أهم معالم السيرة الذاتية ؟ أبو القاسم امام الحاج آدم مواليد زالنجي 1974م وتحديداً حي كنجومية ودرست الابتدائي والوسطى والثانوي بزالنجي وفيها بداية ممارستي للأنشطة الاجتماعية والرياضية وكنت القب ب (اقراص) وهو لقب كرة القدم ومن هذا المقام أحيي زملائي ورفاقي بزالنجي درست بجامعة جوبا كلية الاقتصاد والدراسات الاجتماعية 1996م ونلت بكالوريوس الشرف –احصاء ودراسات سكانية – وايضاً احيي كل زملائي بجامعة جوبا وهي جامعة للعلم والنضال والمعرفة واحيي ايضا اساتذتي بالجامعة الذين اضاءوا لنا دروب العلم ومنهم نهلنا وخبرنا الحياة- واعتبر جامعة جوبا مدرستي للنضال قبل العلم فهي مدرسة المهمشين والمناضلين ومنها تخرجت الى الميدان مباشرة وأحيي من هنا شهداء الثورة وكل من قدم نفسه فداء للوطن. متى وكيف التحقت بالحركة الشعبية ؟ جئتها من بوابة الثورة ، وكنا في العمل التعبوي والجماهيري في الساحة الطلابية ثم ذهبت الى الميدان بعد ذلك عام 2003م وعملت في جبهات متعددة في جبل مرة وغيرها ولكنني وضعت مع آخرين ثمرة النضال والكفاح المسلح بمنطقة (دريسة) – غرب زالنجي ، وعملت بعدها كمسئول الشئون السياسية بحركة تحرير السودان وكانت وقتها تحت قيادة واحدة ، وبعدها عملت بقطاع شرق جبل مرة ثم مستشار رئيس الحركة للشئون السياسية ، وشاركت في جولتين من جولات المفاوضات الخامسة والسابعة بعد ابوجا وانفصال الحركة لجناحين – ابو القاسم وعبد الواحد- وانفصلنا باسم حركة تحرير السودان الأم ، ثم ذهبنا ووقعنا بعدها اتفاقية طرابلس في نوفمبر 2006م والتي شاركنا بموجبها في السلطة كجزء من اتفاقية ابوجا للسلام ومنها اصبحت والياً لولاية غرب دارفور – الجنينة. يحمد لك انك رفضت الاستمرار في وظيفة مع نظام الخرطوم : حدثنا عن التجربة سلبياتها ودروسها المستخلصة ؟ كانت تجربة صعبة للغاية ، وفيها تعلمنا معنى التعامل مع الانظمة الشمولية وخاصة مع نظام كنظام الانقاذ الذي لا يوجد مثيل له في كل العالم ، فهو لا يقدر ولا يحترم اتفاقه مع أي جهة كانت ، وهو نظام ينظر للآخرين كعاملين معه وموظفين عنده ( شغيلة) لا اصحاب قضايا وشركاء لإتفاق يجب ان ينفذ. وخلافنا معهم انهم ينظرون للأمر كأمر معيشة مع الذين يوقعون معهم، بينما ننظر نحن لقضايا اهلنا ومطالبهم من تنمية وتهميش ثقافي وعرقي …الخ وقد استغلينا بعض الهامش المتاح بفعل اتفاقنا معهم واستطعنا من انصاف الفرص ان نخدم اهلنا بما استطعنا اليه ، وهو دين وواجب علينا والشعب هناك يعلم ما كابدنا من أجلهم . الاتفاقية في حد ذاتها كانت جيدة في مضمونها ولو انها كانت قد وقعت مع نظام محترم غير نظام المؤتمر الوطني كانت ستحقق الكثير ولكن للأسف ان من يوقع مع المؤتمر الوطني كمن يظن ان للثعلب ديناً . والدروس المستخلصة من هذه التجربة ان هذا النظام غير محترم ولا يحترم المواثيق والعهود وهم ينظرون لما يمكن ان يطيل فترة حكمهم بالرشاوى والوظائف والوسائل غير الاخلاقية ولا يهتمون اطلاقاً بالإنسان الذي وقعت من أجله الاتفاقية وهم ينكرون ماوقعوه باياديهم من اتفاقيات ووعود . كما انهم يختزلون كل معناة الناس ونضالاتهم في الوظائف ولكن الشيء الذي لا يعلمونه انهم قد يشترون بعض ضعاف النفوس ولكن ليست كل الذمم معروضة للبيع في سوق الله اكبر ولكن ليس بعد تجارة الدين ذنب. وكما تعلمون انتخاباتهم 2010 م تم تعييني بمرسوم جمهوري وزيرا للدولة بوزارة الشباب والرياضة الاتحادية فرفضت وخرجت لأثبت لهم أن القضية ليست أبو القاسم وانما قضية شعب . خرجت عليهم غير آسف وها نحن مستمرين في دروب النضال مرة أخرى وستثبت الايام من هم الخاسرون في نهاية الامر. وخلاصة التجربة للذين يوقعون مع المؤتمر الوطني اقول لهم بإختصار لا توقعوا معهم فهم قوم لا عهد ولا أخلاق ولا دين لهم. كيف تفسر هذا الحجم من الذين يلتحقون بنظام الخرطوم من حركات الهامش ؟ هؤلاء في الغالب انتهازيون لا هدف لهم ومن له اهداف ومبادئ لا يمكن ان يلتحق بنظام المؤتمر الوطني ولا يمكن لأي شريف ومناضل ان يلتحق ويصبح جزء من هذا النظام. هناك انتقادات كثيرة لحركات الهامش بانها لا تملك مؤسسات وانها متمحورة حول قيادتها ؟ هذا ليس حديثاً صحيح بإطلاقه، ولو لم يكن هناك وعي ونهوض للجماهير لما قامت حركات الهامش من الاساس. نحن نعتبر ان الرؤية والمشروع لا يمكن ان تختزل في اشخاص فالدكتور جون قرنق قائد المهمشين استشهد وهاهي فكرته وقضيته مازالت ويحمل الراية غيره من تلاميذه ورفاقه الميامين أمثال القائد سلفاكير وباقان أموم وعرمان وغيرهم وبالمناسبة ياسر عرمان اعتبره شخصياً من المناضلين الحقيقيين الذين يحملون فكرة الشهيد قرنق . اما اذا كنت تقصد بسؤالك حركات دارفور قد يكون الأمر صحيحاً في بدايته ولكن الآن تقوم الحركات على المؤسسات. ويمكن ان تكون الانشقاقات التي حدثت للحركات وجعلت بعضها يحمل اسم قائدها فتتحول الحركة الى حركتين وتسمى – جناح القائد فلان – لذا يمكن بفعل ذلك ارتبط في اذهان الناس الأمر وكانها حرككات لأفراد معيننيين ، ولكن كمثال نحن في حركة تحرير السودان برئاسة الأستاذ عبد الواحد محمد نور حركة تعمل وفق المؤسسات وقيادتها ديمقراطية تعمل بصورة جماعية. كما لا تنسى اننا حركة تناضل ضد الشمولية وحكم الفرد فكيف ننهي عن أمر ونأتي بمثله. وبعد أن توحدنا من جديد في حركة تحرير السودان واصبحت انا بموجبه نائب الرئيس الحركة يقوم منطلقنا الاساسي بفهم القيادة الجماعية والوضوح والشفافية والعمل الجماعي وهذا ما اتفقنا عليه . لماذا لا تفرقون في حركة تحرير السودان بين برنامجكم النهائي كحركة وبين برنامج الحد الأدنى ، التحالف لاسقاط النظام ؟ في هذا الموضوع تحديداً .. نحن في حركة تحرير السودان وضعنا برنامج وحدة المقاومة نصب اعيننا وذلك ضمن بدايتنا الجديدة (الفجر الجديد) نتحالف في برنامج حد ادنى مع كل من يشترك معنا في برنامج التغيير واسقاط النظام بكل الوسائل المدنية والسياسية والعسكرية. وفي تفاقية كادودا مثلاً نرى انها اتت نتيجة لمشاورات ونقاشات عديدة وكثيرة أولها ان نشترك في برنامج حد أدنى على الاقل ونحن في كاودا لم نملي رؤيتنا بل ولم تفرض علينا رؤية بل كانت نتيجة جهد جماعي لكل المشترك بين الاطراف المجتمعة. اسقاط النظام هو هدفنا بلا شك ولكن الجميع الآن مشغولون بسؤال ثم ماذا بعد اسقاط النظام ؟ وكيف يحكم السودان بعد ذلك ؟ وهذه الأسئلة مهمة حتى لا يحدث النموذج الليبي الذي نراه الآن. وكما تعلمون اننا في حركة تحرير السودان ننادي بمشروع علماني ديمقراطي لشكل الدولة ولكن واذ اختلفنا مع الآخرين المتحالفين معنا في بعض التفسيرات الا اننا سنتفق في النهاية بشكل أو بآخر لتحقيق الهدف الأكبر المتمثل في اسقاط نظام الابادة في الخرطوم ، ونحن في حركة تحرير السودان لن نكون الشوكة التي تطعن خاصرة التحالف. رسالة أخيرة ؟ رسالتي للشعب السوداني ان الوضع الذي لا يحتل الذي يعيشونه الآن من تردي في كل مناحي الحياة يجب ان يوحدهم فالمصائب تجمع المصابين ، لذا اطلب من الشعب السوداني صاحب الثورات التي سبقت كل ثورات المنطقة ، أطلب مهم وكل حسب قدرته ان يوحدوا صفوفهم ويقفوا ضد نظام الأبادة الجماعية الذي يريد ابادتهم في العاصمة بعد ان أباد شعب الهامش فيجب ان يخرجوا ويقفوا ضد النظام بكل الوسائل من عصيان مدني واضرابات ومظاهرات وحتى بالعمل العسكري لمن استطاع الى ذلك سبيلاً وان يهبو لإقتلاع نظام لا يعترف الا بمنطق القوة . واناشد جميع فئات المجتمع شباب وطلاب ومرأة ومجتمع مدني وكل قطاعات المجتمع للخروج والوقوف ضد نظام الابادة الجماعية حتى اسقاطه . وفي الختام الشكر الجزيل لصحيفة (حريات) واعتبرها صوت المنادين بالحرية وصحيفة المهمشين بحق وحقيقة وهي بمثابة (شاي الصباح) لي وللكثيرين وأحيي ادارة الصحيفة وكتابها وتحية حارة لكل قرائها واقول لهم اذا غابت شمس اجراس الحرية فإن فجر حريات ينير دروب المهمشين وهي صوتهم وبوصلتهم . شكراً جزيلاً .