في التصنيف الواقعي والحقيقي المستند علي ارقام الظلم و القتل والفساد في (فيفا) الانظمة العربية التي صارت تتهاوي الان كما تتهاوي اوراق الصفصاف نجد النظام السوداني يحتل بجدارة الصدارة وله نوط الخدمة الدكتاتورية الممتازة بمئات الملايين من القتلي والاشلاء التي رمي النظام الخرطومي بقنابله الرعديدة وفجر بها ابناء هذا الشعب وبسجون وبيوتات اشباح ومراكز تعذيب وومعسكرات لجؤ ومنافي تضج فيما تضج باروع ابناء تلك الجغرافية التي كانت مليون ميل مربع. وبشعب افقر الي حد الثمالة وبارض صارت بورا وصقيع تستغيث الماء ..وان كانت تلك الدول تفاخر الامم بهبتها ضد الاسر التي صارت هي اسر حاكمة كما في امر ال القذافي وال الطرابلسسي وال مبارك وال علي عبد الله صالح وجوقة ال بشار..فان الارض السودانية تعاني فيما تعاني حمي الكوز المتصدع في تحالفه الشهير مع جوقة الانتهازيون في اسرة ال البشير واخرين من ذوي الرغبات الجامعة والسعر في مضاجعة اموال وموارد الشعب وقمعه….!!! وان كانت المطالبات في تداعيات الغضب الصاعق ضد تلك الانظمة في المنطقة العربية هي المطالبة بمحاكمة هولا الروساء الرعاديد فان الارض السودانية تقبع في انتظار خريفها الغاضب برئيس متهم بجرائم الابادة والتطهير العرقي والاغتصاب والتجويع ويطارده الضمير الانساني في كل دول العالم المنصفة (زنقة زنقة دار دار) كونه مطالب كمجرم في محكمة العدل الدولية قبل انطلاق هذا الربيع الذي كشف المستور في اشياء كثيرة تجلب الاحزان علي الواقع التغييري المزدوج المعايير….!!! فالشهداء الموتي في سجن ابو سليم وكل سجون القذافي ليس اكرم واكثر استحقاقا للحياة من القتلي والشهداء في بيوت الاشباح وسجون عمر البشير والزنتان ومصراته وبنغازي نقدم في مواجتها كادوقلي والدمازين وخوربرنغا والكثير من المدن والفيافي السودانية التي ذهب ابنائها الي الخلود وعبروا البرزخ من اثر سياط وقنابل ورصاص طاغية السودان ..والشعب الليبي الذي استحق الحيا الكريمة في انتصاره علي القذافي بمساعدة النيتو فمن الموسف ان تمتد اياديه عبر رموزه لتوطين سلطة طاغية يجلس علي مرمي حدود ويمارس ابشع من ممارسة القذافي… والثورية التي تركل طاغية الطغاة في بقعة من الارض وتمتد اياديها تساند طاغية اخر بدواعي الايدلوجية او اي دواعي اخري هي ثورية غير جديرة بالاحترام والتقدير وتظل ثورية مريبة وفطير وقادرة علي انتاج طاغية اخر وقيصر جديد كونها لست ذات مبادي وارضية ديمقراطية راسخة ووعي انساني كوني بقضايا حقوق الانسان وكرامته ومهما كانت جغرافية تكوينه الكوني… وقد يقول اخر لعلها الرشاوي التي اقتلعت من عرق وجبين هذا الشعب وموارده وذهبت الي ليبيا كاسلحة ورصاص وذهبت كقطعان من الماشية والابقار الي مصر في وقت لم يتبقي للشعب السوداني (الا اعلان سعره من ندرة اللحوم) او اكل الحبال الجلدية التي تجلد بها العناقريب في الكراكير الغميسة من ذلك السودان الذي فضل مثلما فعل جدودنا الاوائل في تلك المجاعة الشهيرة بمجاعة (سنة ستة) التي ترسل رياحها وملامحها الان في جغرافية السودان ولكن ليس كنتاج لما تفعله الطبيعة بل نتاج للفساد والتخبط والظلم الكبير وتجفيف منابع البلاد عبر الاستهبال والسمسرة في سوق نخاسة الربيع العربي الذي وان ظل بوعي وفلفسة رموزه فانه الي زوال والي طغيان اخر وقياصرة جدد بدلا عن مبارك وبشار والقذافي وبن علي وغيرهم من الطغاة الرعاديد…!!! السودان ذلك البلد المتفرد يظل باشيائه متفردا ومتفوقا علي كل ذلك الواقع الذي فجره اشتعال (بو عزيزي) بث ورتين انطلقت ضد الطاغوت انجزت بوعي وهتاف وسواعد ونضالات سودانية لم تمتد اليه ايادي الدعم .وظل ولسنين طويلة يصارع سلطة البشير والتي حتما سينتصر عليها وسنتصر علي كل رموز الوعي الثوري الفطير في العالم وفي المنطقة العربية تلك المنطقة الكسيحة المعايير والمبادئي….!!!