يحتفل العالم اليوم في مختلف مدنه وجامعاته بالفلسفة في يومها العالمي. وهي سنة ابتدعتها اليونيسكو التي اختارت الخميس الثالث من كل شهر نوفمبر يوماً عالمياً للفلسفة وبدأ العالم الاحتفاء بهذا اليوم منذ عام 2002م. وتكريس اليونيسكو ليوم عالمي للفلسفة جاء من أهمية الفلسفة بالنسبة لعمل هذه المنظمة وارتباط نشاطها بالتفكير والمفاهيم ولأن الفلسفة توفر الأسس المفاهيمية للمبادئ والقيم التي يقوم عليها سلام العالم (وهو الهدف الأساسي للأمم المتحدة): الديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة والمساواة والفلسفة بذلك توطّد أسس التعايش السلمي. وقد اختارت اليونسكو أن يكون الاحتفال الرئيسي باليوم العالمي للفلسفة كل عام في إحدى المدن الكبري في العالم؛ ويقوم هذا العام بالمقر الرئيسي للمنظمة بباريس حيث تنعقد العديد من المؤتمرات التزامنة التي تغطي المجالات التي ذكرناها آنفاً، كما تقام العديد من الفعاليات الإبداعية والاحتفالية. وفي السودان فإن ضعف الاهتمام بالفلسفة وتعليمها يعكس الوضع المزري لقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة والمساواة وقيم الحق في الاختلاف والمغايرة وقبول الآخر. فعدد أقسام الفلسفة في كل الجامعات والكليات الجامعية السودانية هو قسمين فقط: أحدهما بجامعة الخرطوم والآخر بجامعة النيلين (وهو قسم ورثته من جامعة القاهرة وفكرت في وقت من الأوقات في تحويله إلى قسم للدراسات الإسلامية كما حدث لقسم الفلسفة بجامعة أم درمان الإسلامية الذي أصبح قسماً للعقيدة). إن أحد أهم قضايا إصلاح التعليم في البلاد هي أن تعاد صياغة المناهج فيه بحيث يقوم التعليم على قيم التفكير النقدي والمساءلة. وهذا لن يتم ما لم تصبح الفلسفة جزءاً أساسياً من مناهج التعليم العالي والتعليم العام في كل مراحله. وفي هذا اليوم تهنئ (حريات) بعيد الفلسفة وتتمنى أن يعود على بلادنا في العام القادم وقد استعادت حقها في أن تكون على الأقل جزءاً من العالم المعاصر.