في آخر دعوات اعادة احتلال السودان ، قال المرشح لرئاسة الجمهورية بمصر الدكتور توفيق عكاشة في قناة (الفراعين ) يوم 14 نوفمبر الجاري انه لا يعترف بالدولة السودانية ولا النظام السوداني ولا الرئيس السوداني لأن السودان انما يشكل جنوب مصر الذي انفصل عنها . وقال ان أهم ركائز برنامجه الانتخابي اعادة جنوب مصر لها ! (شاهد الفيديو آخر التقرير) وسبق ودعا مرشح رئاسي آخر – الدكتور محمد مورو – في برنامجه الانتخابي المنشور بمجلة (المختار الاسلامي) العدد (346) بتاريخ 13 مايو الى ( توحيد مصر والسودان ، باعتبار أن ذلك واجب) . وقدم محمد مورو – الاسلامي المعروف ورئيس تحرير مجلة المختار الاسلامي – تفسيراً لدعوته في مقال بصحيفة (الدستور) بتاريخ 17 يوليو : (... الحل الوحيد الممكن والمتاح ، والذي بديل عنه في هذا الصدد ، هو توحيد مصر والسودان بالسلم او بالحرب ) . وكشف طبيعة دعوته الاستعمارية في موقع ( الشرقية أونلاين) بتاريخ 16 يوليو ( فصل السودان) عن مصر كان ( الخطيئة الكبرى) ، ولا يمكن تبريرها بحق ( تقرير المصير) ، وان عبد الناصر قبل بفصل أهم ( جزء من مصر) !!! ، ( ... خطأ تاريخي آخر ارتكبه محمد علي باشا، عندما اهتمّ بالغزو شمالًا حتى الأناضول، ولم يكمل الغزو جنوبًا وبناء إمبراطوريَّة إسلاميَّة إفريقيَّة...)! وتصور السودان كممتلكات مصرية تصور سائد لدى النخبة المصرية ، فسبق وكتب (الليبرالي) عبد الحليم قنديل عن انه لا حل لمشاكل السودان الا ان تذهب له مصر بفائض قواتها وشعبها ! وقال أبرز المفكرين المصريين محمد حسنين هيكل في ندوته الشهيرة بنادي القضاء انه سيتم تفكيك السودان الى عدة دويلات ، وان (الدويلة الشمالية) سيتم الحاقها بمصر ! وتقارب النخبة المصرية السائدة (الخديوية) قضية اعادة احتلال السودان ، عبر عدة وسائل ايديولوجية ، منها تصوير السودان كأرض بلا شعب ، كما كتب المفكر الاسلامي المستنير جمال البنا الذي تربطه علاقات وثيقة بعدد من مثقفي السودان ، في صحيفة المصري اليوم بتاريخ 26 اكتوبر ( فى السودان المجاور ملايين الفدادين من الأرض الخصبة تنتظر من يأتى فيجعلها سلة غذاء للشعوب، ولكن أين الرجال؟) . وهذا اضافة الى صورة (عثمان البواب) في الأفلام والمسلسلات المصرية ، والأخطاء المقصودة في كتابة أسماء الرموز السودانية ، وإنتاج صورة بدائية ومتخلفة عن السودان الذي تتجول الأفيال في شوارعه ! والذي يتسلم فيه السلطة من يصحو باكراً ! والسوداني الكسول الذي لا يستحق ( الأراضي والموارد ) غير المستغلة ! وغيرها من الصور النمطية المقصودة والمخطط لها لتبرير ما تسميه النخبة المستعلية ب ( استعادة السودان) . فلدى هذه النخبة – التي ورثت استعلاء الخديوية في غير زمانها وبلا قدراتها – لا يزال السودان من ( الممتلكات) المصرية ! ويجب استعادته ( إعادة احتلاله) ! وهيهات . وسبق وكررت ( حريات) مراراً بان زمن الغزوات الاستعمارية انتهى ، وأكبر مؤامرة على الشعب المصري زجه في مغامرة بالسودان ، تستنزف دماءه وموارده ، وفي المقابل فان من مصلحة الشعبين السوداني والمصري تأسيس علاقة تكامل تنبني على النزاهة والندية وعلى تحقيق المصالح المشتركة للشعبين معاً . وفي غياب مثل هذه العلاقة فان الشعب السوداني قادر على مقاومة المخططات الاستعمارية مهما اتخذت من أغطية وشعارات .