ادانت قوى الاجماع عنف الأجهزة الأمنية ومليشيات المؤتمر الوطني ضد طلاب الجامعات ، خصوصاً العنف ضد طلاب جامعة الجزيرة الجاري حالياً . واندلعت الاحداث بالجامعة حين اعتدت الأجهزة الأمنية و مليشيات المؤتمر الوطني يوم الإثنين 27 يونيو على ركن تنظيم الجبهة الشعبية المتحدة UPF بجامعة الجزيرة – مجمع الحصاحيصا. وفى مساء نفس اليوم اقتحمت الأجهزة الامنية والمليشيات مجمع النشيشيبة بمدني واوسعت الطالبات والطلاب العزل ضرباً مبرحاً، وشنت حملة من الإعتقالات، كما احتلت عسكرياً المجمع الدراسي، واستهدفت بصورة خاصة تنظيمي الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية. وفي يوم الثلاثاء 28 يونيو اقامت التنظيمات الديمقراطية مخاطبة، نددت بالإعتداءات، وعزتها الى خوف المؤتمر الوطني من خسارة الإنتخابات. وتطورت الأحداث بإضراب طلاب مجمع الحصاحيصا عن الدراسة، واستدعاء عميد الكلية للشرطة والأجهزة الأمنية، والتي انهالت مرة اخرى على الطلاب بالضرب دون تمييز، مستخدمة الرصاص والغاز المسيل للدموع، مما ادى لوقوع عشرات الإصابات بين الطلاب العزل عجزت المستشفى عن استقبالها، اضافة الى اعتقال عدد من الطلاب وفي مساء ذات اليوم عقب نهاية فعالية لجمعية (أنفاس) الثقافية بمجمع النشيشيبة ، وزع تنظيم المؤتمر الوطني بياناً كفَّر فيه تنظيم الجبهة الديمقراطية واستباح دماء منتسبيه. وهاجمت القوات الأمنية الطلاب واعتقلت بعضاً منهم، واحتلت الجامعة. ولا تزال الجامعة تشهد تواجداً أمنياً كثيفاً، وتتواصل حملات الإعتقال للطلاب الديمقراطيين والمعارضين . وسبق وقال ناشط سياسي طلابي ل (حريات) أن ماحدث في جامعة الجزيرة، سبقته اعتداءات في غالبية الجامعات السودانية كالخرطوم والبحر الأحمر وغيرها تهدف من خلالها الأجهزة الأمنية الى توسيع دائرة العنف الطلابي الذي ارتبط بالإخوان المسلمين منذ تأسيس تنظيمهم، مروراً بكافة مراحل تطوره امنياً وسياسياً، نهاية بحالة الإرتباط المباشر بين أجهزة الدولة وتنظيمها الطلابي، مما افقده الإستقلالية، وبات اداة أمنية مباشرة تنفذ عبرها خطط السلطة السياسية والدعائية والأمنية. وأضاف الناشط الطلابي بأن عنف التسعينات كان يهدف الى تدجين الحركة الطلابية، وتخويفها، مما دفع بالدولة لإغتيال عشرات الطلاب واعتقال الآلاف وتعذيبهم، وعلى الرغم من ذلك قاومت الحركة الطلابية أجهزة الدولة وإستماتت في الدفاع عن مكتسباتها وارثها، مما فتح لها بوابات النصر في الاتحادات الطلابية منتصف العقد الماضي. وذكر الناشط بأن الحركة الطلابية تخضع لعمليتي المد والجزر مما ادى الى تراجع تقدمها في مواجهة تكثيف اليات الدولة خاصة الأساليب الأمنية كالإختراق، في ظل تراجع العنف المادي لفترة محدودة مطلع القرن الحالي، فشهد التيار الديمقراطي هبوطاً، لكنه ارتفع مطلع العام الحالي بالتزامن مع الهبَّات الطلابية والشبابية، وبالمقابل ازداد القمع الأمني المباشر، غير أن عملية نمو التيار الديمقراطي أخذت طابعاً مختلفاً، اشبه بحالة النمو البطيء. وواصل الناشط الطلابي تحليله عازياً العنف المستمر في جامعة الجزيرة فضلاً عما سبقه في البحر الأحمر والخرطوم، الى توافق ذلك مع الخط السياسي للحزب الحاكم، وبالتناغم مع ما يحدث في جبال النوبة ودارفور، والمتوقع في النيل الأزرق، وكل ذلك ذي صلة مع الصراعات في المؤتمر الوطني، الشيء الذي سينعكس على الصراع في تنظيم حزبهم الطلابي، بل وعلى طبيعته وطريقة ادارة ذلك الصراع، لكنه في ذات الوقت سيزيد من شدة انتهاجهم للعنف الطلابي. واصدرت قوى الاجماع تعميماً صحفياً مساء امس الاثنين 18 يوليو عقب اجتماع هيئتها العامة ، اعلنت فيه عن تضامنها مع طلاب جامعة الجزيرة. (نص التعميم الصحفي أدناه) قوى الإجماع الوطني تعميم صحفي إجتمعت الهيئة العامة لقوى الإجماع الوطني اليوم، وأجازت الورقة الأساسية المقدمة من اللجنة والتي سوف تطرح في إجتماع رؤساء الأحزاب المزمع عقده في 30 يوليو الجاري حول مخرج ديمقراطي لأزمة الوطن لما بعد التاسع من يوليو، كما أقرت ملامح أجندة التغيير الديمقراطي. ومن جهة أخرى، ناقش الاجتماع أحداث العنف الممنهج الذي هيمن على الواقع الطلابي بالجامعات خاصةً ما يجري الآن من انتهاكات بحق الطلاب في جامعة الجزيرة، وأدان الاجتماع أسلوب العنف والتعسف من قبل الاجهزة الأمنية. قوى الاجماع الوطني الخرطوم 18 يوليو 2011