دكتور صديق تاور دائما يكتب في المليان ويعالج الموضوعات والمسائل برؤية المربي العالم والوطني الغيور.. يوم الخميس الفائت 12/7 كتب في زاويته الاسبوعية بصحيفة الصحافة «شيء من حتى» عن الغوغاء الذين اعتدوا على استاذ بجامعة الجزيرة.. والغوغاء ليس هم قطاع طرق ولا لصوص.. ولا فاقد تربوي.. بل هم طلاب جامعيون.. يعني خلاصة مرحلتين دارسيتين.. اتموا مرحلة الاساس ثماني سنوات ومرحلة الثانوي ثلاث سنوات.. واجتازوا العديد من الامتحانات حتى دخلوا الجامعة ليتخرجوا قادة للمجتمع وللتربية. المقالة التي كتبها دكتور صديق جاءت حزينة.. حزينة ليس لان الطلاب استخدموا العنف في حوارهم السياسي وجنحوا لبعض العنصرية والجهوية الكريهة.. وهذه سمة اتسمت بها الحركة الطالبية لاكثر من عقدين مرا على تاريخ هذا البلد الذي لا يستاهل ما يجري فيه الآن.. ونعى دكتور صديق سلوك الطالب الذي يتجرد من صفته الطلابية اذا هو تعدى حدوده السلوكية كطالب ينبغي عليه ان يحترم الآخرين قبل ان يحترم نفسه وصفته التي اوجدته في ارفع منابر المعرفة والتربية مستوى وان يحترم قبل كل الآخرين اساتذته وادارة جامعته ومجتمعها والا فانه لا يكون هناك فارق بين سلوك الفاقد التربوي الغوغائي وسلوك طالب الجامعة. اذن فهذه المهمة التربوية تحمل الجميع المسؤولية تجاه هؤلاء بغض النظر عن الماعون السياسي الذي يحتضنهم وتكون المسؤولية اكبر على حزب السلطة حتى لا يكون الانتساب اليه مفسدة لهؤلاء الشباب تمنعهم من تبيان حدودهم كطلالب بالدرجة الاساس في مؤسسة اكاديمية تتبع للدولة وليس الحزب. ودكتور تاور سرد ما وقع من في جامعة الجزيرة كالآتي: «من الممارسات التي لازمت احداث جامعة الجزيرة الاخيرة اعتداء ما لا يقل عن عشرة من المحسوبين على حزب السلطة على أحد الاساتذة داخل مكتبه وضربه حتى اغمى عليه لسبب بسيط وهو انه حاول ان يحول بينهم وبين احد الطلاب كان قد لجأ الى مكتبه اثناء مطاردة هؤلاء له اما الطالب المعني فقد تم اخذه معصوب العينين ومقيد اليدين والقى به على عربة «بوكس» وتم تغطيته بقطعة «صيوان» ثم جثمت على ظهره كل المجموعة في الوقت الذي انطلقت فيه العربة الى منزل قريب من الجامعة حسب رواية الطالب نفسه فانه قد «عرض للتحقيق ربع ساعة فقط ثم تعرض للتعذيب بحرق ذراعيه بسيخ ساخن وتم ضربه بعصا كهربائية هذا غير الشتائم والسباب». ما تعرض له الاستاذ المذكور وفقاً لرواية شهود عيان تم امام عميد كلية الهندسة الذي ابلغ بدوره عمادة شؤون الطلاب وادارة الجامعة. ماذا نقول وماذا نفعل فقد بلغت زلزلة الكيان الاجتماعي في السودان حدا يهدد المستقبل فالخلخلة وصلت اللحم الحي واوشكت ان تكسر العظم فلتكن مقالة دكتور صديق تاور ناقوس خطر يجلجل في كل الارجاء. هذا مع تحياتي وشكري