من أبناء دارفور بغرب السودان. ولد عام 1856م وتوفى عام 1916م. كان سلطان مملكة دارفور وآخر سلاطينها. من السلالة (الكيراوية). أقام في عاصمة مملكته (الفاشر) مصنعاً لصناعة كسوة الكعبة. ظل طوال مدة عشرين عاماً يرسل الكسوة للكعبة الشريفة إلى مكةالمكرمة في محمل صحبه موكب كبير. يبدأ الموكب مشملاً بآي الذكر الحكيم التي يتلوها طلاب الخلاوى وحفظة القرآن الحكيم زافين بها المحمل إلى مشارف مدينة الفاشر. بعدها يتوجه الموكب صوب الخرطوم. محروساً بجنود من الفور يحملون حراباً مزوقة ومزخرفة بريش النعام. بعد استراحة قصيرة عند الخرطوم، يتجدد المسير إلى الأراضي المقدسة عبر ميناء سواكن.. يقال ان الناس في جدةومكة، يخرجون كلهم لمشاهدة محمل دارفور وحرا?ة الذين درجوا على تقديم العروض والمشاهد الفنية بحرابهم في خفة وبراعة ومهارة اشتهروا بها. علي دينار هو الرجل الذي بنى (آبار علي) لشراب الحجيج بالمملكة العربية السعودية. قاوم علي دينار الحكم البريطاني المصري ردحاً من الزمن وكانت حركته هذه أهم حركة مقاومة (إقليمية) للحكم البريطاني في دارفور. تبعتها حركة عبد القادر ود حبوبة. أسس (دولة) مستقلة في دارفور بعد خروج محمود ود أحمد إلى المتمة. كان علي دينار ملازماً الخليفة عبد الله التعايشي منذ 1895م. ثم انسحب إلى دارفور من أم درمان في 1898/9/1م قبل سقوط كرري بيوم واحد (كأنه كان يعلم ذلك). حاولت الحكومة البريطانية كسب ولائه. واعترفت به بريطانيا سلطاناً على الفاشر في مايو 1901م على أن يرفع علمي الحكم الثنائي ويدفع مبلغاً من المال سنوياً للحكومة قدر ب500 جنيه. كان علي دينار حفيداً للسلطان محمد الفضل الذي توفى في 1838م. واجهته عدة مشاكل حاول أن يقضي عليها ولكنه عندما فشل في تأمين استقلال سلطانه، لجأ إلى الأتراك (نوري باشا وأنور باشا) ضد الحلفاء. انتصر عليه الاميرلاي (هدلستون) في 1916م. تكريم هذا الرجل واجب على الدولة وعلى الشعب. نعم… لقد كرمته الدولة بأن أطلقت اسمه على أحد شوارع الخرطوم شرق. يبتديء هذا الشارع من شارع الجامعة حتى شارع الامام المهدي شرق. قامت على ضفتيه مستشفى أمبيريال، دار اتحاد الكتاب السودانيين، مركز مهدي للفنون، معهد (سلتي) لتدريس اللغة الانجليزية، جريدة (الصحافة) الغراء، المركز الثقافي الفرنسي، دار الوثائق المركزية – وهلمجرا.. اعتقد أن هذا لا يكفي ولا يفي قامة هذا البطل. بل اقترح أن ترعى الدولة أبناءه وأحفاده وأحفاد أبنائه. وتخصهم بما يليق بتكريم والدهم على دينار. كما نقترح على الدولة أن تخصص جائزة عظيمة أو منحة دراسية لدرجة الماجستير أو الدكتوراة باسم هذا الرجل المسلم الذي قدم للمسلمين الكثير.. كما نقترح بأن تقدم هذه الجائزة سنوياً ويحملها محمل من الخرطوم ويتجه بها صوب الأبيض والفاشر ويكون يوم تقديمها يوماً عظيماً.. تشهده الأمة الاسلامية السودانية.. ونقترح (لوح) من الذهب الخالص جائزة باسم علي دينار، يتنافس فيها حملة القرآن الكر?م كل خمسة أعوام. ويكون يومها عيداً للمسلمين في ولاية دارفور.. وهذا اقتراح أخير، نرى أن يعبد طريق المحمل من الفاشر حتى ميناء سواكن. يعبّد ويسفلت.. ويسمى (طريق المحمل).. محمد خير حسن سيد أحمد «رفاعة»