قال الدكتور حسن الترابى أمين عام المؤتمر الشعبى ، إنه لا يعرف ما هى رؤية السواد الأعظم من الشعب المصرى حول انتخاب شخص بعينه لرئاسة الجمهورية، مضيفا فى تصريحات لصحيفة (اليوم السابع ) المصرية ، (هناك نواحى أخرى لاختيارات الناس وجميعها ليست واحدة) . إلا أنه عاد ليؤكد أن محمد البرادعى المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية جدير بأمانة وقوة السلطة . وأوضح الترابى عقب مقابلته مع د.محمد البرادعى مساء الخميس 21 يوليو ، أنهما تطرقا إلى مشكلات مصر بأبعادها الوطنية والعالمية، مضيفا ( الفترة الانتقالية التى تشهدها مصر حاليا تحتاج لوعى شديد جدا حتى تستقر الأوضاع) . وأشار إلى أن البرادعى لديه رؤية واسعة للعلاقات المصرية السودانية ولا ينغلق، وتابع: (هناك شخص يمشى منكبا على وجهه، وآخر يمشى على خطى الصراط المستقيم ، ولكن البرادعى واسع الأفق) . وفى سؤال حول التطرق مع البرادعى إلى فكرة مدنية الدولة وتطبيق الإسلام السياسى فى مصر قال الترابى: ( طبعا تطرقنا إلى هذه النقطة، ومصر لها تقاليد وأعراف دينية معروفة فى التاريخ، ولكن لم تتجل سياسات ومناهج وبرامج بينة يمكن من خلالها عمران الطاقات المتفجرة الحالية وإلا ستندفع بشكل هوجائى وفوضوى) . ولفت إلى أن الدولة الإسلامية الأولى فى المدينة كان بها يهود ومسلمين ودستور واحد جميعهم موقعون عليه وتعايشوا جميعهم معا ووزعوا السلطة فيما بينهم، وتمت مراعاة جميع حقوق الإنسان بمن فيهم النساء. ومضى يقول: (هذه البنى الأصيلة التى كانت موجودة لابد لنا من تطويرها بنفس القيم والمعانى، ولكن على العكس من ذلك نجد أن السلطة تأتى بالوراثة وكل شخص متعلق بشيخ أو طائفة شيعة أو سنة) وحول دعوته للبرادعى لزيارة السودان قال: “البرادعى الآن فى هم وهنا توجد فترة انتقالية قصيرة بها هموم كثيرة”. وقال إنه على أرض مصر ليتبين كل ما يتجلى من طاقاتها التى كانت محجوبة عنه، مؤكدا أنه لابد أن يوجد إجماع بين المصريين على عدد من الأمور الكلية ثم لا مشكلة هنالك إذا حدث تباين فى الاجتهاديات لجميع الرؤى، على حد قوله، واصفا رؤية البرادعى تجاه مصر بأنها إحدى الرؤى النيرة. وردا على سؤال حول نصائح معينة إلى مصر، قال: (أنا لا أحب أقول نصيحة فأنا لست مفتى ولكننى أتحدث عن تجارب رأيتها فى العالم والسودان وبلاد أخرى فى أفريقيا وغيرها، والأخوة المصريون يعلمون هذه التجارب وعبرتها وعظة الحياة) . والتقى الدكتور الترابى يوم الجمعة ووفد كبير من حزبه بقيادات حزب الحرية والعدالة (واجهة الاخوان المسلمين بمصر ) وسط تكهنات بإمكانية قيام جماعة الإخوان المسلمون بالقيام بوساطة للمصالحة بين الترابى وحزبه وحزب المؤتمر الوطنى. وكان المرشد العام للإخوان المسلمون قد طرح القيام بمثل هذه المصالحة عند لقائه وفدا من قيادات حزب الترابى قبل أسابيع ،إلا أن الأمين السياسى لحزب المؤتمر الشعبى الاستاذ كمال عمر نفى بشدة في تصريحات لصحيفة (الاهرام) المصرية أن يكون هناك أى توجه لقبول تلك الوساطة ،وقال :مع تقديرنا واحترامنا لكل الجهود والمقترحات التى تطرح فى هذا الشأن ،إلا أننا لانستطيع قبول أى منها لأسباب عديدة فى مقدمتها أن الأزمة الآن هى السودان الذى يحترق وليست أزمة إسلاميين ،ولمصلحة السودان نفسه يجب ألا نلتقى مع قيادات المؤتمر الوطنى ،وأشار إلى أن قرارات هيئة القيادة المركزية للمؤتمر الشعبى تمنعهم تماما من أى حوار أو لقاء ثنائى مع المجموعة الحاكمة فى السودان ،بل وقد ذهب الحزب أكثر من ذلك وقرر إسقاط نظام الحكم ليكون البديل له حكومة انتقالية ،وبالتالى لايجوز لأى من قيادات المؤتمر الشعبى لقاء أى من حزب البشير إلا فى إطار وطنى قومى تشارك فيه كل الأحزاب المعارضة . وردا على سؤال حول ما إذا كان موقفهم سيبدو بالنسبة لإخوان مصر متعنتا رافضا للمصالحة ، وقال أعتقد أنهم سيقدرون موقفنا عندما يطلعون على الحيثيات ،حيث لاتوجد أجواء حرية فى السودان على الإطلاق ،والنظام يفتك بالشعب السودانى بأسوأ مما كان يفعل نظام الرئيس حسنى مبارك ،كما أن شرعية هذا النظام سقطت بفصله للجنوب ،وباستمرار الحرب فى دارفور ،وبعد أزمة الانتخابات المزورة التى يحكم بموجبها الآن . واعتبر عمر :إن أى محاولة للقاء النظام الحاكم بحزبه منفردا هى محاولة للتشويش على خطه الوطنى الساعى لإسقاط النظام ،والتشويش على علاقته بقوى الإجماع الوطنى المعارضة . وقال :إن هدفهم الأساسى من لقاء قيادات حزب الحرية والعدالة اليوم ولقاء مرشد الإخوان لاحقا هو حثهم على خلق مناخ وفاق سياسى ووطنى تحتاجه مصر اليوم ، وقال : إن الإخوان فى مصر يقع عليهم دور كبير فى تعزيز التلاحم الوطنى فى مصر ولابد لهم أن ينفتحوا على المجتمع المصرى بكل مكوناته ،ونحن سنطلعهم على تجربتنا فى الحكم ،ونتمنى لهم ألا يكرروا فشلنا ،وأن يصلوا لصيغ تستوعب الجميع فى مصر .