قال الأستاذ علي محمود حسنين إن إزالة نظام الإنقاذ هي الكفيلة بإيقاف الفوضى الناجمة حتما عن استمرار المؤتمر الوطني في الحكم . وأضاف في حوار مع (حريات) بان نجاح الانتفاضة في البلاد سيحل المشاكل مع الجنوب والأزمات في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق . وقال بان الأحاديث عن الفوضى كنتيجة لإسقاط النظام مزاعم كاذبة يروجها المؤتمر الوطني لتخويف الأحزاب الحريصة على استقرار البلاد . وقال بان إسقاط هذا النظام فرض عين على كل سوداني وليس فرض كفاية وإلزام وطني وأخلاقي وديني على كل سوداني . وأضاف بان الجيش السوداني ورغم فقدانه الكثير من عناصره الوطنية إلا انه سينحاز للشعب ، بسبب تهميش النظام له واعتماده على مليشياته مثل الدفاع الشعبي وغيرها . كما توقع انحياز الشرطة ايضاً للشعب بعد أن تم تخريبها لصالح الشرطة الحزبية وكوادرها . ( نص الحوار أدناه) : كيف تقيم مسيرة الجبهة الوطنية العريضة ؟ قامت الجبهة الوطنية العريضة بعد ان فشلت كافة القوى السياسية في إزالة النظام . وبعد أن تبعثر التجمع الوطني الديمقراطي وتحولت بعض القوى السياسية فيه بعد اتفاقية نيفاشا من خانة المعارضة إلى خانة السلطة ، وبعد ان وصلنا لقناعة بعد انتخابات ابريل المزورة ان القوى السياسية غير جادة في إزالة النظام بالرغم من انها راغبة في ذلك . لذلك فكرنا في الجبهة الوطنية العريضة التي تحدد أهدافها بطريقة قاطعة وحاسمة وقد قامت على عمودين لا ثالث لهما العمود الأول إسقاط النظام والعمود الثاني عدم التحاور معه . وبعد إسقاط النظام حددت البديل في إقامة دولة مدنية تعددية ديمقراطية تقوم على أساس المواطنة دون غيرها ويكون مصدر التشريع هو إرادة المواطنين عبر انتخابات حرة ونزيهة وان تناقش كل قضايا السودان على أساس أنها حزمة واحدة فتكون قضية السودان في دارفور وقضية السودان في الشرق وقضية السودان في الشمال وقضية السودان في الوسط وهكذا وهذا لا يتم إلا بإعادة هيكلة الدولة حيث يكون النظام فيدرالياً يقوم على ستة أقاليم وإعطاء السلطة الكاملة للأقاليم بإدارة شؤونها وان تكون الدورة لرئيس الجمهورية دورة واحدة ليمنح الفرصة للإقليم الآخر ويكون لكل إقليم نائب للرئيس منتخب فيكون مجلس الرئاسة يتكون من سبعة ( الرئيس و6 نواب) وهؤلاء مجتمعين هم الذين يديرون شؤون الدولة السودانية . وقلنا بأنه يمنع إدخال الدين أو العرق في السياسة هذه باختصار المبادئ العامة للجبهة الوطنية . والجبهة قامت بأهداف واضحة وثابتة ولا يمكن لأي مكون من مكونات الجبهة الخروج عليها وهدفنا الأول هو إسقاط النظام لا التحاور معه أبدا وهذا موقف استراتيجي ووسائلنا هي الشعب السوداني والآن نحن نعد العدة لقيام انتفاضة تسقط النظام . والجبهة مسجلة رسميا في أوروبا ولا يستطيع كائنا من كان التحدث باسمها ما لم يكن جزء منها . بمناسبة الانتفاضة التي تنوون التجهيز لقيامها نريد ان نسألك لماذا تأخرت الانتفاضة في السودان ؟ تأخرت الانتفاضة لان بعض القوى السياسية برغم انها تعلم بعدم جدوى الحوار الذي جرب مع المؤتمر الوطني إلا انها ما زالت تحاوره ، الأمر الذي أدى لقدر كبير من إجهاض مساعي الانتفاضة خاصة وان هذه القوى لها قواعد كبيرة ، ويمكن القول ان السبب الرئيسي هو رؤساء الأحزاب وليس موقف الشعب المتعطش للحرية . والآن بعد قيام الجبهة الوطنية العريضة لن تنتظر الجماهير موقف رؤساء الأحزاب . هل ترى الانتفاضة قريبا ؟ جدا .. هذا النظام مزق البلاد وما زال يمزقها ، فصل الجنوب وارتكب المآسي في كل اجزائه ، وما زال يمزق اطرافه بعد أن بدأ بتمزيق نسيجه الاجتماعي . الآن النظام يتجه للفوضى لإجهاض الانتفاضة فهو يتدخل في الجنوب ويدعم المليشيات لزعزعة الجنوب ويسلح المواطنين ويعد لحرب في أبيي وجبال النوبة بالإضافة إلى ضربه المتواصل لدارفور وهذا كله لإحداث الفوضى بعد ان عجز عن إدارة البلاد . البعض يتخوف من حدوث السيناريو الليبي في السودان ؟ إن إزالة هذا النظام هي التي توقف الفوضى وليس العكس وأنا أرى عكس ما يقوله البعض ، الانتفاضة هي حسم للفوضى التي يمكن ان تقوم إذا استمر المؤتمر الوطني في الحكم . فإذا قامت الانتفاضة فلن تكون هناك مشكلة مع الجنوب ولا في دارفور ولا جبال النوبة ولا النيل الأزرق . وبالتالي إسقاط هذه النظام هو الذي سيؤدي إلى تفادي السيناريوهات التي حدثت في ليبيا أو الصومال وإسقاط النظام لن يؤدي إلى صوملة أو نموذج ليبيا بل سيؤدي إلى استقرار كامل وهذه المزاعم يروجها المؤتمر الوطني لتخويف الأحزاب الحريصة على استقرار البلاد . كيف يمكن تأهيل القوى السياسية لتلعب دورها في التغيير القادم ؟ الآن ليس أمامنا طريقة لإسقاط النظام إلا عن طريق الجبهة الوطنية العريضة التي تمثل كل الشعب وهي ليست حزبا وظللنا نقول ان إسقاط هذا النظام هو فرض عين على كل سوداني وليس فرض كفاية وهذا التزام وطني وأخلاقي وديني على كل سوداني . الآن نحن نعد العدة لإسقاط النظام ونعتقد ان الجيش السوداني والذي برغم انه فقد الكثير من عناصره الوطنية الا انه سينحاز للشعب السوداني فالنظام همش الجيش ويعتمد على مليشياته ضد الجيش مثل الدفاع الشعبي وغيرها . وأيضا ستنحاز الشرطة للشعب بعد ان تم تدميرها لصالح الشرطة الحزبية وكوادرها هناك من يقولون بإمكان إصلاح هذا النظام من الداخل ؟ لا أبدا هذا نظام شيطاني شرير يجب إسقاطه وعدم التحاور معه إذا أردنا الاستقرار لبلادنا . يجب إسقاط هذا النظام واقتلاعه من جذوره . ومحاسبة كل من ارتكب جرائم في حق هذا الشعب داخلياً وخارجيا . وما دلالات الصراعات داخل المؤتمر الوطني الآن ؟ لا نعول على ذلك أبدا .. هذا صراع بين الابالسه ، صراع بين المجرمين، وهؤلاء مصيرهم جهنم وبئس المصير ، هؤلاء لا حل سوى بإسقاطهم .