كثر الحديث عن العروبة في السودان وعن الأفريقانية وذلك لتفاقم مشكلة هوية الدولة الثقافية السودان دولة أفريقية متعددة الثقافات متعددة الأعراق ،لم تحدث إبادة جماعية لسكانه الأصليين فهم ما زالوا موجودين بتعددهم اللغوي والديني والاثني لذلك من غير المنطقي أن تتبنى الدولة لغة واحدة تمثل لغة لمكون اجتماعي واحد من مكوناته وهذا المكون يعتبر نفسه عربي اثنيا . ويعيب علي الآخرين أن يكونوا أفارقة عرقيا. وهو شئ مشابه لما حدث في معظم الدول الأفريقية من حيث اللغة يوجد شعوب متعددي الألسن والثقافات والأديان تبنت دولهم لغات غير محلية شكلت هوية ثقافية لتلك الدول لكنهم لم ينتموا عرقيا للغة التي يتحدثون بها فأصبح المنتوج الثقافي الرسمي للدولة من حيث اللغة ينسب لهوية الدولة الرسمية ولكن تظل الآداب والفنون المنتجة افريقية على الرغم من الادب والدراما والموسيقى والسينما النيجيرية هي انجلوفونية والسنغالية فرانكفونية والسودان درامته ومسرحه وأدبه وفنونه من ناحية هوية الدولة الثقافية يعتبر عربي إلا أن الهوية لن تنفي أو تمحي الأصل الافريقي الانفصام في الهوية بالسودان مرده عدم إدارة التنوع أو الاعتراف به من الدولة لذلك أزمة الهوية بالسودان مردها انحياز الدولة لدين الاكثرية وانحيازها للغة مكون اجتماعي وحيد تجاوزت الدول موضوع الدين باقرار العلمانية ونسبة لعدم وجود لغة محلية يمكن أن تكون لغة تعليم عمدت كثير من الدول الأفريقية الى عدم الانحياز للغة واحدة كالسودان لذلك اعتراف الدولة بالتعدد اللغوي وتطويرها لمنهج تعليمي بلغتين يحل مشكلة انحياز الدولة للغة مكون اجتماعي واحد في بلد افريقي عديد الثقافات متنوع الاعراق يجمع بينها ويوحدها انها سودانية. لذلك السودانيزم ليست هوية ثقافية للدولة إنما هي أصل الثقافة لمكونات المجتمع السوداني .فاللغات والموسيقى والرقصات والغناء والاكلات وطقوس الزواج والميلاد والوفاة كل هذه العناصر تشكل الجذور والإفريقية للثقافة السودانية بينما سياسة الدولة اختارت مكون واحد وهو اللغة العربية ليكون هوية ثقافية للدولة. وهو الشي المشابه الذي يشابه الوضع في اثيوبيا عقب اختيار ابي احمد رئيس الوزراء الجديد لإثيوبيا الذي يعكس اختياره نوع الوحدة التي تميزت بها اثيوبيا من حيث اعتراف الاثيوبيين بأنفسهم و بأنهم اثيوبيين و بأنهم شعب متعدد ومتنوع الثقافات فرئيس الوزراء الجديد لإثيوبيا يعكس معني الوحدة في تجانس وتنوع (الاثيويبيانزم) فهو من قومية الاورمو والده مسلم ووالدته مسيحية ويتحدث ثلاثة لغات إثيوبية.
