وتبقي سطوة اللهجة المصرية باقية ومستلهمة في هذا العنوان للحضور الكثيف والموثر للثورة المصرية في نسختها الاولي التي سرعان ما تم تلحيقها بنسخة ثانية حتي تبقي جذوة الثورة والنضال مترسخة ضد الطاغوت… طاغوت نالنا منه في ارض السودان ما نال من عصابة قرصنت وطن بقامة مليون ميل مربع ….و جلسنا ومنذ ايام قليلة امام شاشة قناة الجزيرة التي سارت بموجتها الركبان في برنامج ما وراء الخبر لكي يناقش قضية (تحالف كاودا) لتطل( كرفتة) خلفها صحفي قيل في الاثر الاثيري بانه يسمي (سيف بشير) يرسل الي الفضاء الكوني دفوعات عن دولة الظلم والقبح والرقص علي اشلاء الجثث في دندرو وفي سالي وفي خور عفن ثم في نواحي خور برنغا وفي البيوتات والغرف المظلمة في نواحي الفجيعة الكبري المسمية في الذاكرة النضالية السودانية التي لاتزال حية ببيوت الاشباح حيث اجمل الناس علي فضل وصحبه…!!! الصحفي التحفة ذكر فيما ذكر بان التدافع للدفاع عن السلطة الانقاذية هو تدافع للدفاع عن الحضارة الغالبة…!!وياتري اين هي الحضارة واين هي الغلبة لسلطة اتت الي الحكم عن طريق دبابة وبوووت ونبوت ودقن استوطنت الارض السودانية لدرجة جعلت لسان وقلم النبض السوداني وواحد اعمق مثقفي الوطن السوداني(الطيب صالح ) الذي رحل يهتف عاليا بين حروف الصحف والمجلات (من اين اتي هؤلا….؟؟؟)….وكيف تكون الحضارة الغالبة يتم توطينها عبر القمع والجلد والصلب والانتنوف وان قيل في التهافت انها الحضارة الاسلامية العربية فان دارفور نار قرانها عالية وشامخة شموخ جبل مرة لن تهش جمراتها سوي قنابل الانتنوف ورصاص الراقص الشهير عمر البشير…!! وعن اي حضارة غالبة يتحدث ذلك الصحفي المضحك المبكي وحسن الترابي رائد المشروع الحضاري والذي اتاح كنفه لمثل ذلك الصحفي ان ياتي منتفخا كالطاووس وحسن الترابي يقول في موتمره الشعب مالم يقول مالك في امر المريسة وينادي باسقاط النظام مثل المنادين من اهل كاودا وتلودي وخوربرنغا ودندرو… فالاسقاط هو الاسقاط و النظام الذي لم يمت بالكلاشنكوف يمت بالهتاف الشهير (الشعب يريد اسقاط النظام)… فكل القوي السودانية ذات الضمير الحي والاحساس الحقيقي بالفقراء في المدن وفي الفيافي التي صار نهارها ليلا من اثر الفقر والعوز والجوع والعطش والنقص في الانفس وفي ثمرات الارض السودانية التي نهبت وشيد كغابات من الاسمنت لكائنات امتصت عقدين من الزمان كل رحيق هذا البلد الذي كان اسمه السودان…!! ولعلها جاكة من جاكات الشمولية الذكية لمغازلة الوعي الاسلامي العروبي الذي تسطع فيه الجزيرة حتي يتم المساهمة في تحييد المواطن العربي وعزله عن الواقع التغييري وضرورته الحتمية في السودان وقد يذهب هذا التحييد التي تحييد حكومات وملوك.. ولكن عفوا اخي محروس ومن لف لفه فمثل تلك الفزاعات الفطير صارت لا تجدي في ازمنة الربيع العربي الذي هدم او ما هدم الفزاعات الفطير كفزاعة اسرائيل وفزاعة القاعدة وفزاعة الهجرة الي اروبا عند القذافي وفزاعة الصهيونية العالمية والامبريالية ….!!! الانقاذ اكلت بنيران جهلها النشط وغوغائيتها كل الاشياء في الارض السودانية وصار بيت اعلامها مثل بيت المرفعين الذي يحتوي علي ما يحتوي علي كميات كبيرة من جيف الخطاب والاقنعة الجاهة التركيب والانطلاق للعمل في خط الدفاع الاول عن مشروع الموتمر الوطني الهلامي…وفي امر الغضبة والهجمة ضد تحالف كاودا استخرج وسريعا الخطاب العربي الاسلامي لكي يعمل ضد تحالف تري فيه الانقاذ بانه تحالف تحالف بتاع زنوج زرق ذوي شلاليف غليظة فقط…ناسين بان خليل ابراهيم خرج من رحم الحركة الاسلامية وياسر عرمان خرج من اعماق ديار السودان الشمالي ان كان الامر مقاسا بالواقع الجهوي او بالارضية الفكرية كما يتوهم اصحاب الدفوعات الوهمية عن الفساد والظلم والقمع والتغبيش واللصوصية الشديدة المفاجئة…..!!! السودان وطن عجيب وغريب ردح لسنين شتي في مظلة الصراع ما بين اولاد الغرب واهل دار صباح وتلك التداعيات الشهيرة في الدولة المهدية ثم سرعان ما سرحت ومرحت في ارضه الدولة الاستعمارية التي كانت في كل الاحوال تحقق اهدافها وغايتها الاستراتجية التي ليس من بينها بناء مجتمع علي قيم المساواة الاثنية والثقافية وهرمنة التباين الباين في كل مكونات الموجدات السكانية في ذلك المليون مربع الذي كان… ثم اتت سلسلة الحكومات السودانية ما بعد الاستقلال من الانجليز ولعبت علي قشور هذه الكتلة السكانية الثقافية والاجتماعية فقامت الحروب واشتعلت الغابات رصاصا و اشلاء ومارست النخب اللعب علي منصات القبيلية والجهوية كونها اقصر الطرق لنييل الكعكة التي يسيل اليها لعاب النخبوي المثقف او برنيطة وكرفتة وغليون…!!! الانقاذ في حضورها الهبتلي لعبت علي هذه الحبال لعب بفن ومهارة وحماس واعلام متخصص وخطاب قوي من اجل المحافظة علي علي الهلامية في الهوية ما بين عروبة يتمسح فيها الكثيرين واسلام قشوري جانح الي التسلط وقمع الاخر وقبيلية راسخة لم تجد برنامج متخصصة وذات منهج يفككها ويصهر اهل كل المليون ميل مربع في بوتقة واحدة ليس من هي السودان ..وفي مسير الدولة السودانية وحتي يومنا هذا لم تتواجد المشاريع الجادة المطبقة علي الارض والتي تصهر الكتلة البشرية في (وطن) يتساوي فيه الجميع وهذا النفاج هو ما تلاعبه الانقاذ الشطرنج الان كونها تدري جيدا في وعيها تواجد هذه النفاجات وسطوتها ما بين الكثيرين …!! لذا لقطع الطريق امام هكذا خطاب جانح الي توطين القمع والاستعلاء والدكتاتورية ليس الان فقط بل في مستقبل السودان فالديمقراطية الحقيقية المدعومة بالمنهجية في صهر النسيج السكاني بثقافاته ودياناته واختلافاته الشتي هي الطريق وليس ديمقراطية البرلمانات التي تقعد وتنفض ويعيث فيها النخبوبين فسادا واستحقاقات وياتي الناتج انقلابا ولن يجد من يقول (جر) لمن ينقلب عليها وتلك لعمري خارطة طريق شاقة ومضنية في ظل سودان العجايب وغرائب