قالت مفوضية الاممالمتحدة لشؤون اللاجئين ان اكثر من 27500 شخص فروا من النيل الازرق الى اثيوبيا في الشهر الماضي وتركوا منازلهم ومزارعهم قبل أسابيع من بدء موسم الحصاد، وسوت قنبلة للقوات الحكومية مكتبا للامم المتحدة ومخزنا بالارض في الكرمك السودانية في منتصف سبتمبر وفقا لما ذكره عمال اغاثة طلبوا عدم نشر اسمائهم. وأضافوا لوكالة رويترز للانباء، أنه يمكن رؤية طائرات الانتونوف الروسية وهي تحلق بصورة روتينية في السماء في منطقة الحدود، ويعبر عشرات اللاجئين الحدود يوميا بعد أن كانوا بالمئات منذ شهر، ويتوقع عمال اغاثة أن يزيد عدد الفارين من النيل الازرق الى اثيوبيا الى نحو 35 الفا قبل نهاية العام. الالاف الفارين عبر الحدود لاثيوبيا يشكلون عودة مؤلمة لكثيرين منهم الى حياة اللاجئين التي اعتقدوا أنها انتهت حين توقفت الحرب الاهلية السودانية منذ ستة أعوام. حين وقعت الخرطوم اتفاق السلام عام 2005 والذي أنهى واحدا من أعنف الصراعات في افريقيا ومهد الطريق لاستقلال جنوب السودان في يوليو ذلك العام اصطحبت مازا سويا اطفالها التسعة من مخيم للاجئين في اثيوبيا وهي تحلم بحياة جديدة في وطنها السودان. وفي الشهر الماضي اندلع القتال في ولاية النيل الازرق بين جيش السودان ومقاتلو الحركة الشعبية لتحرير السودان. وقالت سويا لرويترز بعد أسبوعين من العودة الى بلدة الكرمك على حدود اثيوبيا “منازلنا أحرقت عن اخرها. كانت تشن غارات جوية يوميا على بلدتنا.” ويتهم المقاتلون ومقيمون في الكرمك السودانية -وهي بلدة تحمل نفس الاسم لبلدة الكرمك الاثيوبية على الجانب الاخر من الحدود- الحكومة السودانية بشن حملة قصف مستمرة دون تمييز على المدنيين. تقول سويا إن زوجها ظل في الكرمك بالسودان ليتعافى من جروح أصابته من شظايا فتحت معدته حين ألقت طائرة انتونوف على ارتفاع عال حمولتها من القنابل على بلدتهم. وقالت سويا التي قضت 21 عاما في واحد من عدة مخيمات في اثيوبيا عاش بها عشرات الالاف من اللاجئين السودانيين في ذروة الحرب “العودة تفطر القلب.” واختار الكثير من اللاجئين اللجوء للمدارس او منازل سكان محليين تربطهم بهم صلات عرقية وتتزامن الحرب في ولاية النيل الأزرق والقصف على المدنيين، بمآس شبيهة في ولاية جنوب كردفان التي تعاني أيضا من النزوح واللجوء فرارا من القصف العشوائي للمواطنين، وكذلك حرب دارفور التي استمرت لثماني سنوات وتشرد جراءها حتى الآن ما يقارب الثلاثة ملايين من أهل دارفور أغلبهم في معسكرات النزوح حول المدن وجزء منهم لاجئا لتشاد المجاورة.