نعم و داعاً أستاذنا الجليل، التجاني الطيب بابكر. عندما يرحل العظماء من أمثالك، تتأكد فعلاً حقيقة، أن الموت صنو الحياة، و أنه الوجه الآخر له. وها أنت ترحل الآن، إلى الوجه الآخر للحياة، لتواصل مسيرتك النضالية، التى بدأتها قبل أكثر من ست عقود من الزمان، قضيتها في معارك النضال، من أجل الوطن وشعبه، و التضحية في سبيل قضاياه الحيوية وحقوقه الأساسية. فما أنبلها من حياة، تكرّس في سبيل قيمٍ، بذلت أنت، طواعيةً و عن طيب خاطر، حياتك لها. يغيب غيرك، ممن يبذلون حيواتهم، لشح أنفسهم و هم أحياء، يمشون بين الناس، و سخي النفس سمح السجايا، و وسيم العقل و الفكر والوجدان، مثلك يستعصي على الغياب، فلا يغيّب الموت منه إلا الجسد. أما الذكريات و المواقف والمبادئ و الأفكار، فتظل كشعلة باهرة من الضياء، تنير الطريق أمامنا كالفنارة و البوصلة . ألم أقل لك أستاذنا الجليل، أنك ستبقى حياً بيننا، في الكليتون والساقية و الميدان، وكل الأشكال الأطر و المواعين التنظيمية والمنابر التى بادرت مع آخرين في بنائها لنا و لشعبنا، “طوبة طوبة” أو “قشة قشة”. التعازى للشعب و للحزب الذي بنيته، وأعضائه شيوخاً و شبابا، كباراً و صغاراً، نساء و رجالا، التعازى لزملائي بالميدان، والتعازي لرفيقة دربه و حياته، الأستاذة فتحية بدوي، و إبنته الأستاذة عزَّة التجاني، وصهره الصديق محمد خالد. [email protected]