متأخّراً جدّاً ، و بعد خراب ” مالطا ” أو ” سوبا ” ( الإنقاذ )،أدرك القوم واكتشف عباقرتهم – فجأة – أنّ ( الفساد) واحد من أسباب تفجير “ديناميت ” ثورات الربيع العربى، فراحوا يتلاومون، و يتباكون – عشيّة إنفجارالغضب السودانى – بدموع ( التماسيح )على حائط مبكى فساد دولة ” النهب المصلّح ” و جمهورية ” السرقات الفوقيّة والتحتيّة “. وهى سرقات ” فوق حديّة ” تتقاصر أمامها “عقوبات الصلب و القطع من خلاف ” !. ولشعبنا ذاكرة خضراء، ما زالت تحفظ يوم أن كان القادة الإنقاذيون وكتّابهم – من كتبة السلطان - يتبارون بإستماتة عجيبة ، فى نفى الفساد عن دولتهم التى ” كان ” يحلو لهم تسميتها بالدولة ( الرسالية ) و يعيدون نسبها إلى( الصحابة) .وقد أكثروا من مدح و تقديس قادتهم و ” كادرهم ” حتّى أطلقو – وقتها – على أبرز رموز الفساد و حماته لقب ( القوىّ الأمين ) !. أمّا التعرّف على الفساد ( الإنقاذى) ، فما عاد يحتاج إلى ” تجلّيات ” و” كشوفات ” و لجان برلمانية ، وأخرى وزارية.ولا إلى تحقيقات نيابات.ولا – حتّى – إلى إنشاء مفوضيّات – بعد فوات الأوان - لدرء الفساد و محاصرته أو مناهضته و إجتثاثه . فهو فساد ” مؤصّل و مفصّل ” و بائن و موثّق و ” ريحتو طاقّة ” ( من زمان و بدرى خالص ) ، لدرجة أنّ ” جمهورية ” الصحف التى أنشئت برأسمال الفساد ، وتربّت فى كنفه ورضعت من ثديه و نامت على صدره ” الحنون ” ، أخذت فى الآونة الأخيرة ، تتحدث عن الفساد والإفساد. ومن المواجع والغرائب و العجائب ( الإنقاذيّة ) أنّ ذات (الصحافة ) التى كانت تدافع عن الفساد والمفسدين ، و و ( تحجب ) أخباره ، بل وتنفيه عن ( الأمناء الأقوياء ) ، صارت بين عشيّة و ضحاها تمتلك ( الأطنان ) من الوثائق و ” البلاوى ” و قد حصلت عليها ” بقدرة قادر ” من ( مصادرها ) ومن ” بيت الكلاوى” أو ” بيت الضبع ” بيسر و أريحيّة فائقة .فلا يظنّن جاهل أنّ الحصول على تلك الوثائق، قد جاء نتيجة جهود ( صحافة إستقصائيّة ) مصادمة ، آثرت على نفسها السير فى دروب كشف الفساد الوعرة . ومع ذلك، لا نملك إلّا أن نشكر لتلك الصحافة ” المدجّنة ” هذه ( الصحوة ) المباركة و تلك ( الجرأة ) الصحفية الميمونة .ونبارك لها ركوب عربة ” فرملة ” قطار كشف الفساد . فقد أصبح من المعلوم بالضرورة و المعروف بالتجربة المعاشة ، أنّ نشر و” مبارات ” قصص و حكاوى الفساد و متابعة أخباره و مغامراته ” العجيبة ” ، لها قدرتها السحريّة فى أرتفاع مؤشر (المبيعات ) وإنخفاض معدّل ( الراجع ).وللإنقاذ فى صحافتها شئؤون !. و حتّى لا تظن تلك الصحافة أنّها قد أدّت واجبها ، فيستريح ” ضميرها المهنى ” و تنام ” قريرة العين” . وحتّى لا تظن أنّها قد أنجزت وعدها ومهامها التاريخية و” رمت بسهمها ” فى محاصرة الفساد أو كشفه و” إكتشافه “، نحيلها – بكل تواضع و ثقة – إلى ارشيف الصحافة السودانية المصادمة بحق وحقيقة . كما نحيلها إلى التقارير الدوريّة الصادرة عن منظمة الشفافيّة العالميّة.ونقول لمجاهدى كتائب محاربة الفساد الجدد ، وبخاصة ” الأقوياء الأمناء ” فى الكتيبة الصحفية : على من يا هامان !. لقد طفح الكيل ، كما ” طفحت ” بالوعة الفساد.والشعب يريد إسقاط النظام !.