خلال زيارته الى مصر المؤمنة دعا الدكتور الترابي اخوته من الاسلاميون المصريون الى ان يأتوا اليه ومن كل فج عميق الي اقتفاء اثر الثورة الاسلامية في السودان وقع الحافر على الحافر(التشديد من عند الكاتب) والسؤال الي د/الترابي ماهى الثورة الاسلاموية النموج او المثال التي يدعوا أخوته الى ألاقتداء بها؟ اهى الثورة او المشروع الحضاري الذي فرق بين أبناء الوطن الواحد ثم انتهى به الامر فى كوستى بدلا من نشر الدعوة وتصدير الثورة الى أفريقيا والعالم العربى! الامر آلاخر هو هل التجربة السودانية وفرت الغذاء والدواء الى اهل السودان ام كانت حصلية التجربة وبالا على الوطن والمواطن كما بينت شواهد التجربة والتى ربما يحتاج السودان سنينا لكى يتعافي منها وشبح تقسيم السودان الى دويلات يسد الافق. 2 ألامر الاخر ومن وجهة نظرننا الخاصة جدا أن التجربة السودانية تتوجب أخذ الحيطة والحذر منها وذلك لانها انتجت الافقار المادى والروحى وفرقت بين البشر على أساس اللون والهوية الدينية والثقافية.وأطلقت جميع الغرائر البدائية من عقالها! فعلى الدكتور الترابى ان يكون امينا مع أخوته فى الدين و(العروبة) وعليه ان يخبرهم بما فعلت منهجية الكبت السياسى ودولة الحزب الواحد من فساد وتخريب لاقتصاد ونهب للثروات ونقص في الانفس والثمرات.وعليه أن لا ينسى أنهم كحركة أسلامية قادت المئات من الشباب الى محرقة الحرب الاهلية التي كانت نتاجها القتلى والهزائهم ودمرت الارض وماعليها من شجر وطير وحجر.وعليه ان لاينسى ان يخبرهم بأن صحبه من تنظيم الجبهة الاسلامية كانوا حفاة عراة قبل الانقضاض على السلطة بليل بهيم ثم صاروا من اغنى اثرياء الدنيا! فالحركة ألاسلاموية فى السودان تحتاج الى الخروج من الذات القديمة والذاكرة القديمة اللتان اوردتهما موارد الهلاك,وأيضا المصابتين بالاقصاء ونفى الاخر وعدم الانتماء الى الضعفاء.وأيضا هى فى حوجة الى أيجاد تفسير جديد للاسلام لايتعارض وقيم الحداثة وأقامة دولة القانون التى يصبح الشعب شريكا بحق وحقيقة فى أدارة شئون حياته اليومية وليس هناك شيخ او زعيم او شيخ طائفة يفكر بدلا عنه وخصوصا فى عصر الثورات والانترنت! والسؤال الاهم هو أقامة سودان خالى من الحرائق وبيوت الاشباح والاقصاء السياسى والاجتماعى الذى قاد الى فصل الجنوب والحبل مازال على القارب! والسودان أحوج مايكون الى أقامة العدل ودولة تحترم كرامة الانسان وتكون خادمة له وليس سيدة عليه وتعمل على أذلاله صباح مساء كما بينت شواهد وتجربة الاسلام السياسى.فالدولة التى تعامل البشر على أساس منابتهم الاجتماعية والدينية/الاثنية-وهذا غير ممكن بدون أستئصال دولة النهب والفساد وألاعتراف باخطاء الماضى وجرائمه التى سدت ألافق وألاعتذار الى الله يمر عبر ألاعتذار الى البشر وذلك لان الجرائم التى أرتكبت فى عهدكم كانت فى حق البشر-فالله حرم الظلم على نفسه وجعله محرما مابين البشر.فالسودان وبسبب تجربة الاسلام السياسى شهد سنينا من الموت المجانى وعرف البغضاء بين قبائله التى أستخدمت فى الحرب عن كريق الوكالة.وعرف أفسد لحظة تاريخية فى تاريخيه السياسى الحديث لأن السلطة كانت من أجل التسيد والتسلط على عباد الله المساكين حتى شعر الناس أنهم غرباء ومنفيون فى دريارهم ويتملكهم الاملاق وألافقار المنظم-المادى والمعنوى. وأيضا نفس الفترة شهدت تدمير التعليم وبشكل منظم مما جعل الشباب يعيشون على ريصف الحياة ولم تتح لهم فرصة لمقاومة العتمة حتى بعود ثقاب.وأنتم الذين عايشتم لحظات (أزدهار) التعليم ومجانيته ولكن ماذا فعلتم حينما أغتصبتم السلطة بحد السيف والمال وجعلتم الشعب يتلوى من الجوع والخوف. اخيراً تهدف هذه المقالة الى فتح باب النقاش على مصراعيه مع تيار الاسلام السياسى وذلك لانه مازال لديه حضور فى الساحة السياسية والاجتماعية.والدكتور الترابى كما قال شهيد الفكر ألاستاذ محمود محمد طه هو مصدر حبنا ولكن ما ينطوى عليه من جهل وزيف بالدين هو مصدر حربنا.فالهدف هو فتح باب السجال وألابداع والتعبير الحر والطليق على مصراعيه وخصوصا فى عصر الرعب وسيادة قيم المال وهو أفة العصر والذى أدخلنا فيه الاسلام السياسى.