زعم توفيق عكاشة – الإعلامي الجماهيري المصري – بأنه لا يوجد شعب اسمه الشعب السوداني . وقال في برنامج نادي العاصمة بالفضائية المصرية (الرسمية) أمس الأول 5 ابريل ان السودان جزء من مصر ، وانه لا توجد دولة اسمها السودان ولا شعب يسمى الشعب السوداني . وقال ان حدود مصر (الحقيقية) من الاسكندرية وحتى الحبشة ، وتشمل السودان ، وكذلك جزء من ليبيا . وأضاف ان (التوراة) وهي (كتاب ربنا) تثبت إدعاءاته لأنها تتحدث عن السودان (كبلاد الشمس في مصر) ! وتوفيق عكاشة من الإعلاميين الجماهيريين في مصر على عهد إنحطاطها الأخير ، وهو عنوان هذا الإنحطاط ، يهرف بما لا يعرف ، وحدود معلوماته عن التاريخ والجغرافيا لا تتعدى شذرات مقررات المرحلة الإعدادية المصرية المبتسرة ! والجهل يتلازم والإدعاء والصفاقة . ومن جهل توفيق انه قال ان التوراة (كتاب ربنا) لم تتحدث عن السودان ، في حين انها تحدثت عنه كأرض كوش ، ومن صفاقته انه حين أراد الحديث عن (كوش) حولها بعنصريته البغيضة إلى ( كوشة) !! ولو كانت التوراة مرجعاً موثوقاً لحدود الدول لإنهارت جميع إدعاءات العروبة ، ف (كتاب ربنا) يتحدث عن أرض الميعاد التي تمتد من الفرات إلى النيل ، وقد أورثها (ربنا) لبني إسرائيل شعب الله المختار !! وتوفيق عكاشة مهرج تافه ، مافي ذلك شك ، ولكنه الآن من الأصوات المؤثرة جماهيرياً في مصر ، وبث لقاؤه في الفضائية الرسمية ، ونقلته بوابة الأهرام الرسمية ، مما يؤكد انه ليس شاذاً في تبني الأوهام الإستعمارية بإعادة إحتلال السودان . وسبق ودعا الدكتور محمد مورو – الاسلامي المصري المعروف ورئيس تحرير مجلة (المختار الاسلامي) بالعدد (346) 13 مايو 2011 إلى ( توحيد مصر والسودان ، باعتبار أن ذلك واجب) . وقدم محمد مورو تفسيراً لدعوته في مقال بصحيفة (الدستور) بتاريخ 17 يوليو : (... الحل الوحيد الممكن والمتاح ، والذي لا بديل عنه في هذا الصدد ، هو توحيد مصر والسودان بالسلم او بالحرب ) . وكشف طبيعة دعوته الاستعمارية في موقع ( الشرقية أونلاين) بتاريخ 16 يوليو : ( فصل السودان) عن مصر كان ( الخطيئة الكبرى) ، ولا يمكن تبريرها بحق ( تقرير المصير) ، وان عبد الناصر قبل بفصل أهم ( جزء من مصر) !!! ، ( ... خطأ تاريخي آخر ارتكبه محمد علي باشا، عندما اهتمّ بالغزو شمالًا حتى الأناضول ، ولم يكمل الغزو جنوبًا وبناء إمبراطوريَّة إسلاميَّة إفريقيَّة...)! وتصور السودان كممتلكات مصرية تصور سائد لدى النخبة المصرية ، فسبق وكتب (الليبرالي) عبد الحليم قنديل انه لا حل لمشاكل السودان الا ان تذهب له مصر بفائض قواتها وشعبها ! وقال أبرز المفكرين المصريين محمد حسنين هيكل في ندوته الشهيرة بنادي القضاء انه سيتم تفكيك السودان الى عدة دويلات ، وان (الدويلة الشمالية) سيتم الحاقها بمصر ! وتقارب النخبة المصرية السائدة إعادة احتلال السودان ، عبر عدة وسائل ايديولوجية ، منها تصوير السودان كأرض بلا شعب ، كما كتب المفكر الاسلامي المستنير جمال البنا الذي تربطه علاقات وثيقة بعدد من مثقفي السودان ، في صحيفة المصري اليوم بتاريخ 26 اكتوبر 2011( فى السودان المجاور ملايين الفدادين من الأرض الخصبة تنتظر من يأتى فيجعلها سلة غذاء للشعوب، ولكن أين الرجال؟) . إضافة الى صورة (عثمان البواب) في الأفلام والمسلسلات المصرية ، والأخطاء المقصودة في كتابة أسماء الرموز السودانية ، وإنتاج صورة بدائية ومتخلفة عن السودان الذي تتجول الأفيال في شوارعه ! والذي يتسلم فيه السلطة من يصحو باكراً ! والسوداني الكسول الذي لا يستحق ( الأراضي والموارد ) غير المستغلة ! وغيرها من الصور النمطية المقصودة لتبرير ما تسميه النخبة المستعلية ب ( استعادة السودان) . فلدى هذه النخبة – التي ورثت استعلاء الخديوية في غير زمانها وبلا قدراتها – لا يزال السودان من ( الممتلكات) المصرية ! ويجب استعادته ( إعادة احتلاله) ! الجدير بالذكر ان حكومة المؤتمر الوطني تسكت عن مثل هذه التصريحات ، كما تسكت عن إحتلال (حلايب) ، بل انها لا تمانع في الإستقواء بالإستعماريين الجدد تحت غطاء العروبة والإسلام إذا كانوا يؤمنون لها سلطتها ويزودون عنها في مواجهة حركات الهامش السوداني المتصاعدة . وسبق وكررت ( حريات) مراراً بان زمن الغزوات الاستعمارية انتهى ، وأكبر مؤامرة على الشعب المصري زجه في مغامرة بالسودان ، تستنزف دماءه وموارده ، وفي المقابل فان من مصلحة الشعبين السوداني والمصري تأسيس علاقة تكامل تنبني على النزاهة والندية وعلى تحقيق المصالح المشتركة للشعبين معاً . وفي غياب مثل هذه العلاقة فان الشعب السوداني قادر على مقاومة المخططات الاستعمارية مهما اتخذت من أغطية وشعارات . Dimofinf Player http://www.youtube.com/watch?feature...&v=GUeiULGD0aQ