في 8 فبراير هدد الرئيس عمر البشير، باتخاذ إجراءات قاسية بحق المستثمرين في الأزمة الإقتصادية التي تمر بها البلاد، وأعلن البشير أمام جمع عسكري بمدينة بورتسودان، أنه سيمضي إلى آخر الشوط في انفاذ الإصلاحات الاقتصادية. وقال :(القطط السمان البمصوا دم الشعب السوداني بندخلهم جحورهم) . واضاف البشير في كلمته: (نقول للناس البتاجروا في الازمات ويحاولوا يمصوا دم الشعب السوداني بدينا اجراءت أولية ولو ما جابت نتيجة عندنا دواء تاني). و بعد شهر من حديث بورسودان تحدث الرئيس في كردفان وتعهد بمحاربة المضاربين في العملة والسلع والخدمات وأضاف( أي شخص يعمل في نشاط اقتصادي مشبوه أو متهرب من الضرائب ستتم محاسبته قانونياً)، مشيراً إلى التعديلات التي دخلت على القانون الجنائي وقانون الثراء الحرام والمشبوه. وزاد قائلاً : ( لن ندع المتلاعبين بقوت الشعب يفلتون من العقاب)، مؤكداً أن الدولة ماضية في سياساتها الاقتصادية الرامية لزيادة الانتاج والانتاجية وتشجيع ثقافة العمل الحر ودعم القطاع الزراعي والصناعي وترقية قطاع الثروة الحيوانية. شهر مضى بين الحديثين و لم يعلن حتى الآن القبض على متلاعب واحد أو قط سمين ، و تشير بعض السير و الأخبار أنه ربما تم القبض على بعضهم من دون إعلان ، و بالطبع لا أحد يدري ماذا تم من اجراءات تجاه من قبض عليهم أو الاتهامات الموجه إليهم ، وهل سيحاكمون ؟ أم هنالك تسويات يجرى اعدادها ؟ و على كل فكثير من الاسماء التي يعرف عنها فسادها لا تزال تعيش اوضاعاً بعيدة عن التهديد ، و ليس أدل على ذلك من استمرار تهريب الذهب و أشياء أخرى عبر مطار الخرطوم . الرئيس يبشر المواطنين بالقضاء على (القطط السمان البمصوا دم الشعب السوداني ) . شهر مضى و الشعب السودانى يريد أن يرى و يسمع ما سيفعله الرئيس بمن مصوا دمه حتى يطمئن ويشفي غليله، و قانون من أين لك هذا يكفي لمساءلة أي شخص كان قبل بضع سنين مثل سائر الناس ، و الآن تأبى دنانيره إلا و أن تطل باعناقها ، و تطاول فى البنيان و إقتناء الفارهات ، و الزواج مثنى و ثلاث ورباع ثيباً و أبكاراً ، و زيارات للصين و تايلند لتجديد الشباب ، و بعض آخر معروفون بالاسم كانوا حفاة عراة فاصبحوا من الاثرياء . المهم بالنسبة لنا و لكثيرين حسب حديث الرئيس الفساد ثابت و موجود ، و أنه ( مص دم الشعب السوداني ) ، و أن عهد ( من كان لديه دليل على الفساد فليتقدم به ) قد ولى ، الرئيس يتحدث عن القطط السمان و مصاصي الدماء ، و العشرة ( اللئام ) الذين يسيطرون على (10) مليار دولار ، و آخرون يهيمنون على تجارة الجازولين و السكر و عشرات الاحتكارات الفاسدة ، و مهربي الذهب . الأمر بهذا الوضوح فقط يحتاج للتعجيل والمحاكمات العلنية ؟ و لا شك أن الرئيس لديه تفصيلات دقيقة عن القطط السمان و مخربي الاقتصاد ، الذين تكاثروا في بضع سنين لتكون دولة عميقة . هي من المرات النادرة التى يتحدث فيها الرئيس معترفاً بوجود الفساد و يتعهد بمحاربته ، و نقول ناصحين لوجه الله و إلى ان يفصل الله بيننا و بينكم ، اطلقوا حرية الصحافة و الحريات العامة ، فلن تنجح حرب على الفساد بدون اطلاق يد الصحافة في كشف اوكاره وقططه و مخربيه ، و احظروا المسؤولين من جرجرة الصحفيين للمحاكم في نشر قضايا الفساد ، و أمنعوا المسؤولين من تقديم ظروف للصحفيين تحت ذريعة بند النثريات ، و في هذه المرحلة فالشعب يريد أن يرى القطط السمان و مهربي الذهب والمخدرات يلقون جزاءهم بما اقترفت إيديهم و بالقانون .