كمال عمر: أزمتنا أزمة وطن يحترق وليست أزمة إسلاميين ..وهدفنا إسقاط النظام وليس التحاور معه كتبت –أسماء الحسينى : يلتقى الدكتور حسن الترابى زعيم حزب المؤتمر الشعبى السودانى المعارض والزعيم والمفكر الإسلامى المعروف اليوم ووفد كبير من حزبه اليوم بقيادات حزب الحرية والعدالة وسط تكهنات بإمكانية قيام جماعة الإخوان المسلمين بالقيام بوساطة للمصالحة بين الترابى وحزبه وحزب المؤتمر الوطنى الحاكم الذى يترأسه الرئيس السودانى عمر البشير وجمع الترابى مع السيد على عثمان طه نائب الرئيس السودانى الذى يزور مصر قريبا، ،وكان المرشد العام للإخوان المسلمين قد طرح القيام بمثل هذه المصالحة عند لقائه وفدا من قيادات حزب الترابى قبل أسابيع ،إلا أن الأمين السياسى لحزب المؤتمر الشعبى كمال عمر نفى بشدة أن يكون هناك أى توجه لقبول تلك الوساطة ،وقال :مع تقديرنا وإحترامنا لكل الجهود والمقترحات التى تطرح فى هذا الشأن ،إلا أننا لانستطيع قبول أى منها لأسباب عديدة فى مقدمتها أن الأزمة الآن هى السودان الذى يحترق وليست أزمة إسلاميين ،ولمصلحة السودان نفسه يجب ألا نلتقى مع قيادات المؤتمر الوطنى ،وأشار إلى أن قرارات هيئة القيادة المركزية للمؤتمر الشعبى تمنعهم تماما من أى حوار أو لقاء ثنائى مع المجموعة الحاكمة فى السودان ،بل وقد ذهب الحزب أكثر من ذلك وقرر إسقاط نظام الحكم ليكون البديل له حكومة إنتقالية ،وبالتالى لايجوز لأى من قيادات المؤتمر الشعبى لقاء أى من حزب البشير إلا فى إطار وطنى قومى تشارك فيه كل الأحزاب المعارضة . وردا على سؤال حول ما إذا كان موقفهم سيبدو بالنسبة لإخوان مصر سيبدو متعنتا رفضا للمصالحة ،قال أعتقد أنهم سيقدرون موقفنا عندما يطلعون على الحيثيات ،حيث لاتوجد أجواء حرية فى السودان على الإطلاق ،والنظام يفتك بالشعب السودانى بأسوأ مما كان يفعل نظام الرئيس حسنى مبارك ،كما أن شرعية هذا النظام سقطت بفصله للجنوب ،وبإستمرار الحرب فى دارفور ،وبعد أزمة الإنتخابات المزورة التى يحكم بموجبها الآن . واعتبر عمر :إن أى محاولة للقاء النظام الحاكم بحزبه منفردا هى محاولة للتشويش على خطه الوطنى الساعى لإسقاط النظام ،والتشويش على علاقته بقوى الإجماع الوطنى المعارضة . وقال :إن هدفهم الأساسى من لقاء قيادات حزب الحرية والعدالة اليوم ولقاء مرشد الإخوان لاحقا هو حثهم على خلق مناخ وفاق سياسى ووطنى تحتاجه مصر اليوم ،وقال :إن الإخوان فى مصر يقع عليهم دور كبير فى تعزيز التلاحم الوطنى فى مصر ولابد لهم أن ينفتحوا على المجتمع المصرى بكل مكوناته ،ونحن سنطلعهم على تجربتنا فى الحكم ،ونتمنى لهم ألا يكرروا فشلنا ،وأن يصلوا لصيغ تستوعب الجميع فى مصر . ومن جانبه أكد الترابى إنه زار مصر للتواصل مع جميع تياراتها الفكرية والسياسية ،وبغرض تبادل الرؤى والأفكار والتجارب ،لاسيما أن البلدين يمران الآن بظروف مغايرة لما كان ساءدا من قبل ،فمصر تغيرت بعد الثورة ،والسودان أصبح سودانين ،ومعرض لمخاطر كبيرة إذا لم يستجيب النظام الحاكم فيه للمطالب المشروعة للشعب السودانى ،وأضاف الترابى أنه سينصح إخوانه فى مصر بتجنب الخطايا التى وقع فيها الحكم الإسلامى فى السودان ،وتجنب العثرات التى أدت لإفشاله .