ناقشت قوى الإجماع الوطني غلاء المعيشة صباح أول أمس الاثنين بدار المؤتمر السوداني بأم درمان وحذرت من مجاعة بالبلاد ومن حال سيء للاقتصاد السوداني شبه فيه بالمريض الذي أدخل غرفة الإنعاش ثم سحبت منه الأجهزة فجأة. وانعقد النقاش تحت لواء (منبر الشارع) الدوري الذي تنظمه لجنة الثقافة والإعلام بقوى الإجماع الوطني، ودعت فيه رئيسة اللجنة، مريم الصادق المهدي، الى إدارة الاقتصاد بصورة صحيحة حتي يستطيع السودان أن يكون سلة غذاء العالم، وقطعت بأن الحكومة فقدت القدرة على حل قضايا المواطنين. وانتقدت مريم، تركيز القوى السياسية على قضايا التأسيس الوطني دون الالتفات الى المواطن وغلاء المعيشة وتفشي الفقر والمخدرات. من جانبها، اكدت ممثلة امانة المرأة بحزب المؤتمر الشعبي، نجوى عبداللطيف، ان غلاء المعيشة احد افرازات السياسات الاقتصادية الخاطئة، واشارت الى بعض الاثار الاجتماعية السالبة التي ترتبت على ذلك مثل ضعف الامانة، ودعت الى ان تركز السياسات على الحفاظ على كرامة الانسان. وشبه الخبير الاقتصادي، صدقي كبلو، حال الاقتصاد السوداني بالمريض منذ تعسينات القرن الماضي، وأدخل الى غرفة الانعاش في 1999م، وفجأة تم سحب الأجهزة التي تساعده على الحياة في العام الحالي. وقال إنه خلال فترة 12عاما اتيحت للاقتصاد السوداني مبالغ لم تتح لأية حكومة وطنية أو استعمارية «لو انها صرفت في الاتجاه الصحيح لما تحدثنا عن أزمة غلاء» وتوقع حدوث مجاعة لضعف التحضير والصرف على الموسم الزراعي الحالي بالاضافة الى قلة الامطار، داعيا الى البدء بنقل المخزون الاستراتيجي الى المناطق التي يتوقع ان تتأثر بنقص الغذاء بدرجة كبيرة، خاصة كردفان. وأضاف كبلو قائلا «يجب أن لا نتحدث عن اصلاح اقتصادي قبل ايقاف الحرب في دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق باعتبارها مناطق انتاج» واتهم الدولة بالاهتمام بالاقتصاد المالي وحرية التجارة مراعاة لمصالحها دون الاهتمام بالزراعة والصناعة، وربط الغلاء بتدهور الانتاج الزراعي والصناعي والخدمات الانتاجية. وقال أحد التجار المشاركين في المنبر، أحمد عثمان عبد الله، إن الحديث عن ان الاقتصاد نام غير حقيقي باعتبار انه لم يحقق فرص عمل مناسبة، موضحا ان تبني الدولة لسياسة الخصخصة افقد الكثيرين فرص العمل ما ادى الى نشوء رأس مالية طفيلية كدست الاموال دون ادخالها في الدورة الاقتصادية مؤكدا أن الحكومة شرعت في الخصخصة دون دراسة بجانب توسعها في التعليم دون السعي لخلق وظائف للخريجين، وأشار الى اموال ضخمة تصرف على برامج وصفها بالهلامية في مجال المرأة والشباب، وقال «لن نستطيع ان نصل الى مستويات اقل في الاسعار ما لم تتحقق الوفرة.. وهذا لا يتم في ظل الاحتكار» داعيا الى سد الفجوة بين سياسة التحرير والسوق الذي وصفه بالمتفلت، ومحاربة الاحتكار، وخفض الضرائب علاوة على إلغاء الجبايات المفروضة على المواطن.بالاضافة الى دعم النشاط التعاوني .