بشرى الفاضل [email protected] في نبأ نشرته صحيفة نيويورك تايمز عن مصادرها من مستخدمي الأممالمتحدة بكمبالا أن حصيلة القتلى في صراعات قبلية بين قبيلتي النوير والمورلي ارتفعت حتى يوم الاثنين أول أمس لتصل إلى 600 قتيلاً .وهذا الرغم مقلق للغاية .وكان المتحدث باسم الجيش الشعبي، فيليب أقوير، قد ذكر أول أمس أيضا إن الأوضاع الأمنية في جمهورية السودان الجنوبي الشقيقة – هكذا يجب أن نسميها- حدث فيها استقرار بنسبة كبيرة، عدا الصراعات القبلية في بعض المناطق. وكان هجوم عصابات من قبيلة المورلي على ثلاث من قرى النوير قد أسفر يوم الخميس الماضي وحده عن مقتل 58 شخصاً لكن الأممالمتحدة تشير على قلة المعلومات وبعد المسافات عن مصدر الاشتباكات.وذكر تقرير للأمم المتحدة أن حوالي 30 ألف رأس من الأبقار قد تم نهبها وان 300 شخصاً قد اختطفوا. وذكر ممثلو الأممالمتحدة أن أعداداً كبيرة من الأسلحة يتم تكديسها في ولاية جونقلي حيث تجري الأحداث وقال بروس باتون (أحد مؤسسي مشروع هارفارد للمفاوضات) لصحيفة نيويورك تايمز إن هناك فارقاً كبيراً بين الإعلان عن السياسات في الجنوب وبين السعي بجدية لتطبيقها. كان أفراد من قبيلة الدينكا والنوير قد تعاونوا في يونيو الماضي فيما ذكرت الصحيفة و قتلوا أربعمائة من أفراد المورلي واستولوا على عشرات الآلاف من أبقارهم. وهكذا نجد مبرراً لكبر حجم الأعداد الجديدة في الأرواح والحيوانات فالقضية قضية ثأر ولا شأن لها بالسياسة لكنها تؤثر عميقاً في استقرار المجتمع وتلاحم أفراده. تقول مس جونسون من الأممالمتحدة في جنوب السودان أن هجوم المورلي على قرى النوير كان للثأر من هجوم النوير السابق ومما يخشى له أن تدخل مثل هذه الصراعات القبلية في دورة لا تنتهي.ومما سيزيد الموقف المتأزم ضراوة أن هناك جماعات مسلحة نويرية ومورلوفية تناوش حكومة جنوب السودان جماعة النوير المسلحة يقودها: بيتر قاديت – وقلواك قاي، وجماعة المورلي يقودها ياو ياو.. الجنوب بهمنا كسودانيين مثل الشمال تماماً إنهم من جيناتنا فإن عثرت بقرة أو نهبت في الجنوب ينبغي أن يهتز لها الحاكم في الشمال . والآن انظروا لهذا العدد الكبير من القتلى في أيام معدودات.يكاد يصل إلى ثلث قتلى إحدى الثورات العربية في ستة أشهر. فهل يصح أن نتابع أخبار جيراننا ونأسى لقتلاهم بينما نصمت عن دماء قتلانا في حوش السودان الكبير؟ تحدثت حكومة السودان مراراً عن أنها ستمد يد العون لحكومة الجنوب.وأعتقد أن يد العون هذه يجب ألا يكون التصريح بها ظاهرة صوتية وألا أن تكون في تخفيف الضغط على السودان الجنوبي في التجارة الحدودية ومكافحة الحركات المسلحة المنشقة والمساعدة في كبح جماح الصراع القبلي.