كون جهاز الأمن مجموعة أطلق عليها اسم (مجموعة الوفاء للوطن والتّحية للعلم) وتقوم بمجهودات حثيثة لمقابلة إحباط السودانيين بالانفصال والتعويض عن ذلك بالاحتفاء الشكلي بالعلم ورفعه في كل مكان. وقامت المجموعة التي تشكلت بقيادة الفريق عبد القادر يوسف مساعد المدير العام لجهاز الأمن وأبوهريرة حسين وحسين الصادق وبقية أعضاء اللجنة، بزيارات للصحف ل (تبصير الرأي العام بأهمية تعظيم العلم خاصة في يوم التاسع من يوليو وإرسال رسالة للجميع بضرورة رفع علم السودان عالياً في المنازل وجميع المرافق وفي السيارات) كما قامت بالاتصال بالمدارس. وأفاد تلاميذ بمدارس الأساس أنه تم توزيع العلم لهم بالمدارس بالخميس 7 يوليو. وأشار الفريق عبد القادر يوسف في زيارته لصحيفة (آخر لحظة) بالثلاثاء إلى أن المبادرة تستهدف إعلاء شأن العلم وتكريمه وأن المبادرة منهم كشعبيين وليس بصفتهم الرسمية. وذكر ضمن أهدافهم من الحملة الطمأنينة بأن (يوم التاسع من يوليو فرحة أيضاً لأهل الشمال) وقال إن جهاز الأمن تبرع بأكثر من مليون علم بأحجام مختلفة ستوزع في جميع محليات ولاية الخرطوم وكل شخص سيصله علم من خلال لجنة الحي أو في مكان عمله أو في الطريق وإن كرنفال الوفاء للعلم سيتواصل من خلال مهرجان ضخم يوم السبت المقبل بشارع النيل بمشاركة أكثر من 30 فناناً وفنانة أبدوا سعادتهم بالمشاركة والتغني بالأناشيد الوطنية كما أنهم سيكرمون الرموز في أماكنهم حيث سيكرم السيد الصادق المهدي في أم درمان ومولانا محمد عثمان الميرغني في بحري والأستاذ محمد إبراهيم نقد. واعترف عضو بالمجموعة للإذاعة بالخميس أن الغرض تفريغ شحنة الإحباط التي يتلقاها المواطن جراء الانفصال! وفي اتصال ل (حريات) بمكتب الإمام الصادق المهدي نفى علمهم بالأمر وأكد أن المهدي غير موجود بالخرطوم أصلا فقد توجه لجوبا لحضور احتفالات الجنوب بالدولة الجديدة.كما أفادت مصادر بالحزب الشيوعي عن مشاركة الأستاذ نقد كذلك في الاحتفالات بجوبا. وقال محلل سياسي ل(حريات) إن هذه عملية تعويض مَرَضيَّة، فالإنقاذ قسمت البلاد وخربتها، وتريد الإحتفاء بالعلم شكلياً كأنما ذلك يعوض عن جرائمها، وتحاول زج القيادات السياسية الديمقراطية في طقسها المريض هذا، ولكن لن ينسى أحد لهذا النظام انه قتل السودان الذي نعرف وحل محله تكويناً ضعيفاً آيلاً لمزيد من التمزق. ورفع العلم بالتزامن مع تضييع السودان وتضييع معنى العلم ممارسة مرضية سخيفة لن تمر على أحد.