نواصل ردنا على ادعاءات غازي صلاح الدين المغرضة تجاه الجنوبيين والحركة الشعبية.. نواصل ما انقطع بالأمس ونقول بأن مقصد الجنوبيين أو الحركة الشعبية عندما تتحدث عن فشل الخرطوم بجعل “الوحدة خياراً جاذباً” هو عدم الأمانة والصدق والكذب الصريح والتضليل والخيانة التي مارسها المؤتمر الوطني طيلة ال5 سنوات في تنفيذ الاتفاقية المتفق عليها بتفاصيلها وجداولها، فبدلاً من تنفيذها بإخلاص وأمانة وصدق وتجرد.. كان اللف والدوران هو سمة ال5 سنوات، بل تنفيذ أي بند من الاتفاقية بعضها احتاج 5 سنوات للاتفاق حولها مرة أخرى وبعضها لم يتم الاتفاق حوله فأصبحت معلقة.. لأن تنفيذها يتوقف على تنازلات مطلوبة من الحركة الشعبية، أي بمعنى أدق مطلوب من الحركة الشعبية بأن تدفع شيئاً ما للمؤتمر الوطني مقابل تنفيذ بند متفق عليه.. ألا يعني ذلك بأن المؤتمر الوطني هو الذي “سلّع” الاتفاقية وجعلها سلعة واسترزق منها طيلة الخمس سنوات الماضية؟؟ ألم تكن في قيادة هذا الحزب؟ الذي كان يطالب بمقابل أي بند متفق عليه، ماذا تسمي مطالبات المؤتمر الوطني لتنفيذ برتكول أبيي؟؟ التي رفضتها الحركة الشعبية؟؟ ماذا تسمي مطالبة المؤتمر الوطني من الحركة الشعبية لتنفيذ قرار لاهاي؟؟ أذكر ماذا قدمتم وطلبتم من الحركة الشعبية ألم يكن ذلك تسليعاً؟؟ ماذا تسمي مطالبات المؤتمر الوطني بقبول الحركة الشعبية والجنوب ترسيماً لحدود الجنوب دون “جود / كاكا/ خرسانة وهجليج وحفر النحاس” ألا يعني ذلك أن على الحركة الشعبية والجنوب شراء ترسيم الحدود في مقابل التنازل عن المناطق أعلاه.. ماذا تسمي هذه المقايضة؟؟ ألا يدخل في اطار مصطلح “تسليع القضايا” وماذا عن القضايا الأخرى التي تكون فيها المساومات مما يخجل منها المرء. الأخ غازي صلاح الدين، أنا كنت لفترة عضواً في احدى اللجان الفرعية وحضرت أكثر من اجتماع وسمعت بأذني هذه المقايضات التافهة جداً التي قدمها حزبكم!! هل التجار الذين كانوا يقابلوننا نيابة عنكم ألا يرفعون إليكم التقارير عن البيع والشراء الذي كان وما يزال يحدث الآن في اجتماعات الشريكين وحتى الآن، أضخم المبايعات التي ينتهجها حزبكم موجودة في لجان قضايا ما بعد الاستفتاء!! هل أنت على علم بذلك؟ أم يقولون لكم أنها “مواقف تفاوضية” هذه المواقف التفاوضية لقضايا متفق حولها في الأصل لا تعني إلا ابتزازاً وتسليعاً للقضايا.. فمن يا ترى حوّل قضية الوحدة الجاذبة إلى أو حتى استقلال جنوب السودان حولها إلى سلعة يستفيد منها؟؟ من يا ترى يفعل ذلك أنه المؤتمر الوطني…! أنظر: لم يتم دمج القوات المشتركة في الخرطوم حتى الآن وبعد 5 سنوات من الاتفاقية لم يتم دمجهم مع القوات المسلحة ولم تتم اعادة انتشارهم في المدن الثلاث للعاصمة؟؟ هل تعرف لماذا؟؟ أي هل تعرف ما هو الثمن المطلوب من قيادة الحركة أو الجيش الشعبي لحدوث ذلك؟؟ أنظر: لم يتم تطبيق بروتكول أبيي ولا تقرير لجنة الخبراء المتفق عليهما وعلى خطوات ومنهج عملهما.. ولم يتم قبول قرار المحكمة الدولية بخصوص الحل النهائي لحدود المنطقة ولأن تخرجوا بمقترح آخر.. هل تعلم بما كان وما زال يطلبه حزبكم لقبول تنفيذ قرار المحكمة الدولية وتنفيذ البنود المتأخرة في بروتكولأبيي؟؟ هل تعلم غازي صلاح الدين ما يطلبه المؤتمر الوطني؟؟ أكيد أنك تعلم بذلك.. وماذا تسمي هذا:؟ أنه تسليع لقضية أبيي واسترزاق من خلفها!! أذن من الذي يبيع ويشتري في القضايا الوطنية؟؟ من سلّع الوحدة الجاذبة؟؟ أو حتى استقلال جنوب السودان؟ أنتم الحركة الإسلامية والتي أنت أحد قادتها بعد خيانتكم لقائدكم الترابي أو كما قال هو “أنكم بعتم المبادئ مقابل السلطة والجاه”.. وهو كما ترى بيع وشراء ولم تبتعدوا قط عن السوق والذي هو (شر البقاع إلى الله)!! أنظر: ماذا فعلتم في كل القوانين التي قدمت للبرلمان وأنت شخصياً كنت تشرف وتفاوض بغرض الوصول إلى اتفاق حولها، وكانت هناك قوانين لا يمكن أن أنساها حدثت فيها مثل هذه اللغة بطريقة فظة.. الحقيقة أنت لم تكن حضوراً ولكن “مندوبتكم” بدرية سليمان كانت تفاوض بلغة أقرب للذي تنكره أنت الآن.. أي التسليع، فعندما يطرح عليك شخص طلباً محدداً شرط القبول ليتنازل لك عن ما طلبته فهو تسليع.. أليس كذلك. أخيراً أرجو أن تواصل النقد الذاتي إلى نهاياته المنطقية، فقولك بأن جماعة حزبكم فهمت الوحدة الجاذبة بالطريقة السريالية للستينيات يمكن قبوله ليس كله بل غالبه، لكن في ذات الوقت وجب الاعتراف منكم بأنكم أنتم من سلّع كل القضايا المختلفة.. ويا للعجب قضايا تم الاتفاق عليها ولكي يتم تنفيذها يتم فتح النقاش حولها بطرق ملتوية وتكسبون النقاط حولها، بل تطلبون ثمناً بطريقة فظة.. وتمكرون في تنفيذ المتفق عليه بثمن حتى… حتى احتار المرء مما تفعلون.. لكنه المكر ونقض العهود وبيّع ليس إلا…