أكدت الأممالمتحدة الاثنين 13 يونيو ان القصف الجوي لطيران القوات المسلحة السودانية اتسعت رقعته في جنوب كردفان وامتد الي داخل حدود الجنوب . وقال مكتب الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في أحدث تقرير له الاثنين 13 يونيو : (انتشر القتال في(11) منطقة من مناطق جنوب كردفان ال (19) بما في ذلك القصف بالطائرات والقصف المدفعي بل إنه امتد لإحدى مناطق ولاية الوحدة في جنوب السودان ). وتحدثت أنباء عن تعرض مدينة هيبان لقصف جوي. واستقبل مستشفى المدينة الاسبوع الماضي جثث عشرة قتلى سقوط في القتال. وقال أحد العاملين في مجال الاغاثة بجبال النوبة (يتوقع الناس في كل لحظة قصف (طائرات) انتونوف التي تحلق فوق رؤوسهم ويفرون طالبين الملاذ ويلجأون للجبال لانها اكثر امنا). وأغلقت السلطات مطار كادقلي مما عرقل جهود الاممالمتحدة وأدى الى صعوبة وصول الاغاثة للمتضررين من الحرب . وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان ان المنظمة تلقت ( تقارير مقلقة للغاية عن ضحايا مدنيين وتشريد جماعي وأوضاع إنسانية متدهورة.) . وامتد قصف القوات المسلحة بالطيران الى داخل الجنوب حيث قصف الطيران الحربي ولاية الوحدة مما تسبب في مقتل مدنيين، وكان القصف المرة الأولى يوم الجمعة ثم قصف آخر أمس الاثنين. وقال فيليب اقوير المتحدث باسم الجيش الشعبي ل(رويترز) أمس: ( حدث قصف آخر للجنوب. حدث هذا الصباح وفي نفس المنطقة (مثل يوم الجمعة) في جاو بولاية الوحدة. جاء المزيد من طائرات انتونوف من الخرطوم). وتابع ( نتخذ مواقع دفاعية ونواصل مراقبة ما يفعلونه) . وصرح مصدر بالاممالمتحدة لفرانس برس (في وقت مبكر من صباح الاثنين نفذت طائرات الجيش السوداني ضربة جوية اخرى على منطقة ياو الحدودية بين الشمال والجنوب ) ودعت الحكومة الامريكية حكومة المشير البشير إلى الانسحاب غير المشروط من منطقة أبيي المتنازع عليها مع الجنوب، وإنهاء القتال في جنوب كردفان. وقالت سوزان رايس السفيرة الأميركية في الأممالمتحدة إن على جيش الشمال إنهاء القتال والانتهاكات في كادوقلي وإجراء انسحاب غير مشروط من أبيي. وكانت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون قد وصلت أمس الاثنين للعاصمة الاثيوبية أديس ابابا للقاء وفدي الحكومة السودانية وحكومة الجنوب ، وقال اعضاء في وفدها انها تحادثت في البداية مع نافع علي نافع مستشار المشير البشير قبل ان تلتقي الفريق سلفا كير ميار دي رئيس حكومة الجنوب، ثم تغادر بسبب انفجار بركان نبرو الإرتري خوفا من تأثيراته على الطيران، على عجل. ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين 12في بيان 12 يونيو حكومة البشير على وقف البحث عن حل عسكري لنزع سلاح الجيش الشعبي لتحرير السودان في جنوب كردفان . وأبدت (أسفها لتصاعد حدة المعارك وللخسائر البشرية وتهجير السكان المدنيين). وأعربت عن قلقها إزاء أعمال العنف التي تجري بحق الأشخاص بسبب قناعاتهم السياسية أو أصولهم الاثنية وطالبت ان (تتوقف) هذه الأعمال وان تكون (موضع تحقيقات من جانب الأممالمتحدة) . واعترف المشير البشير في تصريحات نقلتها وكالة (سونا) أن القوات المسلحة تقوم بعمليات (تمشيط واسعة ) بحثاً عن (فلول التمرد). وذكرت صحيفة (الانتباهة) 9 يونيو أن ما أسمته بعمليات التمشيط أوسع عملية تمشيط تشهدها المنطقة ! واعتمدت القوات المسلحة ومليشيات الدفاع الشعبي وسائل حربها المعتادة على أهل الهامش، فقصف الطيران المناطق التي يتركز فيها النوبة مثل كرنقو وتيسى وزندية وبلينجة وأم دورين وأم سرديبة وهيبان وسرف الجاموس، واستهدفت القوات المسلحة والمليشيات المواطنين على أساس الهوية العرقية، فقتل واعتقل وعذب العشرات من أبناء النوبة . وفي حملة الاعتقالات والتصفيات الواسعة اعترفت المصادر الحكومية الإعلامية بانتشار كثيف للقوات المسلحة والمليشيات في الأحياء و(تمشيطها) المنازل على نسق ( بيت بيت). وتواصلت عمليات اعتقال واغتيال كوادر الحركة الشعبية ونهب وحرق مكاتبها. ومنعت الأجهزة الأمنية الإعلاميين من دخول المنطقة ليتسنى لها إكمال حملة تطهيرها العرقي التي لم تشهد المنطقة مثيلا لها. وقال عبد العزيز آدم الحلو: (الخرطوم تحاول التهرب من دفع استحقاق المشورة الشعبية، ولكننا لن نتخلى عنها حتى لو أدى ذلك إلى عشرين عاما أخرى من الحرب) وأضاف: ( لقد حاربنا لعشرين عاما، وتعلمنا من تلك الحرب، والمؤتمر الوطني ليس لديه شيء سوى الاستبداد والغطرسة) ، وتابع: ( هم الآن أعلنوا الحرب، وألغوا الاتفاقية، وعليهم أن يتحملوا تبعاتها، ونحن لن نعود إلى الحوار معهم مرة ثانية، لأنهم غدروا باتفاق تم عقده قبل أيام وقاموا بتصفية قادة من الجيش الشعبي كانوا يعملون ضمن القوات المشتركة) . وحدد الإطار السياسي للمعركة في إسقاط النظام لإفساح المجال من أجل بناء سودان جديد يقوم على أسس من المساواة والعدالة والحرية . وسبق وكررت ( حريات) مراراً بان خطة المؤتمر الوطني في ولاية جنوب كردفان هي (المقتلة) وليس (المشورة) ، بدليل تعيين أحمد هارون كوالي للولاية، والذي يعتبر اختصاصياً في التطهير العرقي، وسبق ونفذ تخصصه في الولاية كضابط أمن أوائل التسعينات، حين أعلن الجهاد على النوبة وتمت تصفيات واسعة لقياداتهم ومتعلميهم ، ثم انتقل بتخصصه إلى دارفور ، حيث قتل ما لا يقل عن 300 ألف شخص ، بحسب إحصاءات الأممالمتحدة، مما جعله تحت طائلة العدالة الدولية فهو مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية. وقال محلل سياسي ل (حريات) إن ما يحدث في ولاية جنوب كردفان لا يمكن الصمت عليه، ودعا منظمات المجتمع المدني والقوى السياسية ابتدار حملة تضامن واسعة مع النوبة الذين يتعرضون لحملة تطهير عرقي تعترف الحكومة بان المنطقة لم تشهد مثيلاً لها ، والى الضغط بكافة الوسائل على المجتمع الدولي ليطلع بمسؤوليته في حماية النوبة من الإبادة . (حريات تنشر قائمة أولية ببعض ضحايا حملة التطهير العرقي بجبال النوبة) : * الذين تم اغتيالهم : 1- حسن ماركوني 2- محمد موسى فضال 3- جمعة بحر 4- حسن بوب 5- جمعة بادى 6- نميرى فليب كالو 7- الطيب السر 8- فتح الرحمن موسى 9- النذير بشير الفيل 10- عبد الرحيم محمد أحمد ونجله الطالب بجامعة الجزيرة 11- محمد عبد الرحمن عبد الرحيم 12- ادم محمد محمود 13- عبد الرحمن محمد محمود 14- عبد الرحيم إبراهيم 15- عباس اسماعيل توتو 16- سبت الياس بحر 17- حمزة فضل ابو جرة 18- عباس اسماعيل توتو 19- عمر اسماعيل توتو 20- يعقوب التجانى 21- مهند احمد عجبنا 22- شريف عبد الكافى 23- عبد القادر موسى 24- عبد الرحيم إبراهيم ونجله 25- محمد بابكر 26- لويس ( من ابناء جنوب السودان ) – موظف بالاممالمتحدة 27- رزق الله 28- الغزالي * المعتقلون : 1- العميد مهنا بشير 2- أبراهام مرادة توتو 3- ادم جبريل أبو قطية 4- مختار حسن بدوى وزوجته 5- يعقوب التيجانى 6- بشير الفيل 7- محمد ادريس 8- عبد الرحمن بابكر الشامبى 9- شاذلى جعفر بابكر 10- الفاوى على كوكو. 11- طه حماد 12- رمضان جمعة ابوجرة. 13- الشيخ نتو موسى. 14- عبد الله عثمان كومى. 15- قمر توتو الفضيل 16- نور الدين بشير كجو 17- كوجا محمد خراشيا 18- احمد رمضان جباى 19- طه الشيخ نتو 20- جمعة حسين 21- خواجة ادم كوكو 22- حماد حسين رنا 23- الشريف عضلوم 24- محمود الشيخ الضو 25- مختار الزبير 26- مختار حسن بدوى 27- حامد الكنانى. 28- ادريس جراد