طلبت حكومة المؤتمر الوطني من السفير الكيني في الخرطوم مغادرة الاراضي السودانية بعد اصدار قاض كيني مذكرة توقيف بحق المشير عمر البشير الذي تلاحقه المحكمة الجنائية الدولية. وذكرت وزارة الخارجية السودانية مساء أمس الاثنين انها طلبت من سفير كينيا في الخرطوم مغادرة الاراضي السودانية خلال 72 ساعة كما امرت السفير السوداني في العاصمة الكينية نيروبي بالعودة للبلاد فورا. وكان البشير اول رئيس دولة تطالب المحكمة الجنائية الدولية باعتقاله ومحاكمته متهمة اياه بارتكاب جريمة الابادة وجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في اقليم دارفور . وكانت محكمة كينية اصدرت أمس الاثنين 28 نوفمبر قرارا باعتقال عمر حسن البشير . وجاء قرار المحكمة بعد ان سمحت الحكومة الكينية للبشير بزيارة كينيا في شهر اغسطس الماضي رغم صدور مذكرة اعتقاله عن المحكمة الدولية. ويعني القرار الجديد انه يتوجب على الادعاء الكيني ووزير الداخلية القاء القبض على عمر البشير حالما تطأ قدماه الاراضي الكينية حسبما صرح القاضي نيكولاس اومبيجا رئيس المحكمة التي اصدرت القرار. يذكر ان كينيا من بين الدول الموقعة على ميثاق المحكمة الجنائية الدولية التي تأسست عام 2002 . وجاء قرار المحكمة بعد ان رفعت منظمة حقوقية كينية دعوى امام القضاء في كينيا لتنفيذ مذكرة الجنائية الدولية. وكان البشير قد زار دولتي تشاد ومالاوي الى جانب كينيا منذ صدور مذكرة اعتقاله. وتقول الاممالمتحدة ان الحرب في دارفور منذ عام 2003 أدت الى نزوح 2.7 مليون شخص ومقتل نحو 300 الف . ويرى مراقبون ان قرار ابعاد السفير الكيني قرار انفعالي يعبر عن الحالة النفسية لعمر البشير ولا يضير كينيا وانما يضير حكومة المؤتمر الوطني نفسها بزيادة عزلتها وتجذير موقف الحكومة الكينية الذي ربما يشجع دول افريقية أخرى للاحتذاء به .