جاء فى مبررات السيد (الميرغني) والتى أوردتها الأنباء المتناقلة أن ما دفعه للمشاركة هي (مصلحة الوطن فى الظرف الحالي الحرج) أو في ما معناه، .. ومن ثم، تم تعيين (السيد) إبن (السيد) والذى وصفه الرأي العام المحلي بصغر السن والتجربة، وهو في الحقيقة من مواليد العام 1973م بحسب السيرة الذاتية التي وردت رسمياً عن موقع (منتديات الختمية) بالإنترنت، بناء عليه يمكن القول أنه قد تخطى الخامسة والثلاثون من عمره، وكما هو معلوم فهو عمر الحيوية والعطاء لمن إحتك بالعمل السياسى وتفاعل مع أحداث الوطن، فأعمار الناشطين بالحركات الشبابية مثل (شرارة، التغيير الآن، وقرفنا…الخ) مماثلة لعمره، أو أصغر منه، لكنهم، وعلى العكس منه تماماً، شباباً يمتلكون الحس السياسى، ومزودون بالخبرة العملية التى لم تأتيهم مساءً، عشية ورود خبر تعيينه فى المنصب السيادي الرفيعه فجميع الناشطين الشباب يعلمون جيداً ماهى مشاكل السودان، ويمتلكون رؤى، وحلول، ومذودين بمقدرة على النضال من أجل (سيادة) رؤاهم، لأنه من يبدأ تجربته السياسية بتعيينه في منصب ل (سيادة) أسرته، لا لخبرته، يظل يُجرِّب فى شعبنا مدى الحياه، ظانا أن الشعب لعبة يهديها له والده، ودونكم (وظيفة) السيد (الصادق المهدي) كرئيس للوزراء في الستينيات كأول وظيفة (عملية) في حياته، وكانت النتيجة إدمان الفشل حتى الآن. أين مصلحة الوطن و(الميرغني) يزج بشاب لا يفقه عن السودان شيئاً، لا يدرك إن كانت الحروب فى الشمال أم فى الجنوب ام في (النيل الأبيض) و (كردفان) على حد وصفه !، هل عقِم الحزب الإتحادى من الكوادر المؤهلين – بغض النظر عن صحة أو خطأ مسألة المشاركة – ليأتي بشاب حديث عهد بالعمل العام، أين فطاحلة السياسة الذين ناضلوا فترة المواجهه المسلحة وسنوات الشدة البائسة ؟ أم أن ذلك يمثل إعترافاً واضحاً من الميرغنى بانه لا يحترم ولا يضع حساب لبقية منسوبي حزبه بتعيينه إبنه، و(حشره حشراً) فى تاريخ السودان، ليكون تاريخه (المساعد السابق) لرئيس الجمهورية !!! لمصلحة الوطن أم لمصلحة الأسرة ما جعله (يُقسِّم) أبناءه بين مشارك في السلطة كسباً لل (زمن)، ومعارض لها كسباً لل (مريدين) الذين يرفضون المشاركة كي لا يفقدهم في المستقبل القريب ! وفقاً للعبة الإحتمالات الرياضية، فإن بقي النظام على سدة الحكم ظل الميرغني في السلطة ب (جعفر) وإن ذهب النظام يكون قد ظفر ب (الحسن)، وفي حال زوال النظام في المستقبل يظل محتفظاً ب (جماهير الإتحادى) الرافضة للإنقاذ، ليبقى (بيت الميرغنى) فى السيادة مابقى هناك مغفلون يتبعون الأسياد. وبنفس التكتيك سار (المهدى)، فقذف بإبنه ( العقيد عبد الرحمن) للقصر ظانا أنه سينال شرف الرئاسة (وبعض الظن إثم)، وفي ذات الوقت يحتفظ بغالبية الحزب (تحت قيادته)، مدعياً إعتراضه أن يكون إبنه (العقيد) يمثل حزبه، بل يمثل نفسه – بحسب ماقالا- !!، وهل كان (العقيد عبد الرحمن) هو إبن ل (محمد أحمد السودانى البسيط) ليتم إختياره لخبرته العظيمه وتجاربه السياسية التى لا تخطأها عين المراقبين للعبث السياسي، وهل عدم (جيش البشير) من ضباط الجيش الصغار حتى يأتي بالعقيد المهدي مساعداً، أم أن في الأمر سر، فواقع الحال، وكل الدلائل تشير الى أن إختياره ما كان إلا رمزاً لمشاركة (آل بيت المهدى). وعلى نحو مساوي سار (السيدان)، فأختار (المهدي) أن تكون مشاركته رمزها (عبد الرحمن)، ومعارضته رمزها (آخر)، مثلما رأى (الميرغنى) أن تكون معارضته رمزها (الحسن)، ومشاركته رمزها (جعفر)…