تواصل قصف القوات المسلحة على ولاية جنوب كردفان أمس الثلاثاء 14 يونيو والمستهدفة لإثنية النوبة، مما أدى إلى مقتل العشرات من المدنيين خاصة في منطقة كاودا. وقال شهود عيان إن عناصر من القوات النظامية والمليشيات الحكومية تقوم بعمليات نهب وتهجير قسري للمواطنين في كل مناطق الولاية التي يقطنها النوبة. وذكرت الأممالمتحدة أمس إن حملة قصف جوي على ولاية جنوب كردفان الحدودية تسبب (معاناة هائلة) للسكان المدنيين وتعرض للخطر المساعدات الإنسانية في المنطقة. وقال المتحدث باسم بعثة الأممالمتحدة قويدر زروق ( القصف المكثف من جانب القوات المسلحة السودانية متواصل في المناطق المحيطة بكادقلي وكاودا وأسقطت طائرتان حربيتان 11 قنبلة الساعة 10.30 صباح الثلاثاء ) وذكر ان قنبلتين سقطتا بالقرب من محيط مقر تابع لبعثة الأممالمتحدة في السودان يبعد نحو 150 مترا عن المطار. وأضاف (هذه الحملة من القصف الجوي تسبب معاناة هائلة للسكان المدنيين وتعرض المساعدات الإنسانية للخطر). وذكرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أن طائرات الإغاثة الإنسانية منعت من الهبوط في كادقلي عاصمة الولاية لنحو أسبوع كما حالت متاريس أقامتها ميليشيات مسلحة دون الوصول برا. ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر إلى السماح لموظفي الإغاثة الإنسانية بالتنقل بحرية لتسليم المساعدات الإنسانية لآلاف النازحين الذين يحتاجون إليها بشكل ملح. وقال (إذا اختار السودان مواصلة التصعيد واذا كان يسعى الى حل عسكري لقضيتي ابيي وجنوب كردفان، فانه سيواجه عزلة دولية متنامية). ووجّه الرئيس الأمريكي باراك أوباما بياناً مسجّلاً أمس الثلاثاء ، قال فيه إنه ليس هناك (حلا عسكرياً)، وأن (على قادة السودان تحمّل مسئولياتهم وعلى الحكومة أن تمنع المزيد من التصعيد لهذه الأزمة من خلال وقف العمليات العسكرية فورًا، وبينها القصف الجوي والإخلاءات القسرية وحملات التفتيش للمدنيين). وكان المشير البشير قد اعترف في تصريحات نقلتها وكالة (سونا) أن القوات المسلحة تقوم بعمليات (تمشيط واسعة ) بحثاً عن (فلول التمرد) والأعداء. وذكرت صحيفة (الانتباهة) 9 يونيو أن ما أسمته بعمليات التمشيط أوسع عملية تمشيط تشهدها المنطقة ! وفي حملة الاعتقالات والتصفيات الواسعة اعترفت المصادر الحكومية الإعلامية بانتشار كثيف للقوات المسلحة والمليشيات في الأحياء و(تمشيطها) المنازل على نسق ( بيت بيت). وتواصلت عمليات اعتقال واغتيال كوادر الحركة الشعبية ونهب وحرق مكاتبها. ومنعت الأجهزة الأمنية الإعلاميين من دخول المنطقة ليتسنى لها إكمال حملة تطهيرها العرقي التي لم تشهد المنطقة مثيلا لها. وقال القائد عبد العزيز آدم الحلو رئيس الحركة الشعبية بولاية جنوب كردفان : (الخرطوم تحاول التهرب من دفع استحقاق المشورة الشعبية، ولكننا لن نتخلى عنها حتى لو أدى ذلك إلى عشرين عاما أخرى من الحرب) ، (لقد حاربنا لعشرين عاما، وتعلمنا من تلك الحرب، والمؤتمر الوطني ليس لديه شيء سوى الاستبداد والغطرسة.) وأضاف إن الجيش الشعبي لتحرير السودان سيستمر في الدفاع عن نفسه وعن المدنيين ضد الغدر والعدوان السافر والاعتدآء الغاشم حتى يتم تفكيك النظام الحاكم في الخرطوم والقضآء على الشمولية في البلاد. وسبق وكررت ( حريات) مراراً بان خطة المؤتمر الوطني في ولاية جنوب كردفان هي (المقتلة) وليس (المشورة) ، بدليل تعيين أحمد هارون كوالي للولاية، والذي يعتبر اختصاصياً في التطهير العرقي، وسبق ونفذ تخصصه في الولاية كضابط أمن أوائل التسعينات، حين أعلن الجهاد على النوبة وتمت تصفيات واسعة لقياداتهم ومتعلميهم ، ثم انتقل بتخصصه إلى دارفور ، حيث قتل ما لا يقل عن 300 ألف شخص ، بحسب إحصاءات الأممالمتحدة، مما جعله تحت طائلة العدالة الدولية فهو مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية. وأوردت (حريات) أمس تقريرا لمنظمة حقوقية مرموقة تطالب بالتحقيق الفوري في حملة التطهير العرقي الجارية على قدم وساق بجبال النوبة، وتطالب مجلس الأمن بالتدخل لفرض حظر جوي لوقف القصف الجوي المكثف الموجه ضد المدنيين هناك. وذكرت مجموعة (سودان ديموكراسي فيرست غروب) في تقرير الاثنين 13 يونيو ان القوات الحكومية ارتكبت (مجموعة جرائم وانتهاكات لحقوق الإنسان بحق السكان المدنيين في جنوب كردفان وولاية جبال النوبة). وأضافت (الأسبوع الماضي قامت القوات المسلحة السودانية بدعم من قوات دفاع شعبية بارتكاب فظائع بما فيها عمليات إعدام دون محاكمة وجرائم قتل دون سبب وتوقيف اعتباطي وتعذيب وحرائق متعمدة واختطاف بالإضافة إلى تدمير بنى تحتية وإحراق كنائس خصوصا في مدينتي كادقلي والدلنج).