أعلن المشير عمر البشير عدم استعداد حكومته للتفاوض مع حملة السلاح في ولاية جنوب كردفان ، في وقت سلم فيه الوسيط الأفريقي مقترحات إلى مفاوضي الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني حول الحرب في كردفان ومستقبل الشمال السياسي . وفي خطابه من أجل تأمين الدعم الايراني اتهم البشير من أسماهم بالعناصر الموالية للغرب في الجنوب بالتخطيط لتنفيذ مشروع السودان الجديد، في إشارة إلى المشروع الذي تتبناه الحركة الشعبية لتحقيق وحدة السودان على أسس جديدة، وإنهاء هيمنة المؤتمر الوطني ومشروعه السياسي والآيديولوجي، واعتماد دولة مدنية بديلة للدولة الدينية. وقال في لقائه مع السودانيين في طهران، أمس (الأحد): (هناك بعض المتنفذين ما زالوا يعملون على تنفيذ مخطط السودان الجديد كإحدى الأجندات الخارجية التي ينفذونها) ، وأضاف : (العناصر الموالية للغرب في الجنوب هي التي تثير المشكلات الآن) . واستبعد البشيرأي تطبيع في العلاقات بين السودان والولايات المتحدة، وقال: ( نحن على قناعة بأن أميركا لن تطبع علاقاتها معنا مهما فعلنا ومهما وقعنا من اتفاقات، وإذا انتهت كل المشكلات في السودان فسيخلقون مشكلات جديدة) . ودعا البشير ( القوى الجنوبية إلى أن تعلم أن الجنوب لن يتحول إلى جنة بعد الانفصال، وأن على هذه القوى الالتفات نحو تحقيق التطلعات العالية لأهل الجنوب من حيث التنمية والخدمات وغيرها) وتمنى قبول الجنوبيين مقترح استمرار اتفاق قسمة الثروة فيما يتعلق بعائدات النفط مناصفة بين الشمال والجنوب، وكان البشير قد هدد بإغلاق أنبوب النفط حال فشل الطرفين في التوصل لاتفاق حتى التاسع من يوليو المقبل، موعد إعلان دولة السودان الجنوبيالجديدة . وقال البشير: ( إن الشمال وضع 3 خيارات أمام الجنوب فيما يختص بالنفط تشمل الاستمرار في تقسيم النفط لفترة انتقالية بصورة سنوية، أو فرض ضريبة على تصدير نفط الجنوب عبر الشمال، أو إقفال الخط تماما) . وفي حين أعلن البشير أن الحكومة أوقفت التفاوض تماما مع أي جهة تحمل السلاح، وأنها ستعتبر كل الخارجين على القانون في جبال النوبة متمردين، أكدت مصادر بالحركة الشعبية سير مفاوضات سلام في العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، مع المؤتمر الوطني تحت رعاية الوسيط الأفريقي، ثامبو أمبيكي. وقالت المصادر لصحيفة (الشرق الأوسط) : ( يترأس وفدنا مالك عقار، بينما يترأس الوفد الحكومي نافع علي نافع) ، وأضافت: (اجتمعنا بحضور الوسيط الأفريقي الذي قدم لنا مقترحات حول جنوب كردفان والنيل الأزرق والأوضاع في شمال السودان، لكن المصدر لم يكشف تفاصيل ورقة الوسطاء ) . وأعرب مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي خلال لقائه المشير البشير ،على هامش المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي عقد في طهران، عن دعم الحكومة الايرانية للحكومة والشعب السوداني ( الذي يحرص علي استقلال بلاده واسلاميتها ووحدتها) ، وأشاد بصمود البشير ( تجاه المؤامرات والضغوط الاميركية والاسرائيلية). وقال خامنئي ان الانتفاضات الشعبية الأخيرة في المنطقة (بداية تطور أساسي في الدول الإسلامية) . وأمل خامنئي في تشكيل ائتلاف إسلامي قوي في شمال افريقيا في المستقبل القريب. كما دعا الي التزام الوعي وتوخي الدقة والمراقبة ( لعدم حدوث اي انحراف في مستقبل الحركات الشعبية علي الأمد البعيد) .