في مؤتمر صحفي عقده رئيس المجلس الوطني أحمد إبراهيم الطاهر أول أمس الأحد أخرج عضلاته على القوى المعارضة وتحداها بالخروج للشارع. وأوصد الطاهر الباب تماما أمام أي اتجاه يفضي الي قيام حكومة قومية، ودعا المطالبين بها من قوى المعارضة الى «الخروج للشارع وعمل ثورة زي ثورة تونس»، وسخر من تهديد المعارضة باللجوء الي المحكمة الدستورية لمقاضاة الحكومة لفقدانها الشرعية بعد التاسع من يوليو، واصفا القضية بالفاشلة. ورهن الطاهر، خلال مؤتمره الصحفي بالمركز السوداني للخدمات الصحفية عن ملامح الجمهورية الثانية بعد التاسع من يوليو ،وجود الحركة الشعبية كتنظيم سياسي في الشمال بخضوعها لقانون الاحزاب السياسية والتخلص من مليشياتها العسكرية في جنوب كردفان والنيل الازرق. وكانت حريات نشرت مؤخرا تصريحات للطاهر يؤكد فيها أن تقصيهم خلف الفساد أوصلهم لأن التدين يمنع المسئولين من ارتكاب المعاصي ومن الفساد ما اعتبرناه دعوة مفضوحة كأنما للبحث عن (دينوميتر) لقياس التدين الداخلي للمسئولين، وأكدنا أن المسئولين يجب أن يكونوا مساءلين أمام الشعب. وقد علقت صحيفة (الميدان) على هذا الحدث بقولها: (لو كان المقصود تحريض الشعب ، فالغلاء والفساد لا يدانيهما محرض . أما إن كان الحديث بغرض التأكيد علي ثبات النظام فقد سبقه المخلوع نميري إلي ذلك بقوله " مافي زول بقدر يشيلني " فانتهي نظامه في أيام معدودات). وعلق محلل سياسي ل(حريات) بالقول إن تصريحات الطاهر يجب أن يعيها أولا المتحاورون مع المؤتمر الوطني وليتأكدوا من اتساق حديث عمر البشير ونافع علي نافع وأحمد إبراهيم الطاهر وكل متنفذي النظام وتأكيدهم على أن المطلوب من المتحاورين فقط مشاركة ديكورية في حكم المؤتمر الوطني لا تغني الوطن ولا تسمنه، وليدركوا أنه لا جدوى من الانتظار. وقال إن هذه التصريحات تأتي في سياق تحدي إرادة الشعب السوداني والاستخفاف بكل قواه بما فيها التي تجلس معهم وتحاورهم، فالطاهر الذي لم يتخذ أية إجراءات صارمة أو تهديدات إزاء مرتكبي الفساد بل سعى لإسدال غطاء ديني زائف عليهم، يتحدى الشعب السوداني. وأردف: إنه أسد على الشعب السوداني وفي (الفساد) نعامة! وأضاف: مهلا. فسوف يريهم هذا الشعب عاقبة الاستخفاف به مثلما أرى الله سبحانه وتعالى فرعون وهامان وجنودهما ما كانوا يحذرون.