أوردت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية فى تحقيق 22 ابريل الجارى ان الاتحاد الاوروبى فى مسعاه لتقييد الهجرة غير الشرعية يدعم بصورة غير مباشرة مليشيا الدعم السريع بالسودان . واوضحت الصحيفة ان الاتحاد الاوروبى ، بعد ان ادت أزمة الهجرة الى تغذية الاضطرابات السياسية والنزعات الشعبوية الغاضبة باوروبا، بدأ يلوث يديه ، ويمنع تدفق الهجرة جزئياً بالتعاقد لادارة الحدود مع جهات خارجية ذات سجل حقوق انسان مقلق . وأضافت (فى السودان ، الذى يعبره مهاجرون يحاولون الوصول الى ليبيا ، فان العلاقة غامضة ولكنها متجذرة فى الحاجة المتبادلة : يريد الاوروبيون حدوداً مغلقة ويريد السودانيون انهاء سنوات من العزلة عن الغرب … والعديد من القادة السودانيين منبوذون دوليون ومتهمون بارتكاب جرائم حرب خلال حرب درافور… العلاقة تتعمق بشكل لا لبس فيه ..). وأشارت الصحيفة الى ان دوريات حراسة الحدود تتبع لقوات الدعم السريع التى تشكلت من مليشيا الجنجويد التى قادت الهجمات على المدنيين فى درافور ، اضافة الى عناصر من جهاز الأمن برئاسة صلاح قوش – أحد المسؤولين العديدين المتهمين بتدبير الهجمات على المدنيين . ويعتمد مركز تنسيق مكافحة الاتجار بالبشر بالخرطوم – من ضباط شرطة سودانيين وعدة بلدان اوروبية من بينها بريطانيا وفرنسا وايطاليا – يعتمد على معلومات جهاز الأمن ، بحسب ما صرح به قائد شرطة الهجرة اللواء عوض النيل ضحية . كما تحظى الشرطة النظامية بدعم قوات الدعم السريع فى عمليات مكافحة الاتجار بالبشر ، وعن ذلك قال قائد شرطة الهجرة (لديهم – الدعم السريع – وجودهم هناك ويمكنهم المساعدة . الشرطة ليست فى كل مكان ، ولا يمكننا تغطية كل مكان). وأضافت الصحيفة (فى حين لم يتم منح أى أموال أوروبية مباشرة الى أى هيئة حكومية سودانية ، قدم الاتحاد الاوروبى (106) مليون يورو – حوالى (121) مليون دولار – للسودان من خلال منظمات خيرية مستقلة ووكالات اغاثة ، خاصة من أجل برامج الغذاء والصحة والمرافق للمهاجرين ، ولأجل برامج تدريب للمسؤولين المحليين). وأضافت (يجادل المنتقدون بان العلاقة المتنامية تعنى ان القادة الاوروبيين يعتمدون بشكل ضمنى ويتواطأون فى اعادة تأهيل سمعة جهاز الأمن السودانى الذى تتهم الاممالمتحدة قادته بارتكاب جرائم حرب فى درافور). وقال د. سليمان بلدو – الذى كتب ورقة بحثية عن شراكة الاتحاد الاوروبى مع السودان حول الهجرة – لنيويورك تايمز (ليس هناك تحويل مباشر للاموال …ولكن الاتحاد الاوروبى يضفى شرعية على قوة منتهكة). والتقت نيويورك تايمز سرا باربعة مهربى بشر بالسودان . واوردت (ادعى قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو ان قواته تلعب دوراً رئيسياً فى منع الهجرة عن طريق ليبيا . لكن كل مهرب – تمت مقابلته بشكل منفرد – قال ان قوات الدعم السريع غالباً ما كانت المنظم الرئيسى لهذه الرحلات . وغالباً ما توفر العربات المموهة لنقل المهاجرين عبر الصحراء . وبعد تسليم المهاجرين للمليشيات الليبية فى الكفرة وسبها ، جنوب ليبيا ، يتم تعذيب العديد من المهاجرين بصورة منهاجية واحتجازهم لدفع فدى – وهى اموال يتم تقاسمها فيما بعد مع قوات الدعم السريع ، حسب أقوال المهربين الاربعة . واعادت الصحيفة ما اوردته هيومن رايتس ووتش فى تقرير 2014 ، بان كبار مسؤولى الشرطة السودانية تواطأوا فى تهريب الاريتريين . واوضح الصحفى البريطانى فيل كوكس الذى ألقى القبض عليه بدارفور 2016 ، بواسطة عناصر من قوات الدعم السريع ، للصحيفة ، انه أخبر من قبل تلك العناصر انهم يشاركون فى تهريب البشر الى ليبيا ، وعندما سألهم عن كيفية عملهم ، أجابوا بانهم يتأكدون بان الطرق سالكة ويتحدثون مع الجهات التى تسيطر على المناطق الاخرى . (نص التقرير أدناه): https://www.nytimes.com/2018/04/22/world/africa/migration-european-union-sudan.html