عادل احمد يوسف المحامي لست من الذين لديهم الجراءة للكتابة في الصحف او المواقع الالكترونية السودانية , مع اننى اعتبر نفسي متابع جيد لمايجري في الساحة السودانية , بالرغم من اننى غير منتمى سياسيا لاى من الاحزاب الموجوده في الساحة , لكننى بصراحة اليوم يا اخوانى شعرت بحالة من الغثيان , لامثيل لها , بعد عودتى من صلاة العيد الكبير التى كنت متاخر عنها بشكل كبير , لكن عند مرورى بغرفة الصالون , وجدت ابنى الذى يبلغ من العمر 12 سنه, فاتح التلفزيون ويضحك بصوت عالى , وعندما دققت النظر والسمع وجدت انه مقتطف من خطاب للرئيس البشير , دخلت الغرفة ووجدت الرئيس يتحدث من الكرمك , وبدون مقدمات قال لى ولدى يا ابوى الرئيس قال الضحك شرطهم , انتهرته ليسكت , وبعد قليل سمعت خطاب احال بقية يومى الى تعاسه رغم فرحة العيد , وكلو مرة بقيت افرك عيونى , واضنينى , هل هذا هو فعلا رئيس الجمهورية يتحدث صباح العيد بمثل هكذا الفاظ , ويحرض الناس على العنف والقتل , فى يوم العيد الكبير , صدمتى كانت لاننى كنت اتوقع ان اسمع خطاب البشير المعهود , لكننى صدمت فيه هذا اليوم بشكل كبير , وصرت اتنقل ببصري بين طفلى الذى كان يضحك كانه يشاهد عرض مسرحى وليس خطاب لرئيس البلد , في ظل ظروف سئة جدا وغلاء مبالغ فيه لم يكن اخره زيادة سعر رطل السكر 500 جنيه بالقديم , يوم وقفة العيد , لكن الغلاء طار من راسي وانا بسمع واشاهد في الرئيس وهو يصير مضحكاتى لابنى الصغير , كم تالمت لاننى كنت اتعاطف مع الريس في اوقات كثيره فى الشغل. بعد الانتهاء من ضبح الخروف وبينما نحن نستقبل الاهل كانت قناة الشروق تعيد بث مسرحية( المهرج) لفرقة الاصدقاء , وكان ابنى ايضا يضحك بنفس الطريقة على تمثيل واقوال جمال عبدالرحمن والشبلى وفرقة الاصدقاء الذين كانوا يخلطون العربية الفصحى بكلام السودانيين العادى , وهنا اتذكرت كلام الرئيس البشير بتاع (الضحك شرطهم , والحشرة الشعبية , وجيبوا مالك عقار حى وكتفوه واخدوا حقكم , ورسلوا لينا فى الخرطوم , وعقار كان دبره ) وكلام ذي الشكل دا , لكن الغريبه انو الوزراء والضباط المعاهو بضحكوا ووشوشهم مخلوعه مع الضحك بشكل ظاهر , وكيف ما يتخلعوا ويضحكوا اذا كان ولدى بغير القناه من مسرحية (المهرج) عشان يحضر (البشير ) في نشرة الاخبار , لكننى استطيع ان اجزم ان الرئيس( فكت منو ) , او على اقل تقدير هو ما مصدق انو الجيش دخل الكرمك , خاصة واننى بعداك سمعتا خطابوا فى استاد الدمازين ولقيتو بكرر فى نفس الكلام العجيب دا , واتزكرت كلام نشروهو فى سودانيز اون لاين دى انو كونداليزا رايس قالت انو لمن لاقت البشير قالت انو هى شعرت من تصرفات البشير وكلاموا معاها انو كان شارب مخدرات , وصحى فى ناس كتار كانوا بقولوا انو الرئيس قبل مايبقى رئيس كان بتاع حركات وسجارات , لكن انا الكلام دا ما كان راكب لى في راسي , لكن الليله بصراحة وصلت مرحلة انو الرئيس دا فوت عديل كدا . لانو ما ممكن انو ولدى لمن بديت اناقش فيها وقت الترخيمة بتاعت بعد الفطور , ونحن بنحضر في المهرج , لمن زنقتوا في انوا ما كل دقيقة والتانية يشبكنى الرئيس قال والرئيس فعل , وقلت ليهو يا ولد فرق بين الرئيس ومسرحية المهرج , وبديت اقول ليهو انو دا العيد ولازم انك تصالح اى زول زعلان منك او انت غلطت عليهو , او حتى لو غلط عليك انت في العيد لازم تصالحو وتقول ليهو كلام سمح . لكن بصراحة انا كنت قرفان من القصة دى , وكلو ما اتذكر كلام الريس بجينى احساس , انو الزول الانا كنت متعاطف معاهو فى الشغل وفى حتات كثيره , بقى يجينى احساس , انو الكلام البتقال تحت تحت دا بتاع انو الريس فكت منو , وانو بقى بره الشبكة , ممكن يكون صاح , صحى فى ناس كتار قاعدين يقولوا ان الرئيس بقى يكتر من الكلام الخارم بارم , وانو ناسو بقوا شغالين عشان يتخارجو منو , لانو بقى يحرجهم لمن يكون في خطاب مياشر , والكلام البتقال كثير شديد , وانا كنت مابصدقوا, لكن الليله قلبي اكلنى عديل , لمن بقيت افكر انو الكلام بتاع عصرناهم لمن جابو الزيت , دى ترجمتها شنو ؟ , بصراحة انا مستاء شديد , لانو الرئيس بقى ما على بعضو , غايتو الله يجيب العواقب سليمة , ويكضب الشينة ومايطلع الكلام بتاع الرئيس بقى ما مجمع وبقول كلام ساى , دا جد , لانو كثير من الناس الجونا في العيد بالمساء كانوا مصرين انو الرئيس ليهو فتره بقى ماطبيعي, مع انو الناس البقولوا كدا ديل كيزان عديل , غايتو الله يكضب الشينة , وما يطلع الرئيس جنا بالجد ., غايتو بى بركة العيد الكبير دا , انو ربنا يحفظ بلدنا , من المشاكل , ويغير الريس من خطاباتو دى , لانو قصة الريس بقى مضحكاتى دى ما ظريفة فى حقنا , المهم انا كلامى قلتو , لو نشرتوه ولا خليتوه , ما بتفرق كثير , لكن لو طلع كلام جماعتو الجونا قبل شويه ديل , بانو البشير بقى يكتر من الذى منو , تكون مشكله والله , غايتو الله يصلح حال البلد ويولي من يصلح والسلام ختام .