*و (الرأى العام ) الذى نطالب بحظره حسب العنوان اعلاه ليس هو رأى المساكين الغلابى من ابناء الشعب السودانى .. *فهؤلاء أصلاً يا عينى عليهم محظورون من ابداء أى رأى يمكن أن ( يهدد أمن الدولة !! ) ، أو يسبب ( الازعاج العام !! ) ، أو ( يثير الفتنة والكراهية ) *عدا المحظورات هذه وأشباهها فان السودانيين (أحرار !! ) تماما أن يتحدثوا فى الكورة وشداد وكأس العالم .. *أو أن يتحدثوا عن الحيوانات المتوحشة التى غزت العاصمة .. *أوأن يتحدثوا عن المطربة نجاة برلين ، أو إحسان خور عنزة ، أو حمادة (نت) .. *وبسبب هذه الحرية اللامحدودة التى لا تمسّ أمن [الوطن .. (ي ) .. ] فان اكثر الصحف توزيعاً وانتشاراً وشهرة فى ايامنا هذه هى صحف الكورة والجريمة و(الشمارات ) .. *ليس هذا اذاً هو الرأى العام الذى نعنيه .. **الذى نعنيه هو (الرأى العام ) الصحيفة السودانية التى يرأس مجلس ادارتها صديقنا العزيز على اسماعيل العتبانى .. *ورغم أن الاخ العتبانى هو من اهل الولاء الانقاذى الا ان الحق يعلو ولا يُعلى عليه .. *فقد أوردت الصحيفة فى عددها ليوم الأول من أمس خبراً على صفحتها الأولى من شاكلة مواد النشر تلك التى توقع تحت طائلة (الحجز !!) و(الحجز!!)و (الخطر !! ) .. *ورغم ان الخبر حسبما لاحظنا بعد ذلك أوردته بعض الصحف الأخرى الا انها أي هذه الصحف ليست مما يثير خبرها (شهيةً !! )للتعليق عليه من جانبنا كما هو الحال بالنسبة لل (الرأي العام ) .. *والمجال هنا ليس مجال ( دروس عصر !! ) .. *يقول الخبر ان السودان فى عهد الانقاذ بلغت ديونه الخارجية حتى الآن ما يربو على الثلاثين ملياراً من الدولارات .. *وان الديون (المتلتلة ) هذه أثرت سلباً على حركة انشاء المشاريع النموذجية الكبرى في السودان بمنح وقروض خارجية .. *وان السودان ليس بمقدوره والحال هكذا أن يحظى بقروض مثل هذه لتنفيذ المشاريع المشار اليها .. *والخبر المذكور ليس منسوباً الى محمد ابراهيم كبج ، ولا الى حسن الترابى ، ولا الى الحاج وراق .. *انه خبر نسبته الصحيفة الى لورانس كلارك المدير الاقليمى للبنك الدولى بجنوب السودان .. *وقد يتساءل القارئ هنا : (طيب وين المشكلة ؟! ) .. *أى : أين المشكلة التى تجعل كاتب هذه السطور يطالب بحظر (الرأى العام ) ؟! .. *المشكلة أن هذا الخبر لا يمكن أن يكون صحيحاً ب(الشكل ) الذى أورد به .. *فهو يجنح نحو المبالغة والتضخيم ويندرج تحت قائمة المحظورات التى تهدد أمن واستقرار (الوطن .. ي .. ) .. *فلا يمكن للنظام الذى تندّر من قبل على النظام الذى انقلب عليه باغراق السودان بالديون والاعتماد على القروض الخارجية أن يأتى بعد عشرين عاماً ويقوم ب (فعلة !! ) اكثر مدعاة للتندر .. *طيب ، أين أحاديث الاعتماد على الذات ، وتمزيق الفواتير ، ومد اللسان فى اتجاه المانحين من دول الاستكبار العالي ؟!! .. *اين شعارات نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع ؟! .. *اين النفرة والنهضة الزراعيتان ؟ ! .. *اين (التوكّل ) الذى يقي اصحابه (ذلّ ) السؤال ؟ ! .. *إنها كلها اسئلة ضرب بأجاباتها الحتمية عرض الحائط القائمون على أمر (الرأى العام )وعلى رأسهم أخونا العتبانى .. *فهى من شاكلة الاسئلة التى يعّدها الانقاذيون غبيةً لان الاجابة على أي منها هى من باب المعلوم الضرورة .. *مما هو معلوم بالضرورة لدى منسوبي المؤتمر الوطني أن الانقاذ لا (تكذب !! ) .. *ولأنها لاتكذب فقد تحدّت الناس ايام الحملات الانتخابية الأخيرة ما إذا كانت قد كذبت عليهم يوماً طوال عشرين عاماً .. *وبما أنها كذلك ( صادقة , صدوقة , صدّيقة ) فانها لا يمكن أن تاتي خلقاً نهت عنه من قبل لدى استلامها السلطة .. *لايمكن ان تسخر من النظام الحزبى السابق فى مسألة (الشحدة !! ) والديون ومدّ اليد ثم تأتي بالذي يجعل ما فعله النظام ذاك محض (لعب عيال ) مقارنة ب (فعايلها ) هى .. *وللسبب هذا نحن نطالب بحظر (الرأى العام )إسوة ب (الانتباهه ) .. *فهى لا تقل عنها خطورة فى تهديد الآمن (الوطن .. ي .. ) .. *قال (30 ) مليار قال . صحيفة الحقيقة