان الذي يأخذ منهم يمكن ان يسمي أي اسم من أسماء الجبايات التي تأخذها الحكومة من الفقراء والمساكين وتمكن بها سلطانها ولكن لا يمكن ان نسمي ما يأخذ من الموظفين زكاة. وقديما كان المستعمر التركي يأخذ من المواطنين (الدقنية) وهي ضريبة تفرض على كل رجل بالغ. اسوة بذلك يمكن ان نقول ان ما يأخذ من الموظفين فهو (دقنية) ولكن في هذه المرة شملت (الدقنية) الرجال والنساء.
أيها الاحباب
في ظل هذا النظام صدرت قرارات كثيرة مرتجلة وغير مدروسة فكانت عقابا على المواطنين وفسادا على البلاد نذكر منها على سبيل المثال ثورة التعليم العالي والتي نتيجتها ترهل في مؤسسات التعليم العالي دون فائدة واهمال التعليم في جميع مراحله منذ الأساس وحتى الجامعة. ثانيا قرار حل إدارة مشروع الجزيرة والذي نتيجته ان تدهور المشروع وأفقر المزارع وانخفاض القوة الشرائية للعملة الوطنية والتي كانت تعتمد بنسبة كبيرة جدا على انتاج مشروع الجزيرة. ثالثا قرار حل كل المؤسسات القومية والتي كانت ترفد الخزانة العامة نقديا مثالا لذلك السكة حديد وغيرها من المؤسسات القومية التي حُلت وقرارات بعد ذلك كثيرة لا تحصي ولا تعد واخرها قرار منع تصنيع أكياس النايلون بزعم تلوث البيئة. فمثلا هذا القرار الذي لم يُمهد له كانت نتائجه أولها تضرر كبير جدا لأصحاب العمل في هذا المجال وورائهم اسر العاملين في المصانع وتضرر المواطن الذي لم يجد البديل. نقول لأهل النظام ينبغي ان تدرس كل القرارات التي تُتخذ بشأن المواطنين حتى لا يتضرروا من ذلك فكم من اسرٍ افقرت بتغير مكان سوق او منع عمل كان مشروع يزاوله المواطن فيصبح ويفاجأ بقرار منع عملة او مصادرة ممتلكاته. ان سياسة الإنقاذ الخاطئة دهورتالبلاد واشقت العباد.
قال تعالي: (رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
امرأة بريطانية في لندن ذهبت الي السوق لشراء حاجاتها فوجئت بان سعر السمك ارتفع بأكثر من 30% فغضبت وقررت الذهاب الي مجلس العموم (النواب) توجهت الي هناك ودخلت مباشرة الي باب قاعة المجلس اثناء انعقاده. وطلبت مقابلة النائب الذي كانت قد انتخبته. حاول الحراس اقناعها بان المجلس في حالة انعقاد، وبإمكانها الانتظار الي ان يحين وقت الاستراحة ولكنها أصرت على مقابلته فورا، وبدأت بالمناداة على النائب باعلي صوتها حتى لفتت انتباه رئيس المجلس. وما كان من الرئيس الا ان قام من مكانة وتوجه اليها وبكل احترام وهدوء سألها عما تريد فقالت له ان لديها شكوى عاجلة تريد اصالها الي نائبها وكل النواب الاخرين. ودون ان يسألها عن ماهية شكواها قام فورا باصطحابها متأبطه بذراعة الي منصة المتحدثين واعطاها الميكروفون وقال لها تفضلي سيدتي تحدثي وكل مجلسنا اذان صاغية. امسكت المرأة الميكروفون وقالت: –
من المعيب ونحن أبناء بريطانيا العظمي ان نعيش في جزيرة وحولنا البحر. ونملك اساطيل صيد تجوب المحيطات، ولا يمكننا تناول وجبة السمك لارتفاع سعرة. لقد انتخبناكم لتكونوا عونا لنا علي تجار البلاد الجشعين. والتفتت الي نائبها وقالت له انا لم انتخبك لتقف مع هؤلاء الحمقى الجشعين. قالت كلماتها تلك ورمت الميكروفون وغادرت غاضبة … أتدرون ماذا حدث بعد ذلك؟ اول ردة فعل كانت من النائب الذي وجهت اليه حديثها فقد قدم استقالته لرئيس المجلس قبل ان تصل المرأة الي باب القاعة.ومنذ ذلك اليوم في 23 يونيو 1969م وحتى يومنا هذا فإن وجبة السمك مع البطاطس تعتبر أرخص وجبة شعبية في بريطانيا، ولم يطرأ عليها أي ارتفاع لذا فإن وجبة السمك مع البطاطا تعتبر وجبة الفقراء لتدني سعرها، وأصبحت تباع في مطاعم وحوانيت صغيرة في كل شارع وزاوية من مدن بريطانيا.
ونحن نتسأل ماذا حدث للأميرة سارة نقد الله واخواتها بل ولكل الذين خرجوا عندما ارتفع سعر قطعة الخبز، أقول الخبز الذي به يحي ويموت المواطن وليس سعر السمك الذي يمكن ان لا بأكله الانسان في حياته. المؤسف حقا ان حكامنا وخاصة الذين يرفعون شعار الإسلام هم الذين يدفعون الناس دفعا للخروج من الإسلام. عندما يقارن المرء بين الذي حدث لتلك المرأة البريطانية في ستينيات القرن الماضي وهي تتحدي مجلس العموم البريطاني اثناء انعقاده فيسمح لها بالدخول ومخاطبة النواب والنتيجة استقالة نائبها وتخفيض سعر السمك الي ابد الابدين وفي المقابل تجد قمع الذين يطالبون بتخفيض أسعار السلع الضرورية وعلي رأسها الخبز الذي به يحي او يموت الانسان فكانت النتيجة هي ان بقوا وراء القضبان ثلاثة وثلاثون يوما والقصد من ذلك (دق القراف خلي الجمال تخاف) ولكنا نقول (الجمل كان جاع بياكلرسنو) والجوع اخو الكفر ان مواطنينا اليوم قد بلغوا اقصي درجة المعاناة وأصبحت الحياة جحيم لا يطاق ولا يمكن للنظام إسكات الناس بالتهديد والوعيد فالحل الوحيد هو الرجوع للشعب ليختار من يحكمه بكل حرية وشفافية وقد ولى زمان الدغمسة والتستر وراء الشعارات الفارغة دون محتوي.
أيها الاحباب
لقد تم إطلاق سراح الاحباب: –
1- الحبيب اللواء/ فضل الله برمة ناصر
2- الحبيب الأستاذ/ محمد عبد الله الدومة
3- الحبيب الدكتور/ إبراهيم الأمين
4- الأستاذة/ سارة نقد الله
5- الحبيب باشمهندس/ الصديق الامام الصادق المهدي
6- الحبيب/ عبد الله ادم
7- الحبيب/ يوسف نعيم تقلي
8- الحبيب/ عروة الصادق
9- الحبيب/ يوسف الصادق الشمبلي
10- الحبيب/ مأمون محمد إبراهيم
11- الحبيب/ الصادق محمد احمد الأمين
12- الحبيب/ الصادق البرلوم
وما زال الحبيبان محمد صالح المجذوب والحبيب وائل فتح الرحمن الجعلي ما زالا مع اخرين خلف القضبان.
من هذا المنبر نطالب باطلاق سراح جميع المعتقلين السياسين.
اللهم جنب بلادنا الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم ارحمنا وارحم اباءنا وامهاتنا واهدنا واهدي ابناءنا وبناتنا يا ارحم الراحمين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.