انعقد أمس الأول بحاضرة الولاية الشمالية دنقلا المؤتمر العام التنشيطي للمؤتمر الوطني بمشاركة واسعة من قيادات المؤتمر الوطني بالمركز يتقدمهم دكتور مصطفى عثمان إسماعيل مستشار رئيس الجمهورية وعدد من القيادات. وقال الأستاذ فتحي خليل والي الولاية رئيس المؤتمر الوطني في مؤتمر القطاع السياسي الذي رصدته الوكالة الأمنية (smc) أن سيادة وحكم القانون وتنفيذ البرنامج الانتخابي والاهتمام بعامل الوقت والزمن للإنتاج وخدمة المواطن بالولاية من أهم برامج المرحلة القادمة للحزب. وقال (إننا تعبنا في الجري وراء المواطن في الانتخابات ولا نريد أن يجري خلفنا ولا يجدنا) مشيراً إلى أن التجربة السودانية اصبحت مثالاً للشعوب العربية التي انتفضت ضد حكامها مطالبين بالحرية والشريعة الإسلامية، موضحاً أن السودان قد حسم أمره من حيث الشريعة والحرية مرحباً بفوز حزب النهضة التونسي الذي يرفع ذات الشعارات التي نادى بها المؤتمر الوطني قبل أكثر من عشرين عاماً. واستطلعت (حريات) محللا سياسيا اعتبر حديث خليل تكرارا لما ظل نافع يقوله مكذبا الواقع، فالثورات العربية أطاحت بطغاة عسكريين حكموا بالحديد والنار بينما انقلب الإنقاذيون على حكم ديمقراطي وأقاموا حكما عسكريا شموليا وتتلمذوا فيه على يدي الدكتاتوريات العربية المتساقطة الآن، والتي سوف تلحق بها الإنقاذ بلا شك. وقال إن هناك تطابقا بين الأنظمة العربية المتهاوية وبين نظام البشير، بينما يتكئ خليل ونافع والبشير على التشابه بين نظامهم وبعض تيارات الثورة العربية المتمثلة في تيار الإسلام السياسي، وأضاف: النظم العربية البائدة والآيلة للسقوط ليست كلها علمانية. فالنظام السعودي يدعي الحكم بالشريعة، والنظام المغربي يعتبر فيه الملك أمير المؤمنين، وحتى الأنظمة التي كانت تحظر عمل الجماعات الإسلامية وتعاديها كان بعضها يرفع شعارات إسلامية كالنظام الليبي الذي اعتبر القذافي فيه نفسه إماما للمسلمين وصلى بقادة أفريقيا بمن فيهم البشير في نيجيريا بسورة البقرة، والنظام المصري كان ينص على الشريعة الإسلامية كمصدر للأحكام في دستوره. وليس صحيحا أن الربيع العربي فجره الإسلاميون وإن كانوا هم الذين اختطفوا ثماره، وأضاف: وهذا ينبغي ألا يزعج أحدا فالتجربة الديمقراطية إذا عمّرت سوف تصحح مسارها أو سوف يصحح الإسلاميون أنفسهم مسارهم. وقال المحلل إن النظم العربية بغض النظر عن موقفها من الدين تلتقي في القبضة الشمولية وقمع الرأي الآخر وانتهاكات حقوق الإنسان الواسعة وتدجين الإعلام والأجهزة الأمنية المسيطرة والفساد والعلاقات الخارجية المريضة القائمة على مساومات مع القوى الدولية يوضع فيها أمن الحكام والأنظمة في مقابل حفظ مصالح الدول الأجنبية، وقال: في كل هذه السمات فإن الإنقاذ لا تشذ بل إنها تضيف للمساومة مع الأجنبي الرعونة والقهر الثقافي في التعامل مع ملف التنوع مما أدى لتمزيق البلاد وينذر بالمزيد، فالإنقاذ كما تقول كل التصنيفات هي الأسوأ من ناحية شموليتها وقهرها وفسادها وهي في مقدمة الدول الفاشلة. ومسألة تفجر الثورة السودانية واللحاق بالربيع العربي هي مسألة وقت ليس إلا.