عزمت كثيرا على تجاوز البشير بإعتباره رئيس خواء لا جدوى من الخوض في شأنه و لكنه لا ينفك – كشوك السمك – يفسد عليك متعة المضغ .. كقذى العين لابد من غسله ثم لا يلبث يعود يزيد عليك كآبة المنظر كآبة.. تجده – شئت أو أبيت – يحيطك كهواء فاسد .. في الصحيفة .. في التلفاز .. في المذياع .. في الشارع .. و كابوسا في الأحلام .. نتعوذ بالمعوذات فينطرد الشيطان لكنه يبقى. إنه البؤس الممزوج بالأسى أن يتعلق مصير شعب بأكمله بفرد لا يجره إلا من حرب إلى حرب .. و من فساد إلى فساد .. و من فشل إلى فشل .. مع قناعتنا التامة بأن مؤسسة الأممالمتحدة لا تخدم إلا مصالح الدول العظمى لكن مجرد إسماع صوتك و رفرفة علمك بين الأعلام يعطيك إحساسا بالمعية البشرية و شيئا من إعتبار الذات و فوق ذلك خدمة مصالح الدولة و الشعب و قد داس البشير عليها كلها بفكره العسكري المتخلف و فاق الشوارعية و بزهم في منحط الكلم و تعبيراته ليدلل على خبث مخبوء في نفسه وحدهم الرؤساء المجرمون سجلوا غيابا .. البشير .. القذافي .. الأسد أما أحمدي نجاد – الذي يمد البشير بالعتاد الحربي – فرغم حضوره إلا أنه خاطب قاعة فارغة من البشر مليئة بالكراسي. كان هناك سلفاكير شامخا يصفق له الجمع .. كان هناك عرمان يخطب في لجنة حقوق الإنسان و لم يكن هناك البشير و كيف له و قد عادى الكل. تعنتر و مد شفتيه ست حركات و نفخ أشداقه ثم صار في أسلوب صبياني طائش يطير إلى دول الجوار ليثب لأوكامبو خاصة و للعالم عامة أنه يتحدى قرار المحكمة الجنائية و لكن أين كانت محطاته .. أريتريا .. أثيوبيا .. مصر .. تشاد .. كلها دول جوار .. ما أشبهه بكلب ينبح و ذيله داخل البيت و في غفلة طار إلى الصين و كلنا أنشد.. لا لا ترجع بالسلامة و ترجع آلآمنا القديمة .. يا شقى الروح و يا عذابها و يا متعنتر في الغلابة.. لكنه عاد لا لشيئ و لكن ليعذبنا به الله على صمتنا و جبننا. وحدها مصالح السودان و شعبه هي التي تتضرر فكل سياسات البشير الرعناء تنسحب سلبا علينا و إمارات ذلك واضحة فالدول الصديقة لمست عدم مصداقية البشير في المعاهدات فأوقفت الإعانات كيف كان شكلها فصار المواطن يكتوى بنار الأسعار و تردي الخدمات و غياب الأمن و العدالة و فساد الأخلاق. من يعلم البشير أن السياسة ليست نباحا و نهيقا و لكنه همس لطيف مع الآخر؟ من يعلمه أن الحماقة لا تورد إلا إلى الهلاك و أن الفلاح في الكياسة و الحكمة؟ من يعلمه أنك لا تقدر على معاداة الترزي و الجزار و الفران ناهيك عن معاداة دول العالم. مالك ما مشيت إجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة؟ أوكامبو المانع و لا خاف عندك أم هلهلة وقتين عرفت إنو خليل .. الحلو .. عقار .. عبدالواحد .. مني و ثلاثة أرباع الشعب السوداني يعادونك و جاهزون للإنقضاض على حكمك البغيض؟ [email protected]