كمال كرار ….. لا ندري علاقة الفقر (بالجداد) ، كما لم يدرِ صديقنا (راجل خالدة) في زمان مضى علاقة الهجرة بالعواسة. وكان قد حكى لنا قبل عقود خلت عن أهزوجة الأنصار والتي تقول “أيها المبعوث فينا" فقد كان يظنها الما بعوسوا فينا .. فاختلط عليه الحابل بالنابل. عندما يحتدم الغلاء ويزداد السخط تعلن ولاية الخرطوم عن برنامج لتخفيض تكاليف المعيشة ، من أولوياته تخفيض أسعار الفراخ. وفي مرة من المرات أنشأت الولاية أكشاكاً خاصة لتوزيع السلع وعلى رأسها الفراخ لم تزل مغلقة إلى يومنا هذا. وبالأمس أفادنا والي الخرطوم أنه يطمح لأن تعادل حصة الفرد السوداني من الدجاج المعدلات العالمية التي تقدر ب(70) فرخة في العام. وزادنا علماً أن المواطن بولايته يتناول في المتوسط (5) دجاجات سنوياً. ولأجل خاطر (محمد أحمد) الساكن في أم بدة كرور فإن ولاية الخرطوم خفّفت الرسوم على البيض المخصَّب. ولأجل خاطر (كلتومة) الساكنة في (حاج حفر) سمحت الولاية باستيراد (الجداد) لفترة (3) شهور قادمة. ولكن 90% من سكان العاصمة لا يقفون أمام شوايات (الجداد) التي تصطف أمامها عربات الهمر والمسؤولين الحكوميين. ولا يفرقون بين الدجاج البياض والدجاج اللاحم .. ولسان حالهم يقول (يا الخضر طبعاً أنت فاهم). ولا ندري من أي مرجع اكتشفت ولاية الخرطوم أن 20% من سكانها فقراء وهي تزدحم بالفقراء من كل حدب وصوب. عندما غابت التنمية في الريف وسطت الطفيلية على الثروات القومية .. نزح معظم ناس الأقاليم إلى الخرطوم ولسان حالهم يقول (فقير في الخرطوم ولا معدم في عد الغنم). ومن كان موظفاً أو عاملاً على قدر حاله فصلته (الإنقاذ) من الخدمة للصالح العام أو بإلغاء الوظيفة فصار داخل حزام الفقر العريض. ولما انطلقت الحكومة في نفرة (مقاطعة اللحوم) كان معظم الناس ينتمون إلى (حلف المرقة) ذو النكهة المميزة. تصل السلعة للمستهلك عبر دورة تبدأ بالإنتاج مروراً بالتوزيع فالاستهلاك وطالما أن الحكومة لا تدعم المنتج ، ولا علاقة لها بالإنتاج فإن الأسعار ستطلع (السما) ، ضف إلى ذلك الفساد والرشوة والمحسوبية والضرائب والرسوم والرقعة. هنيئاً للأغنياء بدعم حكومة الخرطوم (للجداد) وعليهم ألا يدفعوا أكثر من (50) جنيه للفرخة المشوية بشارع المطار وهي تعادل (نص) الحد الأدنى للأجور والمعاشات وأكثر من 200% من أحلام الفقراء بحقنة ملاريا مجانية وسندوتش مدرسة مدعوم.