[email protected] انتهت أيام رمضان المباركة، وهلّ علينا العيد، العيد مبعث الفرحة والسرور للصغار والكبار، فيه لمّة الأهل والأصدقاء وتكثر فيه الزيارات وصلة الرحم والمناسبات السعيدة.. هذا ما اعتدنا عليه عند قدوم العيد... ولكن الآن الأمر مختلف.. هذا العيد غير.. عيد سنستقبله بالمعاناة وضيق ذات اليد.. لنتخيل معاً عزيزي المواطن أجواء هذا العيد.. لأول مرة منذ استقلالنا نستقبل العيد ونحن فاقدين جزءاً كبيراً من مساحة بلد المليون ميل مربع (كانت)، العيد على الأبواب وشح المياه يخيم على معظم الأحياء السكنية، أحياء العاصمة، وللقرى شأنٌ آخر.. كل السلع بلا استثناء تضاعفت أسعارها وهناك من وصلت إلى أكثر من الضعف، وخاصة الزراعية منها.. هل يُعقل دولة زراعية مثل السودان تكون في سلعها الزراعية أغلى من دول الخليج التي تستورد معظم منتجاتها الزراعية من الخارج! إلى أين يتجه بنا الحال الذي بلغ ذروته في المعاناة وشظف العيش، يا حكومة المواطن السوداني قال (الروووب)، ماذا تنتظرون بعد الروب لكي تحّنو على حاله وتخرجوه من هذا الضنك الذي سحقه في أسفل سافلين، عامل (اليومية) كيف يواجه احتياجاته اليومية من ضروريات الحياة من السلع التي كل يوم في ارتفاع .. سؤال مشروع للقائمين على أمر البلد.. إلى أين يسير بنا الحال؟ هل هناك أسوأ من ما نعيشه الآن؟ هل هناك قحط وخنق وسحق أكثر من ذلك؟ وماذا بعد؟... أين التطور الذي يدّعون إن كانت دولة في القرن الواحد والعشرون تعاني عاصمتها من أزمة مياه! دولة يجري بها أكبر أنهار العالم سكانها لا يجدون ما يشربون.. سؤال آخر مشروع.. هل الدول تتطور أم تتخلف؟.. الجواب كل دول العالم يمكنها التطور إلا السودان فإن التخلف ديدنه، والدليل أنه في العشرون أوالثلاثون سنة الماضية لم تكن هناك أزمة مياه أو كهرباء، والمنتجات الزراعية كانت بأسعار زهيدة.. والمواطن يعيش برغد وطمأنينة، ويكفي أن يعمل رب الأسرة كي يعيل أسرته ويفي بكل متطلباتها، وعلى النقيض اليوم.. يعمل كل أفراد الأسرة ومع ذلك تعاني وتكابد لأجل توفير حياة كريمة.. هل تعي عزيزي القارئ أن المواطن السوداني أصبح جُلّ همّه أن يأكل ويشرب ويدفع إيجار بيته، تنازل عن طموحاته بفعل الضغوط المادية.. أخيراً، أوصي نفسي والسودانيين ألا يناموا، لأنّ الأسعار ترتفع صباح كل يوم.