شنّ خطيب مسجد الخرطوم الكبير الشيخ كمال رزق هجوماً لاذعاً على المدارس الخاصة، وأوضح أنها تعمل على استعباد المعلمين وإهانة التعليم، مشيرًا إلى أنها تعمل على جمع الأموال وإرضاء آباء الطلاب، وقال رزق إن المعلم في المدارس الخاصة أصبح مثل قطعة الأثاث. وشدد رزق في خطبة الجمعة أمس الأول على ضرورة التصدي لقرار منع ضرب التلاميذ، مؤكدًا أن التعليم بدون ضرب لا يصلح، وقال رزق: إذا مُنع الضرب في المدارس فعلى التعليم السلام. وتساءل: من قال إن الضرب لا يصلح للتعليم؟، ومن قال إنه مخالف للتربية؟. ووصف رزق وزارة التربية والتعليم بالقطيع الذي يتبع لمنظمات حقوق الإنسان والطفل، لافتاً في ذات الوقت إلى أن بريطانيا أعادت الضرب في المدارس. ودعا رزق القائمين على أمر التعليم بعدم إيقاف الضرب وعدم الانصياع إلى المنظمات التي تدعي بأنها تقف مع الأطفال وتعمل على حمايتهم. وفي ذات السياق رحب رزق بعودة برنامج (ساحات الفداء) إلى شاشة التلفزيون مشيرًا إلى أنه برنامج توعوي وديني يربي الشباب على القيم الفاضلة، ولفت إلى أن إيقافه أحدث تردياً في أوساط الشباب وقال الآن لا تعرف الفتاة من الولد، داعياً الشباب إلى الاستيقاظ وإعلاء سنة الجهاد، وأردف قائلاً: الأمة التي تستحي من الجهاد يجب أن لا تعيش إلا في مزبلة التاريخ. وأضاف أن ما يحدث الآن في البلاد ليس له حل غير الجهاد. الجدير بالذكر أن مسألة جلد الطلاب في المدارس شكلت مادة للنقاش والتداول قبل وبعد اتخاذ قرار وزارة التربية بولاية الخرطوم قرارا بمنع الجلد في مدارس الأساس في أكتوبر 2010م، وقد تفجرت مؤخرا بشكل أثار الرأي العام إثر وفاة تلميذ بمدرسة الأساس بالحارة الرابعة بنين، بأم درمان الثورة، حيث توفي التلميذ إثر ضرب مدير المدرسة له ضربا مبرحا متأثرا بعلة يقول أهله إنها مربوطة بحادثة الضرب. ويعد ضرب التلاميذ منافيا للعهد الدولي لحقوق الطفل الذي صادق عليه السودان. ونفى خبير ل(حريات) صحة ما قاله إمام المسجد من إباحة الضرب في مدارس بريطانيا وقال إن المدارس في الغرب هجرت الضرب حتى قبل صك العهد الدولي لحقوق الإنسان. وأضاف: ولو فعلتها بريطانيا فنحن لسنا ملزمين باتباعها وكان الحري بإمام المسجد أن يفند الحجج التي يسوقها معارضو جلد التلاميذ من نتائج البحوث التي تربط بين الضرب والاضطرابات والأضرار النفسية للمضروب، وتكرر حوادث الموت ضربا مؤخرا والتي تقرع الأجراس أن الضرب الممارس حاليا ليس للتقويم بل للانتقام من ظروف شائهة تحيط بالمعلمين في مجتمع مأزوم انهارت فيه القيم وسادت فيه أمراض السادية، واغتصاب الأطفال، والعنف المبالغ فيه داخل الأسر والمدارس وفي الشارع، وكل هذه الظروف تؤكد أن إيقاف الضرب يدفع باتجاهه في السودان أسباب جديدة منها الحفاظ على حق الحياة للأطفال! وعلى صعيد آخر، فإن برنامج (ساحات الفداء) الذي أعيد مؤخرا كان قد لعب في عقد (الإنقاذ) الأول أضخم دور في تجييش السذج والبسطاء من الشباب واليافعين إلى حرب (الإنقاذ) التي سمتها جهادا، وقد ارتبط البرنامج باسم اسحق أحمد فضل الله. وكان البرنامج التعبوي ببث الفتنة وتحويل الحرب الأهلية إلى محاززة دينية قد أوقف في 2005 بعد توقيع اتفاقية السلام الشامل، وجزء من مطلوبات نشر ثقافة السلام.. وقال معد برنامج في ساحات الفداء إسحق أحمد فضل الله إن البرنامج لايعود في شكله التلفزيوني الذي اعتاد عليه المشاهدون من خلال إعلان الاستنفار والتعبئة للقتال، بل سوف يتناول ما وراء الخبر ويهدف لإقامة حوار سياسي. ويعتبر اسحق فضل الله من أبرز اقلام الفتنة الإنقاذية إن لم يكن أبرزها على الإطلاق، والحوار في عرفه هو جز رقاب المعارضين ولعلعة الرصاص وسيادة الكراهية ففضل الله غير قادر على إدارة حوار بالتالي لأن الحوار يتطلب التفاهم والاستماع وتقدير قيمة الاختلاف في الرأي والموقف، وساحات الفداء يأتي بيد فضل الله في ثوب مهما جدده هو تحبير لما يقوم به النظام وفضل الله تحديدا ويؤكد أنه (لا صوت يعلو فوق صوت البندقية) وهو بهذا الشكل فتنة كانت تطبع في كتابات معده، وعادت من جديد لتبث في الهواء.