التقى الرئيس عمر البشير مساء أمس الاول بأفراد الجالية السودانية بايران، وتناول اثناء مخاطبته العديد من الهموم الوطنية الراهنة والعلاقات الثنائية مع طهران، وعقد الرئيس امس قمة مع نظيره الايراني أحمدي نجاد، كما التقى بالمرشد الاعلى علي خامنئي قبل ان ينهي زيارته الى طهران- التى وصلها مشاركاً في المؤتمر الدولي لمكافحة الارهاب- ويتوجه الى الصين في زيارة تستغرق ثلاثة ايام. قال الرئيس إن العناصر الموالية للغرب داخل الحركة الشعبية تعمل الآن على اثارة المشكلات بين الشمال والجنوب. وقال ان الحركة ارتكبت عدة تجاوزات فى ابيي من بينها ادخال (3) آلاف جندي للمنطقة وحرمان المسيرية من حق الرعي والمياه الذي كفله لهم البروتوكول بجانب الاعتداء الاخير على القوات المسلحة التي كانت ترافقها قوات الاممالمتحدة. --- (جريمة حرب) وقال الرئيس انه تلقى عدة وعود من سلفاكير بسحب قوات الحركة اثناء لقاءاته مع الرئيس امبيكي رئيس اللجنة الافريقية، ولكنه لم يف بهذا الامر، وتابع: انه وازاء هذه الخروقات كان لزاماً على القوات المسلحة ان تتحرك وتدخل ابيى خاصة بعد الاعتداء عليها وعلى قوات حفظ السلام الذي يعتبر (جريمة حرب). واعلن الرئيس ان الحكومة اوقفت التفاوض تماماً مع اىة جهة تحمل السلاح، وقال في هذا الصدد ان مفاوضات الدوحة الحالية هي الاخيرة من نوعها مع حاملي السلاح.. وقال ان القوات المسلحة ستحسم الخارجين على القانون كافة في جبال النوبة باعتبارهم متمردين. ومع تأكيده على ان الدولة ستكون حاسمة مع كل من يهدد الأمن والاستقرار اكد البشير حرص السودان على تحقيق السلام.. وقال ان اتفاق السلام مع الجنوب وصل الى نهاياته وان دولة الجنوب ستعلن مستقلة فى يوم «9 يوليو» المقبل، و دعا القوى الجنوبية لأن تعلم بأن الجنوب لن يتحول الى جنة بعد الانفصال وان هناك بعض المتنفذين ما زالوا يعملون على تنفيذ الاجندة الخارجية ومنها مخطط السودان الجديد، ودعا هؤلاء الى الالتفات نحو تحقيق التنمية والخدمات والرفاهية لإنسان الجنوب. بنغازي الأخرى وذكر البشير ان الحركة ارتكبت خطأً كبيراً بتسريب اعداد كبيرة من منسوبيها الى جنوب كردفان. واضاف: ان تمرد عبد العزيز الحلو كان يهدف للاستيلاء على كادوقلي واعلان عبد العزيز الحلو والياً على جنوب كردفان، والزحف بعد ذلك لتغيير النظام عبر تحويل كادوقلي الى بنغازي أخرى وتهديد مناطق السودان كافة فيما بعد. وكشف البشير عن وجود برنامج اسعافي تنفذه الحكومة لسد فجوة بترول الجنوب بعد الانفصال. وكرر قوله بأن الشمال وضع ثلاثة خيارات امام الجنوب فيما يختص بالنفط تشمل الاستمرار في تقسيم النفط لفترة انتقالية بصورة سنوية او فرض ضريبة على تصدير بترول الجنوب عبر الشمال او اقفال الخط تماماً، ولكنه رجح الاتفاق حول الخيار الاول، مؤكداً ان السودان مليئ بالموارد التي يمكن ان تحل محل البترول. مشكلة مفتعلة وحول قضية دارفور، اكد البشير أنها تمضي نحو الحل النهائي وقال ان المشكلة مفتعلة من الاساس وان التمرد في دارفور كان مؤامرة لايقاف التنمية لأن وجودها يضعف فرص التوترات، واضاف انه اندلع في العام 2003 م بعد بدء الحكومة في تنفيذ مشاريع تنموية طموحة من طرق وكباري ومياه وخدمات وتعليم. واشار الى استراتيجية الحكومة في تحقيق السلام في دارفور تأسيساً على تحقيق الامن على الارض وتجميع السلاح والمصالحات القبلية واتخاذ العدالة مجراها واعادة النازحين واللاجئين الى قراهم وتعويضهم الى جانب اعمال التفاوض لحل المشكلة . ونبه الى اجازة مؤتمر اهل المصلحة بدارفور -الذي عقد أخيراً بالدوحة- لوثيقة سلام دارفور، و قال ان التفاوض الآن وصل الى نهاياته ويمضي باتجاه الحل النهائى للمشكلة. علاقة ممتازة واأد البشير ان السودان يتمتع بعلاقات ممتازة مع الجمهورية الاسلامية الايرانية في المجالات السياسية والاقتصادية والصناعية والزراعية والعلمية. وقال ان السودان يعمل على بناء علاقات استراتيجية مع ايران معتبراً ان قوة ايران هي قوة للمسلمين والعرب.. واكد ان السودان يبني الآن علاقة استراتيجية معها، واشار الى وجود تعاون كبير في المجال السياسي وتطابق في آراء البلدين، وقال ان ايران تبدي حماساً كبيراً لدعم السودان في المجالات الاقتصادية والتجارية والمسائل المتعلقة بالتعاون الفني ونقل التقانة، واضاف ان ايران حققت طفرة كبيرة وتتمتع بسمعة ممتازة في هذه المجالات، وتابع: عندما حاولوا حظر الدعم عن السودان وجدنا الدعم من ايران، وانتقد البشير محاولات الإعلام الغربي وجماعات الضغط لتصوير ايران باعتبارها العدو الاخطر على العرب والمسلمين. استغفال وخداع وأضاف البشير: اذا كان هنالك خطر فهي اسرائيل العدو الأول للعالمين العربي والاسلامي بما لديها من استراتيجية للتوسع الذي يحقق استراتيجيتها لإقامة دولة اسرائيل الكبرى. ان السودان لا يشعر بأى حرج من علاقاته مع ايران التي ابدت استعداداً لدعمه وتنفيذ بعض المشاريع في الوقت الذي كان السودان فيه محاصرًا. واتهم سيادته في هذا الخصوص العالم الغربي بمحاولة اظهار ايران كعدو للعالم العربي استغفالاً وخداعاً لتحويل الانظار عن اسرائيل التي هي العدو الحقيقي لهم حيث إنها ما زالت تعمل على تنفيذ مخططات توسعية كأهداف عقائدية لها مثل انشاء دولة اسرائيل الكبرى. نموذج للتعاون وكان السفير السودانى بإيران سليمان عبد التواب اشاد بأبناء الجالية في ايران وقال انهم نموذج للتعاون والتكافل والاحساس بالهموم الوطنية.. وشكر الرئيس على تفقده لأوضاع ابناء الجالية واطلاعهم على حقيقة الاوضاع بالسودان، واشار الى سعي الرئيس المتواصل لتطوير العلاقات السودانية الايرانية. قمة ثنائية وعقد الرئيس البشير قمة بالقصر الرئاسي في طهران مع نظيره الايراني احمدي نجاد وتناول اللقاء علاقات البلدين وبصفة خاصة العلاقات الاقتصادية. واكد علي كرتي وزير الخارجية للصحافيين المرافقين للرئيس امس وجود تعاون اقتصادي ينمو بين السودان وايران، وأن الطرفين اتفقا على تجميد مسألة الديون الايرانية خلال الفترة الراهنة واستئناف التعاون الاقتصادي، واضاف ان البلدين اكدا حرصهما على مزيد من التعاون الاقتصادي والتجاري، واكد ان السودان عبر عن رغبته في استمرار الدعم الايراني في مجال الاقتصاد، واكد ان اللقاء بحث متابعة التزام ايران بدعم مؤتمر الشرق السابق بمبلغ «200» مليون دولار كتمويل ميسر للسودان للمشروعات المعلنة، واضاف كرتي ان الجانب الايراني تعهد بالوفاء بهذا الامر، وقال ان هنالك حديثاً جرى بين الرئيسين حول دعم ايران للتقانة الزراعية والصناعية في السودان، ونبه الى ان هنالك تطوراً الآن في العلاقات الاقتصادية، مشيراً الى انها توقفت في وقت سابق بفعل الديون الايرانية لدى السودان. إحساس مشترك وقال كرتي ان هنالك تطابقاً كبيراً جداً بين البلدين حول ما يجري في الساحتين الاقليمية والدولية، وعلى وجه التحديد ما يجري من ثورات في المنطقة العربية، واكد ان هنالك اتفاقاً على منح هذه الثورات الفرصة لتصل الى مداها واحساس مشترك بوجود رغبة غربية تسعى لإبقاء هذه الثورات في سقوف أقل بكثير من طموحاتها، وتابع كرتي: بل ان هنالك سعياً حثيثاً من أطراف غربية لإعادة الامور الى نصابها وكما هو معلوم فإن التغيير لا يمضي لصالح اسرائيل وحلفائها بالمنطقة وانما لمصلحة استقلال قرارها، وقال ان هنالك تحديات كبيرة جداً تقع على هذه الثورات باعتبار ان الغرب كان يدعم الانظمة السابقة، واضاف ان هنالك اتفاقاً على دعم هذه الثورات سياسياً. احترام خامنئي وفي لقائه بالمرشد الأعلى علي خامنئي تناول الرئيس البشير الاوضاع في السودان، وعبر خامنئي عن قناعته بأن وحدة السودان كانت افضل من الانفصال، وقال إن خيار تقسيم السودان رغبة غربية وليست محلية تم دفعها محلياً لإظهار رغبة الجنوبيين على هذا النحو، واكد احترامه لهذا الخيار، وقال ان خامنئي يشارك السودان ذات الرؤى حول الثورات في المنطقة العربية. نقلا عن صحيفة الراي العام السودانية 27/6/2011م