قال مسؤول في أبيي الخميس 2 يونيو ان نحو مئة مدني قتلوا في المنطقة منذ ان سيطرت القوات المسلحة عليها في 21 مايو مشيرا الى ان هذه الأعداد مبدئية . ومن المقرر أن ينفصل جنوب السودان عن شماله في التاسع من يوليو وظل وضع منطقة أبيي الخصبة المنتجة للنفط من القضايا الشائكة خلال الفترة التي تسبق انفصال الجنوب. وأثار العنف في ابيي خلال الأسبوعين الماضيين المخاوف من إمكانية انزلاق السودان مرة أخرى الى الحرب وهو ما من شأنه ان يثير الاضطراب في المنطقة كلها حيث من الممكن ان يؤدي الى نزوح لاجئين الى الدول المجاورة . وقال المشير عمر البشير في خطاب يوم الخميس ان ما حدث في ابيي “رسالة مهمة” الى قادة الجنوب الذين قال انهم هم الذين اثاروا القتال. وقال البشير امام أعضاء من حزب المؤتمر الوطني الحاكم “نحن وهم محتاجون للسلام ولكن هم اكثر حوجة للسلام لان احتياجات المواطن الجنوبى اكبر والموارد شحيحة.” ودعت جوبا والامم المتحدة اثيوبيا الى إرسال قوات حفظ سلام الى ابيي لكن مسؤولا اثيوبيا قال ل (رويترز) ان اي قرار لن يتخذ بهذا الشأن ما لم تطلب الخرطوم ايضا نشر قوات حفظ سلام. وحذرت منظمات دولية من حدوث أزمة إنسانية في منطقة ابيي بعد نزوح عشرات الآلاف هربا من القتال واعمال النهب وقد استخدم أغلبهم طرقا موحلة بسبب الأمطار الغزيرة التي تهطل في هذا الوقت من العام. وقال الحاكم الإداري لابيي دينق أروب كول “ننتظر التأكيد النهائي للأسماء ولكن عدد القتلى يقارب المئة وكلهم مدنيون.” ومضى كول يقول “هؤلاء مدنيون. لقي بعضهم حتفه خلال الهجوم والبعض الآخر خلال دوريات للقوات المسلحة السودانية لاحقا”. واتهم جيش الشمال بقتل نحو عشرة اشخاص في احدى قرى أبيي اثناء دورية في 23 مايو . وأعلنت الخرطوم عزلها لكول بعد احتلال قواتها للمنطقة وهي خطوة رفضها المسئولون الجنوبيون ووصفوها بأنها غير شرعية لانها لم تتم بالاتفاق مع الجنوب. وقال ربيع عبد العاطي وهو مسؤول كبير في وزارة الاعلام ان هذا ليس صحيحا وأضاف أنه لا يعتقد أن جيش الخرطوم يهاجم المدنيين أو يقتلهم. وقال ان الجيش دخل أبيي بسبب استفزاز قوات الجنوب. ويقول محللون ان خسارة الجنوب ومعه معظم حقول النفط السودانية من شأنها ان تضع الخرطوم في موقف اقتصادي صعب في وقت تحاول فيه تعويض العائدات المفقودة. وقال البشير ان السودان اعد خطة لثلاث سنوات لخفض الانفاق الحكومي واجراء تغييرات اخرى للتعامل مع خسارة الجنوب. وأضاف ان الإجراءات ستتضمن أيضا مراجعة بنية الدولة وتنويع الصادرات السودانية لكنها لن تتضمن فرض المزيد من الضرائب. وذكر مشروع سينتينيل للمراقبة بالأقمار الصناعية هذا الأسبوع انه لديه أدلة موثقة على ان قوات الشمال ارتكبت “جرائم حرب” في المنطقة وهو اتهام تنفيه الخرطوم. وأضاف المشروع في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء 1 يونيو ان مسئولين مدنيين وعسكريين أمريكيين أيدوا اتهاماته وأرسلوا المعلومات الى مجلس الامن التابع للأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية. وقال سلفا كير رئيس جنوب السودان الأسبوع الماضي ان الجنوب لن يدخل حربا في مواجهة الشمال بسبب ابيي.