نشر موقع ويكليكس وثيقة صادرة من القائم الأعمال الأمريكي بالخرطوم ألبرتو فرناديز يصنف فيها عبدالحي يوسف والتجاني حسن الأمين باعتبارهما من الشخصيات الاسلامية ذات المصداقية وميالين للولايات المتحدةالامريكية . وتؤكد هذه الوثيقة نفاق غالبية القيادات الاسلاموية ، فتنشر الكراهية ضد الغرب وتحديداً الولاياتالمتحدةالامريكية ، وتسعى سراً الى خطب ودها . ويساعدهم في ذلك اختراق الاسلامويين لشبكة معلومات السفارات بالخرطوم ، فيقدمون لها معلومات صحيحة ، ومعلومات مضللة في الجوانب الأكثر حساسية . ولكن ترى هل يصل التضليل الى هذا الحد المضحك ، حد تصنيف عبد الحي يوسف والتيجاني حسن كاصوات ذات مصداقية وميالة نحو امريكا ؟! من الصعب تصديق ذلك ، فاياً يكن التضليل فامريكا دولة كبيرة ولها مصادر معلومات متنوعة تجعل من المستحيل تضليلها الى هذا الحد ، أم أن العالم (السفلي) بتاقضاته العجيبة يقدم تفسيراً أكثر منطقية ؟! كمثل ان المزايدين عادة ما يكونوا عملاء؟! وتذكر الوثيقة المصنفة سرية بتاريخ 12 سبتمبر 2007 وعنوانها (تحديد الأصوات الإسلامية ذات المصداقية)، والمرسلة من قبل فرنانديز أن هنالك أصوات قليلة تقع تحت التصنيف المطلوب موردا سيرة ذاتية مختصرة لكل من التجاني حسن وعبد الحي يوسف ومحمد الحسن الفاتح قريب الله . وتذكر الوثيقة أن التجاني حسن الأمين هو رئيس مركز أبحاث الإيمان. وتصنفه بأنه معروف بأنه صاحب أفق مفتوح ويقتصر تأثيره على الجماهير السودانية خاصة طلاب الجامعات وزملائه من الأكاديميين معتبرة أن له القدرة على الوصول لنطاق أوسع، وقالت الوثيقة إنه من مواليد ثلاثينات القرن العشرين بالدبيبات بولاية جنوب كردفان، وأن مهنته طبيب بيطري وقد حصل على شهادات من جامعة الخرطوم والمملكة المتحدة في ستينات وسبعينات القرن العشرين، وهو أستاذ الكيمياء الحيوية في جامعة الخرطوم ، حيث شغل أيضا منصب عميد الطلاب. وشغل منصب وزير الزراعة لولاية الخرطوم في أواخر الثمانينات، ونائب رئيس جامعة الجزيرة في أوائل التسعينات، ثم حاكما لولاية جنوب دارفور في منتصف التسعينات، وانه يفسر العلوم وفقا للقرآن وهو عضو في مجمع الفقه الإسلامي حيث رحب بزيارة الخطيب الإمام وينرايت من الولاياتالمتحدة في عام 2005م. وانه سافر للولايات المتحدة كزائر دولي في برنامج القادة. وقيمت الوثيقة منطقة نفوذه الجغرافي باعتبار انها محصورة في السودان، وذكرت ان المنابر التي يستخدمها هي الجامعات والتلفزيون فهو يظهر في تلفزيون السودان وتلفزيون النيل الأزرق، وذكرت انه لا توجد معلومات تقلل من مصداقيته وملاءمته للتصنيف المعني، ويذكر فرنانديز أنه يبدو ميالا نحو الولاياتالمتحدة. الجدير بالذكر ان التجاني صاحب سمعة رديئة كإرهابي من ضمن الذين عينتهم الإنقاذ في إدارة الجامعات لقمع الحركة الطلابية وكان أول مدير إرهابي لجامعة الجزيرة، وفصل عشرات الاساتذة من العمل ، ويفخر بذلك قائلاً انه ( انتهى من المعارضة الكمدة بالرمدة) !! وانتهى كذلك من التميز الاكاديمي للجامعة . وفصل كثيراً من الطلاب . وأخرج في بعض المناسبات مسدسه لارهابهم! واشترك في حادثة تزوير انتخابات اتحاد جامعة الخرطوم في عام 1993م حين كان عميدا للطلاب ومدير الجامعة حينها الزبير بشير طه. والشخص الثاني الوارد في قائمة فرنانديز عبد الحي يوسف إمام مسجد الدوحة بجبرة والذي وصفته الوثيقة بانه حائز على الاحترام بين السودانيين مع احتمال تمدده لنطاق أوسع ، وتقدر الوثيقة ان عبد الحي يبدو في أربعينياته، ولا تعرف مكان وتاريخ ميلاده. ويذكر فرنانديز ان عبد الحي درس في المملكة العربية السعودية ويدرس الفقه الإسلامي في جامعة الخرطوم حتى قبل نحو عامين ، وكان لديه برنامج تلفزيوني بعنوان الفتاوى. ويقول إن منطقة نفوذه هي السودان وبإمكانه التأثير على العلماء والطلاب وربما جمهور أوسع يشمل كلا من الجيلين الأصغر والأكبر سنا. والمنابر التي يستخدمها تشمل التلفزيون والإذاعة والجامعات والمساجد. وحول مصداقيته وملاءمته للتصنيف المطلوب يقول فرنانديز إنه لا توجد معلومات تقلل من ملاءمته ومصداقيته، ويكرر وصف عبد الحي بأنه يبدو عليه الميل تجاه الولاياتالمتحدة. الجدير بالذكر ان عبد الحي يوسف أبرز وجوه السلفية الحربية ، من أكبر رؤوس الفتنة الدينية في البلاد أفتى وحرض في العام 1998م على حرق معرض الكتاب المقدس (الانجيل) في جامعة الخرطوم ، وكفر وحرض على مقتل الاستاذ محمد طه محمد أحمد لخطأ تقني غير مقصود ، وأفتى بزندقة الترابي الذي أوصل حلفائه الى السلطة (والزندقة بحسب منظورات السلفية تستوجب القتل دون استتابة ! ) ، وبعدم اسلام من يشمت في مقتل بن لادن ، وبكفر من يوالي الحركة الشعبية ، ومن يدعو للديمقراطية والاشتراكية ومساواة المرأة بالرجل ، بل وأفتى بكفر من يهاجم (علماء المسلمين) ويعني نفسه واخوانه من الذين (لا يعقلون) ! وهذا غيض من فيض مواقفه (ذات المصداقية) !! والشخصية الثالثة التي يوردها فرنانديز القائم بالأعمال الأمريكي في وثيقته الدبلوماسية السرية التي سربت الشيخ محمد الحسن الفاتح قريب الله زعيم الطائفة السمانية والذي يقتصر نفوذه بحسب الوثيقة على أتباع فرع السمانية، وهو من مواليد ادنبرة بالمملكة المتحدة في 25 يناير 1965م ، ويقود الطائفة منذ العام 2005م، وحاصل على درجة البكالوريوس في القانون الدولي من جامعة فاس بالمغرب، ويدرّس الفقه الإسلامي في المسجد. ويقول فرنانديز إنه امضى خمس سنوات في بريطانيا حيث درس اللغة الإنجليزية ، وعمل كمترجم. وكزعيم للسمانية وعضو في جمعيات خيرية مختلفة ، فقد سافر احيانا كثيرة للمملكة المتحدة ونيجريا وفي يونيو 2006م سافر للولايات المتحدة كزائر دولي وحائز على منحة برنامج القيادة (ضمن العملية السياسية التابعة للولايات المتحدة لناشئة القادة المسلمين). ويصف فرنانديز حدود نفوذه الجغرافية ايضا بالسودان ونطاق التأثير بأتباع الطائفة السمانية وجيل الشباب السوداني. والمنابر التي يستخدمها المساجد، وحول مصداقيته وملاءمته للتصنيف المطلوب يذكر فرنانديز أيضا أنه لا توجد معلومات تقلل من مصداقيته وملاءمته ويكرر انه يبدو عليه الميل تجاه الولاياتالمتحدة. تجدر الاشارة الى أن موقع ويكليكس نشر في يوم 30 أغسطس 2011م ربع مليون وثيقة تخص وزارة الخارجية الأمريكية من 274 سفارة للولايات المتحدة حول العالم، وعدد الوثائق الخاصة بسفارة الخرطوم نحو ثلاثة آلاف وثيقة تواريخها من 1989 وحتى 2010م.