قال رياك مشار نائب رئيس حكومة جنوب السودان الاثنين 30 مايو إن الشمال والجنوب اتفقا على التفاوض على نهاية للازمة في منطقة أبيي في إطار جهود لنزع فتيل التوتر قبل انفصال الجنوب المقرر بعد ستة أسابيع. وحركت الخرطوم دبابات وجنود إلى المنطقة يوم 21 مايو مما تسبب في فرار عشرات آلاف الأشخاص وأزكى مخاوف عودة الحرب . وتوجه مشار إلى الخرطوم هذا الأسبوع للاجتماع مع نظيره الشمالي بعد سيطرة حكومة الشمال على أبيي. وقال أن الجانبين سيشكلان لجنة “لحل قضية أبيي” لكنه لم يذكر تفاصيل. وجاءت زيارته بعد ان هددت الخرطوم بطرد قوات الجيش الشعبي من جنوب كردفان والنيل الأزرق مما أثار إمكانية تجدد الصراع. وتقع المنطقتان داخل أراضي الشمال لكنهما تضمان آلاف المقاتلين الذين حاربوا الخرطوم أثناء الحرب. وتقع المنطقتان بالقرب من الحدود الداخلية لعام 1956 التي تم ترسيمها قبل استقلال السودان بوقت قصير. وقال عصمت عبد الرحمن زين العابدين رئيس هيئة أركان جيش الشمال الأسبوع الماضي ان القوات المسلحة السودانية لن تسمح بوجود أي قوات للحركة الشعبية على أراضي الشمال شمالي خط 1956. ويقول مسئولون من الحركة الشعبية لتحرير السودان وهي الحزب الحاكم في الجنوب ان الجنود في تلك المناطق شماليون ولذلك لا يمكن لجوبا ان تطلب منهم الانسحاب. وقال مشار انه حتى إذا طلبت جوبا منهم العودة فلن يقبلوا الذهاب إلى الجنوب لأنهم أجانب هناك. ومن المزمع إجراء مشورة شعبية لتقرير علاقة المنطقتين بالخرطوم لكن هذه المشورة لم تجر بعد. وقال مشار انه ينبغي السماح لوحدات عسكرية شمالية جنوبية مشتركة بالعمل في المنطقتين إلى أن تجرى المشورة . ويقول محللون ان من المحتمل ان حكومة الشمال تحاول تحسين موقفها التفاوضي في المحادثات بشأن اقتسام عائدات النفط وقضايا أخرى قبل الانفصال. وقال فؤاد حكمت من المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات ( انهم ( حكومة الشمال) يحاولون حصار الحركة الشعبية لتحرير السودان في زاوية يحاولون وضعها في موقف صعب في أبيي وجنوب كردفان والنيل الأزرق) . وقال الأستاذ ياسر عرمان ان طرد أو نزع أسلحة الجيش الشعبي في جنوب كردفان والنيل الأزرق ليس نزهة ، ولا مثل فض مظاهرة لتلاميذ مدارس ، وان هذه قضية يجب ان تعامل بجدية ، للجلوس والحوار حولها ، والاتفاق على ترتيبات أمنية جديدة .