المثني ابراهيم بحر.. أفرزت تجربة الانقاذ عينات من اللا معقول لحالات من الفراغ والسقوط في كل اساسيات ومكونات الكيان السوداني في دولة الرعية والمؤلفة قلوبهم الذين يبحثون الصلاح علي ايدي اولياء السياسة الذين اتت بهم أقدار العقدين الاخيرين ليحكموا السودان فانهزمت الدولة من جراء الفكر والانهزامية والخوف من الاخر وحقبة الانقاذ التي شهدت انكسارات جوهرية في تكوين المواطن السوداني الذي شهد تراجعا ملحوظا عن خط القيم الاخلاقي في تعاطيه مع الواقع المعاصر لحالنا باختلال فقه الاولويات وانصرافه لشكليات ثانوية لا ترقي بمستوي الواقع المعاش مثل الاهتمام بالكورة وان كانت كورتنا هي فعلا كورة والتطبيل والتدجين الذي نشاهده من خلال وسائل الاعلام التي تجيد فقط تلميع احزيه النخبه الحاكمة فهذا هو حال المواطن الذي تم الاستحواذ عليه كليا بصرفه عن قضاياه الجوهرية والدولة تقوده لاغتراف الخطايا والسقوط في وحلها وفئات المجتمع اصبحت بلا ملابس تستر بها ابدانها وصور انسانية تتمزق نحوها القلوب بالحاجة والحرمان فلا علة تشرح وحلا يقترح ولاخطة تقوم ولا مخرجا بالمرة من ازماتنا وان هي الا نقة والسلام وكثرة النقة بلا ثمرة هي من اهم خصائص انتليجنسيا النخبة الحاكمة من باب هيمنتها علي المفاصل الاساسية للعمل السياسي والاجتماعي والاقتصادي في كل حقوله وساحاته فضلا عن سيطرتها علي قنوات الاتصال الجماهيري والمعرفة المعنية بتشكيل الوعي الاجتماعي العام وظاهرة ادمان ركوب الراس والثورات التي نشاهدها هذه الايام رغم ضالتها في اجزاء من الخرطوم وفي كسلا برغم ضأاالة المشاركين الا انها ابرزت في اتساع الهوة بين الحكومة وفئات الشعب التي اضحت غلبانه بعد ان استجال ترميم النتوءات الماثله بين الشعب الغلبان والحكومة بعد ان ذهب الجنوب جنوبا واعاد تشكيل الواقع السياسي المعاصر واحدثت تحولا عميقا في مجري العلاقة بينهما باقتراب بداية النهايات لموسم المد والجزر وتقارب لنقطة ما كان يعرف بسنوات الذل والهوان في العشريه الاولي من عمر الانقاذ التي لا زالت تراهن علي بسط هيمنتها ولكن بروز حركة الشارع التي تتنامي هذه الايام من الخرطوم الي الشرق باتت تقلق مضاجعهم ولو علي ذاك النحو اليسيرفي مواجهة الدعوات المتزايدة بالخروج للمسيرات التي شكلتها جامعه كسلا في اول خروج منظم مسنود يطالب بالحريات الديمقراطية ومن الملاحظ ان الحكومة نراها دوما تلجأ للاحتيال بورقة الدين عبرائمة السلطان ورفع المصاحف علي اسنة الرماح او البنادق كما هي العادة فكان البطش والترويع ومع ذلك سيخرج علينانفس السيناريو فتوي تكفير المتظاهرين التي ستختفي رائحتها وسط الغازات المسيلة للدموع فهو خط الانقاذ المتوازي الذي تسير عليه منذ بروزها علي السلطة فهو النهج المتبع من اقصاءات لمن يطالب بالحرية و مصادرة وحل الاحزاب ودورها ومسح تاريخها السياسي وتشريد المواطن اثر ايدلوجيا جوع كلبك يتبعك ثم تقوم بلعبة ذكية هذه الايام باستقطاب الحزبين الكبيريين تحت باب الاغراءات حتي تؤسس شرعيتها بصورة افضل بعد ان كانوا يدعون بأنهم يستندون علي شرعية الانتخابات بعد ان جاء بهم الشعب عبر الانتحاب ولكني شحصيا ما خذلتني تلك الانتخابات ولم انتظر مباهجها مدفوعه الاجر مثلما اعتقد اخرون انها نهاية النحبه الحاكمة لأ ن صناديق الاقتراع كانت تحتاج الي موتانا وشهدائنا وماهم سوي ارقام في الانتخابات فهكذا حدثت الاشياءوماكما فعلت مع القيادات الوسطيةسابقا في الاحزاب وقذفت بهم عبر قانون التوالي السياسي الذي كان مرحليا تلاشت فترته والان يجتاجون الي احزاب من العيار الثقيل ولكن نحن ما زلنا نعيش في اتون بلاءات متتالية تهب علينا خوفا من خرروج عملية السلطة عن مسارها مما يؤدي الي انحسارات اجتماعية وسياسية واقتصادية ايدولجية وان كنا نعيش في عصر النفاق السياسي فلا يزال لحب المال والسلطة اسواقها المزدهرة فالبعض يري فيها غموضا او قوة في الشخصية والهاما للاخرين كما في الزواج الكاثوليكي بين الحاكم وكرسر السلطان فلا جراح يستطيع من اجلهما شيئا ولكن لا احد عاد من الموت ليخبرنا ماذا بعده ولكن في امكان الذين تقولبت بهم مدرسة الحياة فعادوا منها ناجين ومدمرين وفي امكان حسني مبارك وبن علي ان يقصوا علينا اهوالها وعجائبها لوجه الله تعالي وما تتبعه من اللام النهايات حيث حياة الجرد والحساب كما يصفها صلاح احمد ابراهيم باحوال الموتي في قبورهم ابتداء بمساواة الجنس البشري هنا الاثرياء بغير صكوكهم والنقود هنا المرهقون انتهوا من ذلو وازدراء وينقلب الزعماء بلاهيبه ولا رتبه او وسام وتزحف نحو القبور القبور بلا خطة او نظام فقبر بلا شاهد او علامةكقبر عليه رخام وسور ويبقي حكم القضاة القضية ولكن من لا يستحي من ملاقاة الله مذنبا سيذنب في حق من حوله دون شعور بالذنب ومن نسي ان الله سيراه سينسي ان يري المعاناه الحياتيه لفئات الشعب الغلبان وهي تئن وتتألم بعد ان انفرط العقد وازدادت الهوة اتساعا مع واقع الزمن المعاش حتي كبريات الاماني اصيبت بنوبة اللاتحقيق المميته ولفظت انفاسها في صمت وبمراجعة كل ابنيةمعامل الخلل البنيوي مع سبق الاصرار لدولةالتسلط المنحرف لانتاج حالات من الخلخلة والتشويه ومن ثم بناء مفاهيم الزعزعة والحرب والاقصاء والاحتكار اسهمت في مسسبات مادية نجم عنها طلاقا بائنابين الشعب والسلطة الحاكمة وشاملا مع شعوب السودان الهامشية ما زالت النحبة النخبة الحاكمة تتسول في دول الخليج طلب القروض لانقاذ ما يمكن انقاذه وهذا جزء من يسير ومازالت المشاريع مستمرة والضرائب عالية والجبايات مستمرة ايضا ودراسات الجدوي هي الاخري تعمل والجزر المعزولة في السودان بمنأي عن تقسيم الثروة التي باتت موجهة فلا مصانع ولا مستشفيات ولا اصلاحات جوهرية في تنمية المواطن المغلوب علي امره والمشكلة ليست في نوع الانظمة التي تتأسس علي شمولية خانقة تسلب المواطن حقوقه الاساسية بل هي في نوع الانظمة التي تنكفئ علي ممارسة شكلية لديمقراطية سياسية اقتصادية اجتماعية هادفة خالية من محتوي استحوازي ينتهج فعليا وكلا النوعين مرفوض